سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


هرب وبحوزته وثائق خطيرة..معلومات عن شخصية مهمة تشكل تهديدا لابن سلمان ..ولي العهد يجهز اتهامات بالفساد ؟؟..و اتفاقات سرية بين إسرائيل والسعودية


عندما شرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إحكام قبضته على السلطة اعتقل عددا كبيرا من أعضاء الأسرة المالكة والشخصيات البارزة، لكن شخصا واحدا ظل يراوغه ولم يتمكن حتى الآن من الوصول إليه. هذا الشخص هو سعد الجابري الذي شغل سابقا منصبا رفيعا في المخابرات السعودية وكان مقربا من ولي العهد المعزول الأمير محمد بن نايف. تقول أسرة مسؤول المخابرات السابق إن بن سلمان عمد في الشهور الأخيرة إلى زيادة الضغط على أقاربه بما في ذلك اعتقال ابنيه البالغين لمحاولة إرغامه على العودة إلى المملكة من منفاه في كندا.

وقالت أربعة مصادر مطلعة على الأمر إن أنظار ولي العهد تنصب على وثائق متاحة للجابري تتضمن معلومات حساسة. وفي السادس من مارس/آذار الماضي اعتقلت السلطات السعودية بن نايف واثنين آخرين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة، في أحدث حلقة من سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي تهدف فيما يبدو إلى التخلص مما قد يشكل تهديدا لسلطته قبل أن يخلف والده الملك سلمان الذي بلغ 85 عاما. وأفاد مصدران مطلعان بأن عددا من كبار مسؤولي وزارة الداخلية اعتقلوا أيضا في الفترة نفسها. وتقول أسرة الجابري إنه بعد أيام من اعتقال الأمير محمد بن نايف، ألقت السلطات السعودية القبض على اثنين من أبناء الجابري هما عمر (21 عاما) وسارة (20 عاما) بعد أن دهمت بيت العائلة فجرا في العاصمة الرياض. وأعقب ذلك اعتقال شقيق مسؤول المخابرات السابق في أوائل مايو/أيار الماضي. وقالت أسرة الجابري إنها طلبت المساعدة من أعضاء في الكونغرس الأميركي، وأفاد مكتبا السيناتور ماركو روبيو والسيناتور باتريك ليهي بأن عضوي مجلس الشيوخ تحدثا بالفعل مع الأسرة. وقال تيم ريزر -وهو أحد كبار مساعدي السيناتور الديمقراطي ليهي- إن أعضاء في الكونغرس يشعرون بالقلق "من اختفاء الشابين بعد أن ألقت قوات الأمن السعودية القبض عليهما". وأضاف "يبدو أنهما استخدما كرهينتين لمحاولة إجبار والدهما على العودة إلى السعودية".

معلومات خطيرة

وأفادت أسرة الجابري بأن ولي العهد يعتقد أن بإمكانه استخدام الوثائق الموجودة بحوزة الجابري ضد منافسيه الحاليين على العرش. وأضافت أنه يخشى أيضا أن تتضمن هذه الوثائق معلومات إضافية قد تمسه هو ووالده الملك. وأوضح مصدران مطلعان ومسؤول سابق في الأمن الإقليمي أن الوثائق تتضمن معلومات عن أرصدة وممتلكات الأمير محمد بن نايف في الخارج، وهو ما قد يفيد بن سلمان في الضغط على سلفه. وهناك أيضا ملفات حساسة متاحة للجابري تتعلق بالمعاملات المالية لأفراد كبار في الأسرة الحاكمة من بينهم الملك سلمان وابنه ولي العهد. وقال دبلوماسي إن بعض المعلومات تتعلق بصفقات أراض ومعاملات، لكنه اكتفى بالقول إنها تتعلق بالملك سلمان في الفترة التي كان فيها أميرا للرياض، وهو منصب أمضى فيه قرابة أربعة عقود قبل ارتقاء العرش في العام 2015. وحسب مصدر سعودي مطلع، فإن ولي العهد يريد توجيه اتهامات إلى الأمير محمد بن نايف تتعلق بمزاعم فساد خلال الفترة التي كان يتولى فيها وزارة الداخلية، ولم تستطع رويترز التحقق من هذه المزاعم. وأضاف المصدر "يريدون الجابري منذ فترة طويلة باعتباره ذراع الأمير محمد بن نايف اليمنى". ولم يرد مكتب التواصل الحكومي على استفسارات من رويترز عن الاعتقالات وأسبابها.

واشنطن تراقب

وقال مسؤول أميركي إن واشنطن أثارت قضية احتجاز ابن الجابري وابنته مع القيادة السعودية. وأضاف أن العديد من مسؤولي الحكومة الأميركية عملوا مباشرة مع الجابري لفترة طويلة وإنه كان "شريكا قويا جدا في مكافحة الإرهاب". وقال مسؤول أميركي ثان في واشنطن إن الولايات المتحدة على اتصال بأسرة الجابري في كندا وإنها "تستكشف سبل المساعدة". وأضاف "نحن نشعر بقلق عميق لتقارير احتجاز أبناء الجابري وندين بشدة أي اضطهاد قائم على الظلم لأفراد الأسرة مهما كانت الاتهامات الموجهة للجابري". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكندية سيرين خوري إن كندا تشعر بالقلق أيضا لاحتجاز أبناء الجابري. ولم تخض في تفاصيل عما إذا كانت حكومتها تأخذ خطوات معينة.

عقدان في الاستخبارات

وقد عمل سعد الجابري على مدى ما يقرب من عقدين مع الأمير محمد بن نايف، وساعد في إصلاح عمليات المخابرات ومكافحة الإرهاب وبناء علاقات وثيقة مع المسؤولين الغربيين. وقال مسؤول الأمن الإقليمي السابق "كانت عنده كل الملفات عن كل شيء وعن كل واحد". وأضاف أن الجابري كان ينسق العلاقات بين المخابرات السعودية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية. وعندما تولى الملك سلمان العرش في يناير/كانون الثاني 2015 عيّن الجابري في منصب وزير دولة. وقال خالد الجابري إن العلاقات في ذلك الوقت بين والده والأمير محمد بن سلمان "كانت طيبة فعلا في البداية"، لكنها سرعان ما ساءت، وساهم في ذلك خصوم مقربون من الأمير محمد زعموا أن الجابري عضو في جماعة الإخوان المسلمين. وتنفي الأسرة بشدة صحة هذا الزعم. وأقيل الجابري بعد أربعة أشهر فقط من تعيينه في هذا المنصب، وأصبح مستشارا شخصيا للأمير محمد بن نايف، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى الإطاحة ببن نايف في يونيو/حزيران 2017. ووصفت مصادر رويترز الجابري بأنه شديد الولاء للأمير محمد بن نايف. وقال خالد الجابري إن السلطات السعودية تبذل منذ 2017 محاولات متكررة لإغراء والده بالعودة للمملكة، مضيفا أن شقيقه وشقيقته مُنعا من مغادرة المملكة منذ أكثر من عامين قبل اعتقالهما، وأن السلطات استجوبتهما أكثر من مرة للسؤال عن والدهما. وقال خالد إن الأمير محمد بن سلمان قدم عرضا في 2017 لوالده للسماح لابنه وابنته بالسفر مقابل عودته. وأوضحت الأسرة أنها لا تعلم مكان احتجاز  وعاجزة عن التواصل معهما. وقال خالد "كل مرة نسأل فيها أشخاصا في الداخل يقال لنا إن الأمير محمد بن سلمان يتولى أمر احتجازهما بنفسه ولا تتعب نفسك بالسؤال عن التفاصيل".

مصدر تهديد

ووفق المصادر التي تحدثت لرويترز، فإن بن سلمان يستهدف الجابري نظرا لمعرفته العميقة ببعض المعلومات الأشد حساسية في المملكة وكذلك شعبيته في الدوائر السياسية الغربية وعلاقاته ببعض قدامى مسؤولي الأمن في السعودية. وقال الدبلوماسي إنه من الممكن أن يُعتبر الجابري مصدر تهديد للأمير محمد بن سلمان إذا أخفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفوز بفترة رئاسة ثانية. يذكر أن محمد بن سلمان تعرض لانتقادات دولية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية السعودية بإسطنبول، وقالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن ولي العهد أمر بقتله. ونفى بن سلمان إصدار الأمر بقتل خاشقجي لكنه قال إنه يتحمل في النهاية "المسؤولية الكاملة" باعتباره الحاكم الفعلي للمملكة.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن السلطات السعودية اعتقلت سارة وعمر ابني سعد الجبري مستشار ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف.

نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر خاصة مقربة من مساعدي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معلومات تفيد بأنه بصدد إعداد لائحة اتهام رسمية لابن عمه وسلفه في المنصب الأمير محمد بن نايف، تتعلق بالفساد وتبديد الأموال المخصصة للأجهزة الأمنية عندما كان وزيرا للداخلية. كما نشرت الصحيفة -ضمن مقال للكاتب ديفيد إغناتيوس- معلومات تفيد بأنه تم منع الأميرة سارة بنت سلطان زوجة محمد بن نايف من السفر قبل أن يتم السماح لها بذلك مؤقتا للعلاج، في حين منعت ابنتاها سارة ولولوة من مرافقتها. وأضافت أن السلطات السعودية أعدت لائحة اتهامات مماثلة لرجل الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري الموجود خارج البلاد، لكن شرطة الإنتربول اعتبرتها "اتهامات سياسية". وقال الكاتب إن محمد بن سلمان يستخدم سلطته في معاقبة عائلات كاملة عبر منع أفرادها من السفر لمجرد شكوكه في احتمال عدم عودتهم، أو احتمال انضمامهم إلى المعارضين في الخارج. كما نقل الكاتب عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ولي العهد السعودي استخدم سلطة المنع من السفر على نطاق أوسع بكثير من المعلن عنه، وإنه يعتزم -ربما هذا العام- الاستيلاء على كافة سلطات الحكم من والده الملك سلمان بن عبد العزيز. وبحسب المقال نفسه، فإن غالبية الممنوعين من السفر لا يعلمون ذلك مسبقا، ويتفاجؤون بإعادتهم من المطار أو المنافذ البرية. ونقلت الصحيفة أن أبرز الأسر الممنوعة بشكل كامل من السفر هي عائلة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وأنّ 27 من أبنائه وبناته بمن فيهم الأمراء متعب ومشعل وفيصل وتركي و57 من أحفاده، ممنوعون من السفر. وكشف الكاتب أنه قد تم الإفراج في أغسطس/آب الماضي عن الطبيب السعودي الأميركي وليد فتيحي الذي اعتقل عام 2017، وأن إطلاق سراحه تم تحت ضغط أميركي، لكنه ما يزال هو وأسرته ممنوعين من السفر. كما ذكر أن العديد من أفراد الداعية السعودي سلمان العودة المعتقل منذ العام 2017 ممنوعون من السفر، والأمر نفسه بالنسبة لصلاح نجل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث كانت السلطات السعودية تطلب عودة أبيه إلى المملكة مقابل السماح له بالسفر.

كلام متبادل و اتفاقات سرية بين إسرائيل والسعودية

أجرت صحيفة "إيلاف" التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها سعودية، مقابلة مع وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهن، مشيرة إلى أنها "محاولة لفهم توجهاته". وقدمت "إيلاف" لحوارها مع كوهن، بالقول إنه لا يزال "في طور دراسة وظيفته الجديدة في المجالات العامة، وهو لا يملك أجندة واضحة أو محددة، بل يحاول أن يكون ضمن الإجماع الإسرائيلي الذي يميل إلى اليمين". وذكرت في تعريفها للمسؤول الإسرائيلي أنه "شغل منصب وزير الاقتصاد وكان في حزب موشيه كحلون، وزير المال السابق الذي انشق عن الليكود قبل سنوات، ثم تحالف مع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل". وعن سؤال عما إذا كانت لديه علاقات مع قيادات في دول عربية لا تقيم علاقات مع إسرائيل، حاول كوهن التهرب قائلا: "هناك نية ورغبة في تلك الدول في إقامة علاقات مع إسرائيل، خصوصا في مجالات الأمن والمياه والزراعة، فنحن من الدول الرائدة في هذه المجالات". وبطرح السؤال مرة ثانية أجاب وزير الاستخبارات الإسرائيلي قائلا: "نعم التقيت بعض مسؤولي دول عربية وخليجية، ووقعت اتفاقيات وعقودا مع جهات في دول عربية لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية". وعرّج في إضافة جوابية على مشروع نيوم في السعودية، واصفا إياه بأنه "مشروع عظيم جدا ولإسرائيل خبرة وتقنيات هي الأكثر تطورا والرائدة في العالم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي". وطرح كوهن تساؤلات متتالية في ذات السياق قائلا: "هل سيؤجلون التعاون معنا إلى حين التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وهذا سيأخذ وقتا طويلا؟ فقد تستغرق هذه التسوية عشر سنوات، وبتقديري أكثر من ذلك كثيرا، لذلك أرى أن هناك مصالح مشتركة وإمكانيات تعاون في مجالات كثيرة. السؤال: هل ينتظرون أم يتعاونون معنا؟ أعتقد أن المصلحة تتطلب تعاونا، وسأكون سعيدا بزيارة دول الخليج ودعوة المسؤولين هناك إلى زيارة إسرائيل". وركز الوزير الإسرائيلي في إجاباته على إيران، ورأى أن عدم الاستقرار يمكن رؤيته في "تلك الدول التي تتمدد فيها إيران، كما نرى انهيارا اقتصاديا، وتورطا في مواجهات لا تعني سكان ومواطني تلك الدول". وواصل كوهن من هذا الباب الترويج للتطبيع مع تل أبيب، مشددا على أن "التهديدات الإيرانية للجيران توضح لدول الخليج والدول العربية الأخرى من هو العدو الحقيقي ومن هو الشريك الحقيقي، ومن دون شك هناك مصالح مشتركة تجمع دول الخليج مع إسرائيل لتعميق التعاون الأمني والاقتصادي. فإيران هي التي هاجمت مرافق النفط في السعودية، ولدينا عدو مشترك من ناحية ولدينا مصالح اقتصادية مشتركة وقرب جغرافي يخلق فرصا جديدة من ناحية أخرى". وفي موضع آخر من الحوار، زعم بوجود "كلام متبادل بين إسرائيل والسعودية"، مضيفا أن بهذا البلد توجد كنوز طبيعية كثيرة "وإسرائيل رائدة في العالم في المجال التقني، وهذا يمكننا من أن نكون شركاء أقوياء في المنطقة". وعما إذا كان يعتقد أن دول الخليج ستبادر إلى التطبيع مع إسرائيل في ظل الدعوة إلى ضم أراض فلسطينية وخطوات أخرى أحادية الجانب، أجاب وزير الاستخبارات الإسرائيلي بعبارة مقتضبة فحواها: "أقول لك إن من يقف على رأس دولة عربية وخليجية يهتم بأمور شعبه وأمنه واقتصاده وحياته بكرامة، وهذا ما يهمه ولا تهمه أمور أخرى". وبشأن التسوية في المنطقة، حمل كوهن الطرف الآخر المسؤولية كاملة وشاملة عن كل ما يحصل، محرضا ضده دول الخليح بقوله إن الفلسطينيين لديهم "شيء واحد ثابت وهو رفض أي خطة سلام. انسحبنا من غزة بشكل كامل فماذا فعل هؤلاء في الأموال التي حصلوا عليها من دول الخليج؟ بنوا الأنفاق التي تهدمت فوق رؤوسهم، وبنوا مصانع صواريخ دمرناها نحن". وعرض في المقابل على الدول العربية المصالح المشتركة والتعاون، لافتا إلى "أهمية العلاقات الأمنية أمام العدو المشترك، وهناك أيضا أهمية بمكان للتعاون الاقتصادي بيننا وبين تلك الدول، وأرى أنه يمكننا العمل سويا". وأجاب بتحفظ على سؤال حول نشاطات تركيا العسكرية في العراق وسوريا وليبيا ومناطق أخرى، حيث قال: "لا أريد التطرق إلى هذا الأمر، لكنني أقول إننا نعرف ونراقب ونتابع النشاطات التركية العسكرية وغيرها مع قطر وإيران في سوريا والعراق وليبيا والسودان والبحر الأحمر"، وفيما إذا كانت نشاطات تركيا تقلق تل أبيب، أجاب "لا تعليق!".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,