سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


خبير عن تأثيرات الموجة الثانية لكورونا: هذه هي الشواهد وهؤلاء هم الرابحون


رأى تقرير أعده خبير روسي، أن الموجة الثانية لجائحة الفيروس التاجي لا تطرق الآن الأبواب فحسب، بل أصبحت واقعا، وهي تغطي العالم بقوة متجددة.
ولفت الخبير، إيغور نيديلكين، إلى أن إسرائيل أصبحت أول دولة في العالم تطبق الحجر الصحي الثاني الكامل، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من وجود عدد كبير من المعارضين الإسرائيليين لمثل هذه الإجراءات، الذين حاولوا المقاومة والنزول إلى الشوارع، إلا أن ذلك لا يغير من الواقع الملموس شيئا. ورصد التقرير أن المشكلة لم تقف عند هذا الحد، إذ لوحظت زيادة مطردة في عدد الحالات في روسيا والدول الأوروبية، وكذلك في الولايات المتحدة. وجاءت جمهورية التشيك، على سبيل المثال، في المركز الأول من حيث معدل زيادة المرض في الاتحاد الأوروبي. كما جرى الاعتراف رسميا ببداية الموجة الثانية سيئة السمعة من قبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وسجلت فرنسا رسميا رقما قياسيا في عدد حالات الإصابة المكتشفة بعدوى "كوفيد – 19" خلال 24 ساعة، وهو 13.5 ألف حالة تفريبا. وهذا الرقم يفوق ما كان عليه في الربيع، خلال ما يعرف بالموجة الأولى. ولم تخرج إسبانيا من هذه القاعدة، حيث سُجلت بها أرقام قياسية أيضا. ومضى التقرير يقول إن جميع التوقعات الأكثر تشاؤما بدأت تتحقق بشكل عام. وتسبب بدء العام الدراسي وعودة المواطنين من الإجازات الصيفية، في انتشار الفيروس بقوة متجددة، كما رجّح العديد من الخبراء. وتساءل صاحب التقرير حول الكيفية التي سيتصرف بها الاقتصاد، وهل سيكون قادرا على التعامل مع الموجة الثانية للجائحة؟ وفي معرض الإجابة، رأى أن الحمى بدأت بالفعل في الأسواق المالية، ولوحظ انخفاض منذ بداية سبتمبر. وفي يوم الجمعة الماضي جددت مؤشرات الأسهم الأمريكية المستويات الدنيا المحلية. وتبعا لذلك، يقول التقرير إن المستثمرين قلقون، ويروا أن الخطر الرئيس لا يكمن في الفيروس التاجي ذاته، ولكن في الإجراءات التقييدية للسلطات، وجزئيا فقط في سلوك المستهلكين. ورصد أن السكان لا يرغبون في الإغلاق من أجل حجر صحي معاد، وفي العديد من البلدان، بما في ذلك ألمانيا، يتم تنظيم أنواع مختلفة من الاحتجاجات. وكما تظهر التجربة العملية، فإن فرض الحجر الصحي يوجه ضربة قاصمة للاقتصاد، وقد ضخت الولايات المتحدة وأوروبا تريليونات الدولارات في محاولة لاستعادة النشاط الاقتصادي، لكن لم يتم الحصول على التأثير المتوقع. ووجه التقرير تحذيرا متشائما يقول: "إذا تم فرض قيود صارمة مرة أخرى في الوقت الحالي، فإن أي آمال في عودة الاقتصاد العالمي إلى ما كان عليه قبل الأزمة في العامين المقبلين، يمكن دفنها بثقة، وعدم تذكرها بعد الآن". وعلى الرغم من أن الكثير من الاقتصاديين كانوا قد أعربوا عن ثقتهم في أن أيا من رؤساء الدول لن يتخذ مثل هذه الإجراءات، وهذا الرأي لا يزال مهيمنا حتى الآن، إلا أن مثال إسرائيل يظهر أنه لا يوجد شيء مستحيل. وتطرق التقرير إلى أن الأمل في البداية عُقد على إيجاد لقاح يمكن أن يغلق مشكلة فيروس كورونا، إلا أنه لفت إلى أن اللقاح الكامل الذي يجتاز جميع الاختبارات اللازمة، وتجري الموافقة عليه في جميع أنحاء العالم لا يجدر توقعه حتى العام المقبل، على الأقل بالنسبة للكميات الضرورية منه. ووجد التقرير في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دليلا على ذلك، إذ أن ترامب الذي يحب الإدلاء بتصريحات صاخبة، لا يزال متواضعا في تصريحاته إلى حد ما بشأن التوقيت، قائلاً إن تأمين جميع سكان البلاد باللقاح لن يكون متاحا إلا بحلول أبريل 2021. من جهة أخرى، رأى المؤلف أن الموجة الثانية يمكن أن تمر بهدوء أكبر. ففي الربيع، لم يكن أحد يعرف ما هو فيروس كورونا وكيف وبماذا يعالج. كان العبء على نظام الرعاية الصحية هائلا، وحتى في معظم البلدان المتقدمة كان هناك انهيار كامل. ويضيف .. الوضع الآن مختلف، ويعرف الجميع بشكل أو بآخر ما هو هذا الفيروس. وإذا لم تبدأ السلطات في فرض حظر على عمل قطاعات معينة من الاقتصاد، فقد لا يكون هناك تدهور حاد في الوضع الاقتصادي. لكن مع ذلك إذا قررت البلدان ذات الاقتصادات الكبيرة اتخاذ قرار إغلاق ثان، فلن يعني ذلك موجة ثانية من أزمة الفيروس التاجي فحسب، بل سيعني أيضا موجة ثانية من التحول في الاقتصاد والمجتمع العالميين ككل. وتوقع التقرير أن يتواصل الانتقال إلى العمل عن بُعد بنشاط متجدد، وسيزداد الطلب على التسوق عبر الإنترنت والتدريب عبر الإنترنت وغيرها من الابتكارات التكنولوجية التي دخلت حياتنا بنشاط في عام 2020. وأوضح التقرير أن التقدم العلمي والتكنولوجي على الرغم من أنه عملية طبيعية وواضحة، إلا أن الفيروس منحه تسارعا قويا للغاية. ومن التوقعات الواردة في التقرير أيضا أن شركات التكنولوجيا، كما في فصل الربيع، ستستفيد من القيود المختلفة. ولا يقتصر الأمر على الشركات العملاقة مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون، إذ أن لاعبين جدد ظهروا في السوق، وهم يغزون بنشاط مجالات في مجموعة متنوعة من الصناعات.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,