سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


بعد فشل الهدنة معارك عنيفة بقره باغ وواشنطن تستضيف طرفي الصراع لإقناعهما بوقف إطلاق النار وإيران تحذر أرمينيا وأذربيجان: سنتعامل بصرامة مع أي عدوان أو تهديد


تواصل القتال في عدة محاور بإقليم قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، في حين تستضيف واشنطن وزيري خارجية البلدين بهدف التوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار. وأفادت مصادر بأن العمليات القتالية تواصلت بدرجات متفاوتة في محاور أغدارا وفوزولي وهادروت وجبرائيل وقوبادلي في إقليم قره باغ. وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن مناطق بالإقليم شهدت قتالا، ومنها مناطق قريبة من خط التماس الذي يفصل الجانبين. وقالت الوزارة في بيان إن العمليات تواصلت بدرجات متفاوتة طوال الليلة الماضية بمناطق أغدارا وفضولي وهادروت وجبرائيل وغوبادلي. وأشارت إلى أن القوات الأرمينية فتحت نيران المدفعية وقصفت بقذائف الهاون الخطوط الدفاعية الأذربيجانية. ولفتت إلى أن الجيش الأذربيجاني وجه ضربات على مواقع للقوات الأرمينية في محاور فضولي وجبرائيل وغوبادلي، وسيطر على مواقع ومرتفعات مهمة. وأوضحت أن البنية التحتية والقدرات العسكرية الأرمينية تعرضت لخسائر لا يمكن تفاديها على طول خط الجبهة، مؤكدة أن القوات الأرمينية تعاني من نقص في المعدات والأسلحة والذخيرة والغذاء. وأعلن الجيش الأذربيجاني تحييد 4 طائرات مسيرة تابعة لأرمينيا خلال المواجهات بين الجانبين في إقليم قره باغ.

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأذربيجانية، إن المضادات الجوية للجيش أصابت طائرتين مسيرتين أرمينيتين، مما أدى إلى تحطمهما. وأضاف البيان أن الجيش الأذربيجاني تمكن من إنزال طائرتين مسيرتين أيضاً بالوسائل التقنية.

محادثات واشنطن

سياسيا، بدأت في واشنطن محادثات تهدف لإنهاء القتال المستمر منذ نحو شهر، حيث اجتمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيريه من أرمينيا وأذربيجان كل على حدة. واجتمع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف مع بومبيو لمدة تحو 40 دقيقة. وبعد مغادرته بلحظات وصل وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان للاجتماع مع الوزير الأميركي. وتأتي المحاولة الأميركية بعد انهيار هدنة توصل إليها الجانبان بوساطة روسيا. وقبل قليل من بدء محادثات واشنطن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين في إسطنبول إنه يأمل في أن يكون بإمكان موسكو وأنقرة العمل معا لحل النزاع. وأضاف أردوغان "تعتقد تركيا أن لها الحق مثل روسيا في المشاركة في السلام".


وقد تجددت المعارك الشرسة في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، مما يؤكد انهيار الهدنة التي وقعها الجانبان سابقا برعاية موسكو، وفي حين أعلنت أرمينيا استعدادها لوقف إطلاق النار قالت أذربيجان إنها فرضت سيطرتها الكاملة على الحدود مع إيران. وذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن القتال اندلع في عدة أماكن، منها أراض قريبة من خط التماس الذي يفصل بين الجانبين. وقالت الوزارة إن العمليات استمرت بدرجات متفاوتة طوال ليل في مناطق أغديرة وأغدام وفضولي وجبرائيل وزنغيلان وغوبادلي. وأضافت أن الجيش الأرميني اضطر للانسحاب من بعض المرتفعات والمواقع في منطقة غوبادلي "بعدما تكبد خسائر كبيرة". وأشارت إلى وقوع إصابات كبيرة في فوج المدفعية الأرميني في منطقة خوجاوند، وأنه لم يتسن نقل المصابين بسبب النقص الواضح في عدد السيارات وإغلاق بعض الطرقات.

قصف وفرار

وقد تواصل القصف المكثف على مدينة ترتر الواقعة في محيط إقليم قره باغ، حيث قتل شخصان على الأقل وأصيب آخر في قصف مدفعي استهدف المناطق السكنية والقرى المحيطة بها. وأكد الجيش الأذري فرار متطوعين جلبتهم أرمينيا لوحدات المدفعية شمال هادروت. وبحسب بيان لوزارة الدفاع، فقد ألحق القصف المدفعي الذي نفذته وحدات الجيش الأذري خسائر في صفوف القوات الأرمينية بمنطقة أغدارا.

وأشار بيان الوزارة إلى استمرار الاشتباكات على طول خط الجبهة. وقد أعلنت أذربيجان بسط سيطرتها بشكل كامل على حدودها مع جارتها إيران. وكانت القوات الأرمنية تسيطر على سبعة مناطق حدودية في أذربيجان، بما فيها مساحة كبيرة من الحدود الأذربيجانية الإيرانية. لكن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعلن سيطرة قواته على كامل الحدود مع إيران. من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الأذرية إنه تم إطلاق صواريخ باليستية من الأراضي الأرمينية باتجاه مناطق داخل أذربيجان. لكن مصادر من الخارجية الأرمينية نفت إطلاق أي صواريخ باليستية على الأراضي الأذرية، مشيرة إلى أن هذه الأخبار مضللة ولا أساس لها. في المقابل، قالت سلطات إقليم قره باغ غير المعترف بها دوليا إن معارك تدور على جميع الجبهات. وأضافت أن وحدات جيش الدفاع نجحت في تغيير الوضع التكتيكي لصالحها رغم محاولات القوات الأذرية تحقيق اختراق وتوغل في الجبهة المركزية.

فشل الهدنة الروسية

ويعني تجدد القتال العنيف فشل المبادرة الروسية لوقف إطلاق النار، وسط ترقب محادثات جديدة بين الجانبين في واشنطن. وتوسطت روسيا في اتفاقين لوقف إطلاق النار منذ اندلاع القتال لكنهما لم يصمدا، وقال الكرملين إنه لا بديل عن التوصل إلى حل سياسي يوقف القتال. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عدد قتلى معارك قرة باغ "يقارب 5 آلاف". وأوضح خلال منتدى بثّ مباشرة عبر القنوات التلفزيونية، "وفق معلوماتنا، بلغ عدد قتلى كل من الطرفين نحو ألفين، ما يعني أن العدد الإجمالي يقارب 5 آلاف قتيل". ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم في واشنطن وزيري خارجيتي أرمينيا وأذربيجان، في محاولة لإنهاء القتال. وقال حكمت حاجييف نائب رئيس أذربيجان إن بلاده لا تتوقع انفراجة في محادثات واشنطن.

استعداد ورفض

وقد جددت أرمينيا استعدادها للتنفيذ غير المشروط لاتفاقي وقف إطلاق النار اللذين تم التوصل إليهما في العاشر والـ17 من الشهر الجاري. واعتبرت الخارجية الأرمينية في بيان أن النزاع في قره باغ يمكن حله بطرق سلمية، مشددة على أن هذا الحل يجب أن يتم بشكل حصري في إطار الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تتمتع بتفويض دولي، فيما يبدو رفضا لمشاركة تركيا المحتملة في عملية المفاوضات. من جانبه، قال الرئيس الأذري إلهام علييف إنه لن يكون هناك استفتاء على تقرير المصير في إقليم قره باغ. وأضاف علييف في تصريحات صحفية أن هذا الأمر لم يكن مطروحا أثناء المفاوضات السابقة، وأن أذربيجان لم ولن تقبل به، ولا سيما بعد استعادتها جزءا كبيرا من الإقليم. وأشار علييف إلى وجود أسس لنشر قوات حفظ السلام الدولية، مضيفا أن أذربيجان وأرمينيا هما من تقرران ممن ستتألف هذه القوات. لكنه أكد أن هذا الموضوع لم يطرح بشكل جدي على طاولة المفاوضات، وأنه من المبكر الحديث عنه. وكان رئيس أذربيجان قال في وقت سابق إن بلاده ستستعيد الإقليم بالقوة.

المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارتشي يقول حول استمرار سقوط قذائف وصواريخ على الأراضي الإيرانية؛ نتيجة المعارك بين أذربيجان وأرمينيا: "على البلدين حل مشاكلهما من خلال الحوار ، وإلا سيعقب ذلك الندم بالتأكيد".

قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارتشي، حول استمرار سقوط قذائف وصواريخ على الأراضي الإيرانية؛ نتيجة المعارك بين أذربيجان وأرمينيا: "لا ينبغي إساءة استخدام صبر إيران مع البلدين، لذلك نحذر من أننا سنتعامل بصرامة مع أي عدوان أو تهديد". شكارتشي أكد أنه "على البلدين حل مشاكلهما من خلال الحوار وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لإيران، وإلا سيعقب ذلك الندم بالتأكيد". وأضاف "نذكر البلدين المعنيين بأنه عليهما أولاً الحذر من إثارة نار الحرب وشيطنة الأجانب. وحلّ خلافاتهما سلمياً عبر الحوار".​ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعلن، أمس الخميس، عن نقل أكثر من 20 بلدة في مناطق حول ناغورنو كارباخ إلى سيطرة الجيش الأذربيجاني. وقال علييف إن "الجيش الأذربيجاني حرر ثلاث قرى في فيزولي، وأربع قرى في جبرائيل، بالإضافة إلى 13 قرية وبلدة أغبيند في مناطق زنجيلان. وبتحرير بلدة أغبيند، تمّ ضمان السيطرة الكاملة على حدود الدولة بين أذربيجان وجمهورية إيران الإسلامية". وفي 15 تشرين الأول/أوكتوبر، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن سقوط صواريخ حربية على الحدود، إثر النزاع القائم في ناغورنو كاراباخ "أمر غير مقبول"، نافياً الإشاعات عن رد ايراني بالمثل على استهداف المناطق الحدودية. وفي بيان له، أكّد زاده أن الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين الإيرانيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية "خط أحمر"، مشيراً إلى أنه "في حال تكرار القصف فإن إيران لن تظل غير مكترثة لذلك". من جهته، قال مستشار رئيس إقليم ناغورنو كاراباخ دايفيد بابايان، إن "إحدى المجموعات التي استقدمتها تركيا إلى كاراباخ، تنتشر على طول الحدود مع إيران، وتحاول التسلل إليها". وعلى خط مواز من الأزمة، ناقش رئيس أرمينيا أرمين سركيسيان، في قصر الإليزيه، اليوم ، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الوضع في ناغورنو كاراباخ. وأشار المكتب الصحفي للرئاسة الأرمنية، إلى أن "العدوان العسكري الذي شنته أذربيجان بدعم من تركيا ضد أرتساخ، لا يزال مستمراً، وتهاجم السكان المدنيين والبنية التحتية، مما أسفر عن سقوط ضحايا". وشدد سركيسيان وماكرون، على أهمية عودة باكو ويريفان إلى طاولة المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك، من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع في ناغورنو كاراباخ.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,