سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الإدارة الأمريكية: إسرائيل مسؤولة عن اغتيال فخري زادة وإيران في موقف صعب بشان الرد ..الاستخبارات حذرت الحكومة قبل أشهر؟


أعلن مسؤول في الإدارة الأمريكية أن إسرائيل تقف خلف عملية اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زادة، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل حول ما إذا كانت إدارة ترامب على اطلاع مسبق على العملية. وقال المصدر إن إسرائيل في العادة تُطلع الإدارة الأمريكية على معلومات حول أهدافها والعمليات التي تعتزم تنفيذها قبل التنفيذ لكنه رفض تأكيد ما إذا كانت قد فعلت الحكومة الإسرائيلية ذلك هذه المرة، رغم تأكيده أن فخري زادة كان أحد أهداف إسرائيل لمدة طويلة ماضية. واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالضلوع باغتيال العالم النووي البارز، وأكدوا أنها تحمل بصمات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، رغم أن طهران لم تُقدم أدلة حول ادعاءاتها، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي الاتهامات التموجهة لها. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" السباقة بنشر أنباء حول تأكيد مسؤول في الإدارة الأمريكية أن إسرائيل تقف خلف الهجوم، في عطلة نهاية الأسبوع. وزار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إسرائيل قبل أقل من أسبوعين على تنفيذ الهجوم الذي أودى بحياة فخري زادة. ولم تتزايد وتيرة التهديدات للمصالح الأمريكية في المنطقة أو المواطنين الأمريكيين وذلك كون إيران اتهمت إسرائيل بعملية الاغتيال، حسبما قال المسؤول، لكن الأمريكيون يعتقدون أن الإيرانيين لم ينتقموا بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وهذا ما تراقبه أجهزة الاستخبارات الأمريكية في الوقت الراهن، وفق ما قال المصدر نفسه. وتتوقع الحكومة الأمريكية أن تنتقم إيران لاغتيال سليماني مع اقتراب الذكرى السنوية لاستشهاده في العراق، لكن المصدر أشار إلى أن واشنطن ترى أن إيران مقيدة لأن الرئيس الجديد، جو بايدن، سيتولى الرئاسة بعد أسبوعين من ذلك الموعد. وأكد المسؤول أن إقدام إيران على خطوة انتقامية بحق الأمريكيين ستصعب مهمة بايدن بخصوص رفع العقوبات عن طهران وإطلاق العملية الدبلوماسية، ولكن إذا لم ترد إيران فإن تهديداتها ستبدو جوفاء بالنسبة للداخل الإيراني ولدول المنطقة. وكشف المصدر أن عقوبات إضافية ستُفرض على طهران في غضون الأسبوع المقبل والذي يليه، فقد أعطى ترامب بومبيو "كارت بلانش" لمواصلة فرض سياسة الضغط الأقصى على طهران خلال الشهرين القادمين.

الاستخبارات حذرت الحكومة قبل أشهر.. تطور جديد اغتيال محسن فخري زادة

حذرت وزارة الاستخبارات الإيرانية الحكومة قبل أشهر وأيام قبل اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة الجمعة الماضية، عبر تقديم المعلومات الضرورية عن طريق "التحذير من عملية إرهابية" وتزويدها بالتفاصيل، وفقا للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في تصريحات نقلها الحساب الرسمي لبيانات حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وأضاف ربيعي قائلا: "المؤكد، أنه إلى جانب المسؤولين الكبار، قامت وزارة الاستخبارات بما عليها عبر التنبؤ بحدوث عملية الاغتيال وإبلاغ وتحذير(الحكومة) قبل الحادثة، ولكن، من الممكن أن بعض القضايا وبروتوكولات الحماية لم تتبع بالدقة المطلوبة"، حسب قوله. وكان قد اغتيل العالم الإيراني، الجمعة، بضاحية شرقي طهران عبر رشاش يتم التحكم فيه عن بعد كان قد وُضع في يارة أخرى، وفق وكالة فارسشبه الرسمية الإيرانية. وكانت قد اتهمت الحكومة الإيرانية إسرائيل بالوقوف خلف العملية، لكنها لم تظهر أدلة على ادعاءاتها.

كيف كانت البحرية الأميركيَّة تنتشر عشيَّة اغتيال فخري زادة؟

لم تكن البحرية الأميركيّة تخفي الحقيقة حين أعلنت أن عودة حاملة الطائرات "يو أس أس نيميتز" ومجموعتها إلى الخليج كانت مرتبطة بجدول مقرّر مسبقاً. في الواقع، لم تغادر الحاملة المحيط الهندي منذ أسابيع وبعد أن أنهت تدريبات مع البحرية الهنديّة عادت إلى مياه الخليج؛ الساحة الرئيسية لجدول انتشارها الروتيني. وخلال الأسبوع الذي سبق اغتيال العالم الإيراني، كانت "نيميتز" مع مجموعتها في مهام مقرّرة قبل 6 أشهر على الأقل قبالة السواحل الغربية للهند تحت قيادة الأسطول السابع. وفي العشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، خاضت حاملة الطائرات ومجموعتها مناورات روتينية مع قوات من أستراليا والهند واليابان. ومنذ عامين على الأقل، لا يخلو المحيط الهندي من انتشار قطع بحرية أميركيَّة، بعد أن تحوَّل الاهتمام الأميركي أكثر نحو النشاطات الصينيّة والروسيّة في أعالي البحار. كما أنّ التواجد في المحيط الهندي يتيح للأميركيين مراقبة الأوضاع في البحر الأحمر عن كثب، وسط مخاوف واشنطن والرياض من النشاطات الإيرانيّة، باعتبار تلك المنطقة من العالم نقطة استراتيجيّة تقع في خضمّ طريق التجارة الدولية وبالقرب من قناة السويس وباب المندب. أما في ما يخصّ الانتشار الأميركي في بقية مناطق العالم، فلم تشهد حركة البحرية أيّ نشاط استثنائي خلال الأسبوع الذي شهد اغتيال العالم الإيراني، مع استمرار الأميركيين في التركيز في انتشار قطعهم على جنوب شرق آسيا. بناءً عليه، إنَّ مسارعة البنتاغون إلى نفي أيّ ارتباط لحركة البحرية الأميركيَّة بعملية الاغتيال تنبع من واقع مستمر منذ أكثر من عامين بتحويل الاهتمام نحو الصّين، في حين أنّ استباق أيّ رد إيراني يبدو أولوية بالنسبة إلى الجيش الأميركي غير المضطر إلى الانخراط في لعبة دونالد ترامب قبل أسابيع قليلة من مغادرته البيت الأبيض.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,