سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


هدد بإسالة الدماء..ترقُّب لعفو رئاسي عن متورطين بأحداث الكونغرس مع استنفار أمني كبير استعداداً لمحاكمة ترامب وتنصيب بايدن..ما هي المفاجآت الأمنية المتوقعة ؟


أفادت وسائل إعلام أميركية بأن مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) اعتقل مسؤولا بولاية نيو مكسيكو قرب مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن على صلة باقتحام الكونغرس، وذلك ضمن حملة اعتقالات لمتورطين في أحداث اقتحام الكونغرس، بالتزامن مع أنباء عن صدور عفو رئاسي عن بعض أولئك المتورطين. وأوضحت وسائل الإعلام أن المسؤول يدعى كوي غريفين وهو مفوض بالولاية، وقد تعهد بالعودة إلى واشنطن مدججا بالسلاح للاحتجاج على تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء المقبل. وقال مراسل سيريا ستار تايمز في واشنطن محمد الأحمد إن غريفين يرأس مجموعة تسمى "الكوبويز من أجل ترامب"، وشوهد في أحد مقاطع الفيديو يتحدث صراحة عن دوره في تلك الأحداث، ويهدد بتسيير مظاهرة مسلحة مؤيدة لمبدأ حمل السلاح، وبإراقة الدماء في يوم تنصيب بايدن. كما ذكر المراسلنا أن السلطات الأميركية اعتقلت الشخص المتداولة صورته في وسائل الإعلام وهو يرتدي فروة جاموس ويضع قرنين على رأسه، ويدعى جيك آنجلي، بالإضافة إلى عناصر آخرين، وذلك في إطار حملة اعتقالات مستمرة لمتورطين في اقتحام الكونغرس.

وكانت شرطة العاصمة واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أنها أوقفت شابا من ولاية فرجينيا، فجر يوم الأحد، قرب حاجز تفتيش، لحيازته سلاحا وذخيرة حية دون رخصة. وتجمّع مسلحون ينتمون لحركة بوغالو اليمينية المتطرفة أمام مبنى الكونغرس في مدينة لانسنغ عاصمة ولاية ميشيغان، وسط انتشار أمني مكثف. وكانت الأجهزة الأمنية قد عززت انتشارها في محيط المبنى بعد دعوات للاحتجاج أمام المبنى. وقد ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مكتب التحقيقات الفدرالي سيقوم بفحص قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، خوفا من هجوم داخلي أثناء تنصيب بايدن. ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة الدفاع أن البنتاغون قلق من هجوم داخلي، أو تهديد من طرف أفراد على صلة بتأمين مراسم التنصيب، وقالت إن وزير الجيش الأميركي أمر قادة الجيش بالانتباه إلى أي مشكلة قد تحدث في صفوف قواتهم مع اقتراب موعد التنصيب.

وفرضت السلطات الأميركية طوقا أمنيا على العاصمة واشنطن، وذلك ضمن إجراءات تأمين تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وأفاد مراسل سيريا ستار تايمز في واشنطن بأن السلطات الأمنية أغلقت العديد من الأحياء والشوارع الرئيسية، ونشرت آلافا من أفراد الحرس الوطني والشرطة والخدمة السرية، وذلك بعد كشف مكتب التحقيقات الفدرالي عن بدء تحقيق بشأن دور أجنبي محتمل في دعم وتمويل الهجوم على الكونغرس. وقد أعرب رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة بايدن، عن قلقه من التهديدات الأمنية التي قد تصاحب حفل التنصيب، إلا أنه أبدى ثقته بقدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الحفل. وقال كلين -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)- إن الفريق الانتقالي لبايدن يتلقى إحاطات من قبل الإدارة الحالية بشأن التهديدات المحتملة. من جهته، حذر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من إصدار عفو من قبل الرئيس ترامب عن الذين اقتحموا الكونغرس في الـ6 من الشهر الجاري، معتبرا ذلك خطأ. وقال غراهام -في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" (Fox News)- إنه سيحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. ونقلت شبكة سي إن إن عن مصادر قولها إن ترامب لا يعتزم إصدار عفو عن نفسه، لكنه يخطط لإصدار عفو عن نحو 100 من المدانين غدا. وقالت إن اجتماعا عقد في البيت الأبيض لوضع لمسات أخيرة على قائمة الأشخاص الذين سيشملهم عفو ترامب، وأشارت إلى أن عددا من مستشاريه المقربين حذروه من منح عفو لأي شخص متورط في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس.

استنفار أمني كبير استعدادا لمحاكمة ترامب وتنصيب بايدن

أعربت عمدة واشنطن، موريل باوزر، عن مخاوفها حيال إمكانية وقوع اعتداءات في أحياء سكنية في العاصمة بعيدا عن المقار الحكومية ومبنى الكابيتول، في حين تواصل أجهزة الأمن استنفارها استعدادا لتنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وقالت باوزر، في حديث مع شبكة "إن بي سي" (NBC)، إنها ليست قلقة فقط بشأن المقار التشريعية في الولايات الأخرى، بل أيضا حيال الأحياء السكنية في العاصمة. وأكدت في السياق ذاته أن شرطة المدينة تعمل مع القوات الفدرالية، ولديها خطط للتعامل في حال وقوع مثل هذه الهجمات. من جهته، أشار رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب النائب الديمقراطي آدم شيف، في حديث مع "سي بي إس" (CBS)، إلى أن المخاوف الأمنية مرتفعة، وأن ما يحدث يذكّره "بزيارة المنطقة الخضراء في بغداد ورؤية كثير من الجنود والحواجز". وتابع "لم أعتقد أبدا أنني سأرى ذلك في عاصمتنا أو أنه سيكون ضروريا، فهناك تهديد من المتطرفين المحليين من طبيعة ما رأيناه في السادس من يناير/كانون الثاني، كاشفا عن أن هناك أشخاصا يأتون إلى منطقة واشنطن العاصمة ويجلبون أسلحة، فضلا عن وجود تهديدات في جميع عواصم الولايات الخمسين". وأضاف "أعتقد أن التنصيب سيستمر وسيجري بأمان، لكنّ تجمعات للأفراد ستكون هناك، وقد تتحول تلك التجمعات إلى عنف". وفي السياق ذاته أشار إلى أنه "إذا كان هناك أعضاء في الكونغرس قد ساعدوا في أحداث 6 يناير/كانون الثاني فينبغي أن يحاسبوا".

محاكمة ترامب

وبدأت واشنطن فعليا الاستعداد لمحاكمة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بتهمة التحريض على العنف والتسبب في مقتل مواطنين أميركيين في حادثة اقتحام الكونغرس. وقد دعا النائب الديمقراطي بريندان بويل إلى اعتقال الرئيس ترامب، وقال إن مكانه هو السجن. وبات ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُحال أمام مجلس الشيوخ مرّتين لمحاكمته بقصد عزله بعد ما وجّه إليه مجلس النواب الأربعاء التهمة. من جانبه، قال النائب الديمقراطي جيمي راسكين، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)، إن الرئيس ارتكب أخطر جريمة ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن رئيسة مجلس النواب تجهّز لطرح مواد العزل في مجلس الشيوخ، موضحا أنه لا يدري موعد ذلك. وأضاف راسكين أن الرئيس حرّض الغوغاء الذين اقتحموا الكونغرس وكانوا يرددون شعار شنق نائب الرئيس. وقال "سنجري المحاكمة البرلمانية وفقا للقواعد التي يضعها مجلس الشيوخ"، مضيفا "نضع خطة للمحاكمة من أجل الكشف عن الحقيقة وسنروي قصة الهجوم ضد الولايات المتحدة". بدوره، قال النائب الجمهوري بيتر ميجر، في مقابلة مع شبكة "إي بي سي" (ABC)، إنه لم يكن يتمنى التصويت لمصلحة عزل الرئيس لكن "هذا هو وقت للمحاسبة"، على حد قوله.

ودعا ميجر الحزب الجمهوري إلى إعادة ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية، قائلا إن الحديث عن سرقة الانتخابات هو الذي دفع مؤيدي الرئيس إلى اقتحام الكونغرس. وتابع "يمكن أن ينتهي مساري السياسي بعد التصويت لمصلحة عزل الرئيس لكن يجب اتخاذ خطوة شجاعة"، مضيفا "نحن أمة للقانون وعلينا أن نضع مصلحة البلاد أولا بدل المسار السياسي"، وأن "ما حصل كان خيانة لما حققناه في 4 سنوات".

استعداد للتنصيب

وأفاد مساعدون مطلعون على خطط نائبة الرئيس الأميركي المنتخبة كامالا هاريس أنها ستستقيل اليوم الاثنين من عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا استعدادا لتنصيبها يوم الأربعاء مع الرئيس المنتخب جو بايدن. واختار جافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا سكرتير الولاية أليكس باديلا لاستكمال ما بقي من مدة عضوية كامالا، التي قد تتم أثناءها محاكمة الرئيس دونالد ترامب بعد إتمام إجراءات مساءلته للمرة الثانية في مجلس النواب.

ما هي المفاجآت الأمنية التي يتخوفون منها في يوم تنصيب بايدن؟

تستعد الأجهزة الأمنية الأميركية لمواجهة تجمعات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في عواصم الولايات الأميركية الخمسين، من خلال إقامة الحواجز واستدعاء الحرس الوطني.

وافقت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، على نشر ما مجموعه 25 ألفاً من عناصر الحرس الوطني، في العاصمة واشنطن، خلال اليومين المقبلين، وسط توتر في البلاد مع قرب موعد تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن تقرير للشرطة ومصدر بقوات إنفاذ القانون أن أفراد الشرطة في وسط مدينة واشنطن ألقوا القبض على رجل من فرجينيا حاول المرور عبر نقطة تفتيش تابعة لشرطة الكونغرس، الجمعة، بينما كان يحمل أوراقا مزورة ومسدساً مزوداً بالطلقات وذخيرة تزيد على 500 طلقة. هذا وتستعد الأجهزة الأمنية الأميركية لمواجهة تجمعات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في عواصم الولايات الأميركية الخمسين، من خلال إقامة الحواجز واستدعاء الحرس الوطني في محاولة لتجنب تكرار واقعة الهجوم على الكونجرس التي هزت البلاد في السادس من كانون الثاني/يناير الجاري. وحذر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وكالات الشرطة من احتجاجات مسلحة محتملة في جميع عواصم الولايات، بدءا من اليوم وحتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب في 20 كانون الثاني/يناير، يؤججها أنصار ترامب الذين يعتقدون بصحة مزاعمه عن تزوير الانتخابات.

هل هي اجراءات احترازية مسبقة؟

لا شك أن هناك توتراً حقيقياً، وهناك رصد لمخابرات واتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي لاستعدادات يقوم بها المتطرفون البيض بشكل أساسي في عدة ولايات، هم يدعون أنصارهم للاستعداد وهناك إشارات رصدتها المخابرات في الولايات المتحدة وحذرّت منها. لذلك تبدو الاستعدادات داخل واشنطن لمعركة حصلت فعلياً عند غزو الكونغرس، لكن التحضيرات في الولايات الأخرى مستمرة وخطر انتقال مسلحين إلى العاصمة واشنطن وارد جداً كون هؤلاء أصلاً موجودون في كل مكان وهنالك منهم موجود داخل الأجهزة الأمنية، وترامب زرع الكثير من أنصاره في هذه الأجهزة. حتى أنه قال أمس السبت إنه فرض على وزارة الداخلية تعيين مستشار خاص موالٍ له، بالتالي التخوفات كثيرة و"الإرهاب الأبيض" داخل الولايات المتحدة متأصل وقديم. الأكيد أن هنالك استعدادات لمواجهة أي احتمال، فالإرهاب الداخلي كبير جداً في أميركا ويعود تاريخه إلى الحرب الأهلية، أحد المؤرخين شبه وضع الرئيس المنتخب جو بايدن بتولي الرئاسة بوضع ابراهم لينكون بعد الحرب الأهلية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,