سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أردوغان يلوح بهجوم شمال العراق.. والذئاب الرمادية ورابعة دليل إدانت تسييس الجيش وبدعم تركي الهيئات تعرقل التوافق الإسلامي الفرنسي


لوح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بشن هجوم على مناطق حدودية شمال العراق. وقال في تصريحات من اسطنبول، نقلتها وسائل إعلام محلية: "بخصوص إخراج الإرهابيين من سنجار بشمال العراق، فقد نأتي على حين غرة ذات ليلة".


قصف قرى حدودية

بالتزامن، أفاد مراسلنا في إربيل، أن مقاتلات تركية قصفت مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في منطقة حاج عمران الحدودية. وكانت تركيا أطلقت منتصف يونيو العام الماضي عمليتين عسكريتين داخل أراضي إقليم كردستان العراق، مستهدفة مواقع للعمال الكردستاني، ما تسبب بأضرار كبيرة من الناحيتين المادية والبشرية لسكان تلك القرى.

مع تكرار عمليات القصف رغم إدانة الحكومة العراقية، استدعت وزارة الخارجية السفير التركي لدى بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية القصف التركي الذي طال عددا من المناطق شمال البلاد. وتضمنت المذكرة إدانة الحكومة العراقية لانتهاكات حرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية، واعتبرت أنه مخالف للمواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي ذات الصلة، وعلاقات الصداقة، ومبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل. إلا أن تركيا وعلى الرغم من موقف بغداد، كررت عمليات القصف هذه مرارا الشهر الماضي (ديسمبر 2020).



"الذئاب الرمادية" و"رابعة".. دليل إدانة أردوغان بتسييس الجيش

قدم معارض تركي صورة لجندي يرفع شعارا "الذئاب الرمادية ورابعة" كدليل على تحول الجيش لمليشيا موالية للنظام. والذئاب الرمادية تنظيم متطرف يتبع أردوغان وتنتشر عناصره في أوروبا، فيما شعار "رابعة العدوية" يعود لتنظيم الإخوان الإرهابي في مصر ويشير لعملية أمنية لفض اعتصام مسلح للجماعة شرقي القاهرة في عام 2013. وفي مؤتمر صحفي قال المعارض التركي أنغين آلطاي، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة إن "الجميع بداية من رؤساء الجامعات حتى الجنود بالجيش باتوا عناصر مسلحة لحزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان"، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت". وكان آلطاي يرد على اتهام وجهه أردوغان له، قائلا إن النائب "ينتمي لمليشيات إرهابية شأنها الهجوم على حكام وعساكر وشرطة ومعلمي تركيا". وحرص المعارض خلال رده على أردوغان في مؤتمر صحفي على حمل صورة في يده بها جندي يشير بعلامة رابعة، وبأخرى يلوح بعلامة الذئاب الرمادية القومية. وأضاف قائلا "ليس من الصحيح الزج بالجيش في الحياة السياسية ليكون عناصر مسلحة لحزب سياسي، فهنا لسنا في جمهورية الموز". وأشار إلى أن أردوغان "يريد من كافة قيادات الجيش أن يدينوا له بالولاء لا للدولة التركية، فالجنود يجب أن يكونوا حماة الوطن، لا مسلحين لحزب سياسي"

وأردف ألطاي قائلا "أطلقنا على الجندي اسم مناضل. الجندي هو مناضل الأمة، ولكن صورة الجندي في قلب أردوغان هو من يرفع بيده علامة رابعة وباليد الأخرى يرفع علامة الذئاب الرمادية". وفي رد منه على زعم أردوغان بأن "الشعب يقف معنا، ويدعمنا أكثر من أي حزب"، قال ألطاي "إن كان هذا صحيحًا ماذا قدمت أنت لهذا الشعب، لقد أدرت له ظهرك، وتعيش منقطعًا عنه في قصرك". وزاد قائلا "إذهب وتحسس أوضاع الناس على أرض الواقع، الناس يطالبون بالخبز، وأنت في وادٍ آخر تتحدث عن مسألة الحجاب، عاطلون عن العمل، وأن تتحدث عن مزاعم انقلابات، يطلبون الطعام وأنت تتحدث عن التحرش".

بدعم تركي.. 3 هيئات تعرقل التوافق الإسلامي الفرنسي

أثارت 3 هيئات إسلامية مدعومة تركياً، الجدل في فرنسا، إثر رفضها مبادئ تنظيم شؤون المسلمين في البلاد. ويبدو أن المنظمات التي تدور في فلك أنقرة لا تكف عن عرقلة المسارات الناجحة وزعزعة استقرار المجتمعات في أوروبا، إذ أثارت 3 هيئات إسلامية مدعومة من تركياً، الجدل في فرنسا، إثر رفضها مبادئ تنظيم شؤون المسلمين في البلاد. وكان المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية أقر بالأغلبية، الأحد الماضي، حزمة مبادئ اقترحها الرئيس إيمانويل ماكرون، لتنظيم شؤون المسلمين والجالية الإسلامية في الأراضي الفرنسية. لكن إقرار المجلس لهذه الحزمة جاء بعد موافقة 5 هيئات من أصل 9 تندرج تحت لوائه، عليها، فيما رفضتها 3 هيئات أخرى، مدعومة من تركيا. ومساء الأربعاء الماضي، أعلنت اللجنة التنسيقية للمسلمين الأتراك في فرنسا، وحركة ميللي غوروش التركية المعروفة بقربها من الإخوان الإرهابية، وحركة الإيمان والممارسة المتطرفة، رفضها لحزمة المبادئ التي وافق عليها المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية، ورفعت إلى الرئيس إيمانويل ماكرون. وفي بيان مشترك، طالبت الهيئات الثلاث بتعديل حزمة المبادئ المكونة من 10 نقاط، وسبق أن وصفها ماكرون بأنها "نص أساسي للعلاقات بين الدولة والإسلام في فرنسا". وقالت الهيئات المدعومة تركيا في البيان "من الواضح أننا نتفق مع مطلب عدم تدخل الدولة وعدم استغلال الدين كأداة، واحترام مبادئ الدستور والجمهورية، لكننا نعتقد أن بعض الفقرات والصيغ في النص المقدم تضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا والأمة"، على حد قولهم.

ووفق مراقبين، فإن موقف هذه الهيئات يأتي في إطار الخلاف التركي الفرنسي الأخير حول التعاطي مع ملفات عدة في الشرق الأوسط، والتلاسن بين البلدين بعد أزمة مجلة شارلي إبدو الأخيرة والعمليات الإرهابية التي وقعت في الأراضي الفرنسية. كما أن موقف هذه الهيئات يعد مدفوعا من المخاوف التركية من خسارة نفوذها على المسلمين في فرنسا بعد تطبيق هذه الحزمة من المبادئ. وتمهد موافقة المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية على هذه الحزمة أو الميثاق، إلى تأسيس المجلس الوطني للأئمة الذي من المنتظر أن يسيطر تماما على عملية تعيين ومتابعة وتقييم الائمة في كل مساجد فرنسا. كما أن مجلس الأئمة سيمنع تماما استقدام رجال الدين من عدة بلدان أبرزها تركيا، وترجح تقارير اعلامية أن يطرد 300 إمام متواجدين حاليا في الأراضي الفرنسية، وفق تقرير لشبكة "فرانس 24" الفرنسية. وأمس، قال مصدر قريب من القضية لوكالة الصحافة الفرنسية "حكومية" إن الهيئات الثلاث المدعومة تركيا قلقة بشكل خاص من نقاط التدخل الأجنبي، والإسلام السياسي في حزمة المبادئ الفرنسية. وبصفة عامة، وقعت 5 هيئات من أصل 9 ممثلة في المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية، وهي هيئة أنشئت منذ 20 عاما لتسهيل الحوار بين الحكومة والمجتمع الإسلامي، على حزمة المبادئ بعد أسابيع من النقاشات الحادة في بعض الأحيان. وقال مصدر حكومي في تصريحات للوكالة الفرنسية أمس "رفض بعض الهيئات لحزمة المبادئ لن يضعف العملية"، مضيفا "الأقنعة تسقط". ووفق مراقبين، لن يؤثر رفض الهيئات المدعومة من تركيا على مسار إقرار حزمة المبادئ بعد أن حازت الأغلبية في المجلس الأعلى. يذكر أن حركة الإيمان والممارسة الرافضة للمبادئ الفرنسية، من أكثر الجماعات الدينية تشددا، وتصف الشرطة الفرنسية المساجد التي تديرها هذه الحركة بأنها "تمثل مشكلة أمنية حقيقية". فيما تخضع اللجنة التنسيقية للمسلمين الأتراك إلى مديرية الشؤون الدينية التركية التي تخضع بدورها مباشرة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان. وتدير مديرية الشؤون الدينية كل أذرع أردوغان المثيرة للجدل في أوروبا، مثل ديتيب في ألمانيا، وأتيب في النمسا، وترسل أئمة إلى البلدان الأوروبية يعملون بالأساس كجواسيس على الأتراك المقيمين فيها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,