سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


دراسة تكشف عن ازدياد حالات التحرش خلال وباء كورونا.. هل الكمامة السبب؟


المعاكسات في الشارع موجودة دائما، ولا علاقة لها بما ترتديه المرأة أو ما تفعله، ومضايقات الشوارع هي عبارة عن سحابة مظلمة تلوح في الأفق، وتهدد المساحة الخاصة بالمرأة في الأماكن العامة. هذا التهديد المستمر، قد يظهر في صورة صفير أو كلمات عابرة أو طلب رقم هاتفك أو ملاحقتك لمسافات طويلة وصولا إلى التحرش الجسدي في بعض الحالات. واعتادت المرأة على توقع المضايقات لدرجة أن صوت شخص غريب يمكن أن يثير الخوف بداخلها، حتى لو كان هذا الشخص يسأل ببساطة عن موقع شارع أو محل ما.
ومع ارتفاع حالات الكورونا في جميع أنحاء العالم، بدأ الناس يخففون من الخروج لمنع الانتشار الوباء، واعتقد الكثيرون أن التحرش سوف يتضاءل، كما اعتقد كثيرون أن تغطية نصف الوجه بالكمامة سيقلل من التحرش، لكن يبدو أنه كان أملا مضللا، فالتحرش في الشوارع ازداد فعليا أثناء الوباء، حسب تقارير رقمية في العديد من بلدان العالم. تزداد المضايقات عندما يشعر الناس بفقدان القوة

يقول تقرير لمجلة " أللور" النسائية الامريكية ، إن المتحرشين غالبا ما يتصرفون على نحو غير لائق لأنهم يشعرون بالحاجة إلى الشعور بالسلطة أو الذكورة، خاصة عندما يكون العالم بأسره خارج سيطرتهم بسبب البطالة أو المصاعب الأخرى التي تسبب بها الوباء. الأكثر ضعفا هم الأكثر عرضة لممارسة التحرش بالنسبة للرجال الذين يقومون بالتحرش، فهم غالبا أشخاص يصارعون البطالة أو عدم الاستقرار الوظيفي أو انعدام الأمن. كما إنهم يواجهون حقا أزمة في هويتهم، وهذا يؤدي في النهاية إلى العنف ضد الأشخاص الذين يعتقدون أنهم الأضعف أي النساء. ارتداء الكمامة يزيد من فرصة عدم كشف الهوية

تشعر بعض النساء أن ارتداء الكمامة يؤدي إلى زيادة إخفاء الهوية، مما قد يؤدي زيادة حدة التحرش، لكن في الجانب المقابل فإن ارتداء المرأة للكمامة يمكن أن يمنحها جرأة أكبر للرد، تماما مثل الجرأة نفسها التي يشعر بها البعض لقول الأشياء عبر شاشة الكمبيوتر لأنهم لا يضطرون إلى رؤية الشخص الذي يتحدثون إليه. وضع الآخرين في الأسفل لاستعادة السيطرة في الوقت الذي قد يشعر فيه الناس بالتقليل من شأنهم أو عدم كفايتهم بسبب فقدان الوظيفة أو حتى فقدان الحريات المزعوم (الحجر في المنزل والاضطرار إلى ارتداء الكمامة)، فإن التصرف عن طريق المضايقة هو إحدى الطرق لتأكيد سلطتهم، دون التفكير في أن ذلك يضع الآخرين في موقف غير آمن. مثل كل أشكال التحرش الجنسي الأخرى، فإن التحرش في الشوارع يتعلق بالسلطة والترهيب، لذلك لا يمكننا التحدث عن دوافع فردية.

في المحصلة، لا يمكن لأي قطعة ملابس حماية المرأة من التعرض للعنف المتمثل في التحرش، الأمر كله يتعلق بالقوة وبالشخص الذي يريد أن يؤكد هويته؛ ولا علاقة له بمظهر المرأة أو طريقة لباسها أو سلوكها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,