سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


دعوات لجلسة علنية الجمعة بمجلس الأمن و25 نائبًا أميركيا يعتبرون الممارسات الإسرائيلية جريمة حرب


دعت تونس والنرويج والصين مساء الأربعاء إلى عقد جلسة علنية طارئة جديدة الجمعة في مجلس الأمن الدولي بشأن التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، في حين طالب 25 نائبًا بالكونغرس الأميركي وزير الخارجية بممارسة ضغوط دبلوماسية على إسرائيل لمنعها من تهجير سكان حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة. وهذه الجلسة -التي يُتوقّع أن يشارك فيها الإسرائيليون والفلسطينيون- ستكون الثالثة لمجلس الأمن منذ يوم الاثنين. وقد عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً مغلقاً ثانياً حول التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، عارضت خلاله الولايات المتحدة مرة أخرى تبني قرار اعتبرت أنه سيؤدي إلى "نتائج عكسية". بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه لأي مبادرة أو خطوة من شأنها تخفيف حدة التصعيد وإعادة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ودعا غوتيريش -خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف- إلى تفعيل عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين مجددا، مبينا أن الأمم المتحدة مستعدة للمساهمة في هذه المسألة. من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة اجتماع رباعي الشرق الأوسط، المتمثل بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، لبحث آخر المستجدات في فلسطين. وأكد لافروف أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل ينبغي ألّا يكون على حساب القضية الفلسطينية ولا مبدأ حل الدولتين. بدوره، دعا جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إسرائيل وحركة حماس والفلسطينيين إلى التراجع عن حافة الهاوية، ووصف التصعيد الحالي بأنه مروع مطالبا حماس بوقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل. وقال كليفرلي لمحطة سكاي نيوز "من المهم أن يتراجع الجانبان خطوة للوراء". وتفجرت الأوضاع بالأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة الاحتلال ومستوطنون، منذ بداية شهر رمضان المبارك (13 أبريل/نيسان الماضي) في القدس وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح. ويشكو الفلسطينيون من عمليات إسرائيلية مكثفة ومستمرة لطمس هوية القدس وتهويدها، حيث تزعم إسرائيل أن المدينة بشطريها الغربي والشرقي "عاصمة موحدة وأبدية لها". ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا ضمها إليها عام 1981.

موقف تركي

وفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "حماية شرف وعزة مدينة القدس دين في رقبة كل مسلم". وأشار أردوغان -في سلسلة تغريدات نشرها على حساباته الرسمية بمواقع التواصل- إلى أنه (يجب الوقوف) "إلى جانب إخوتنا الموجودين هنالك، كل مسلم يطوف بالكعبة في مكة، وموجود بحضرة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام في المدينة". ومضى قائلا "المعني بهذا الهجوم أيضًا كل مسلم يعيش في إسطنبول، وديار بكر، وبغداد، والقاهرة، وإسلام آباد وجاكرتا وكوالالمبور وباكو". وأوضح أردوغان أن "تركيا تقف بجانب إخوتنا في القدس بمثل هذه الأوقات كعادتها دائمًا، وبجانب كل المسلمين بفلسطين" لافتًا أن بلاده تحركت على الفور واتخذت المبادرات اللازمة من أجل تحريك كافة المؤسسات الدولية حيال هذه التطورات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. وزاد قائلا "نريد وقف الاعتداءات الإسرائيلية الجبانة ضد الأقصى والمسلمين بالقدس. وننتظر إنهاء كافة الضغوط المباشرة وغير المباشرة الرامية لإجلاء الفلسطينيين من منازلهم وبلدانهم. والله نصير المظلومين والمكلومين". أما فؤاد أوقطاي نائب الرئيس فقال، إن على الدول الإسلامية أن تظهر موقف موحدا وواضحا تجاه صراع إسرائيل مع حماس في قطاع غزة، منتقدا القوى العالمية لتنديدها بالعنف دون التحرك. كما أجرى إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة، اتصالًا هاتفيًا بمستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، حيث تناولا عددًا من القضايا في مقدمتها الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة. وخلال الاتصال، تم التأكيد على أن هجوم قوات الأمن الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والمصلين وهم يؤدون عباداتهم، أمر مرفوض وغير مقبول، وفق بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية. وأضاف البيان أن الاتصال تناول عمليات قتل مدنيين بينهم أطفال نتيجة غارة جوية إسرائيلية على غزة، مما تسبب بسخط شديد في جميع أنحاء العالم، وتم التأكيد على أن هجوم إسرائيل على الحرم، والمصلين والمدنيين، انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية، ومن ثم يتعين وقف هذه الممارسات فورًا.

رسالة أميركية

وفي الولايات المتحدة، بعث 25 نائبًا بالكونغرس برسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، يحثونه فيها على ممارسة ضغوط دبلوماسية على إسرائيل لمنعها من تهجير الفلسطينيين من أماكنهم في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، معتبرين تلك الممارسات جريمة حرب. وقال النواب -وفي مقدمتهم ماري نيومان أحد نواب ولاية إيلينوي، ومارك بوكان نائب ولاية ويسكونسن- في رسالتهم "نكتب هذه الرسالة للتعبير عن قلقنا العميق إزاء خطة إسرائيل لتهجير ما يقرب من ألفي فلسطيني من حيي البستان والشيخ جراح في القدس". وأشارت الرسالة إلى أن إسرائيل هدمت مئة مبنى في حي البستان، حيث يعيش 1550 فلسطينيًا، 60% منهم أطفال، من أجل بناء حديقة تلمودية، لافتة إلى وجود إشعارات من الجانب الإسرائيلي تشير لاستعدادها لإخلاء منازل 12 عائلة فلسطينية بحي الشيخ جراح مكونة من 169 شخصًا 46 منهم أطفال من أجل تسكين مستوطنين بشكل غير قانوني. كما ذكر هؤلاء النواب في الرسالة أن الإدارة الإسرائيلية تتجاهل تمامًا العائلات الفلسطينية وتعتبرهم في حكم العدم. وتابعت الرسالة، ووفقًا لمركز أبحاث التربة، دمرت إسرائيل حوالي 5 آلاف منزل فلسطيني بالقدس الشرقية بين عامي 1967 و2017. وبحسب المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة (بتسيلم) دمرت إسرائيل كذلك 349 منزلا لفلسطينيين بالقدس الشرقية بين عامي 2018 و2020. وشددت على أن القدس الشرقية جزء من الضفة الغربية، وأن إسرائيل احتلت تلك المنطقة عسكريًا إلى جانب دمجها بشكل غير قانوني إلى بلدية القدس ثم ضمها رسميًا إليها، منتهكة بذلك القانون الدولي.

تضامن عربي

عربيا، أدا املك السعودية سلمان بن عبد العزيز، بشدة، ما تقوم به إسرائيل من أعمال عنف في محيط المسجد الأقصى، مؤكدا وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة. جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) عقب اتصال تلقاه الملك من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان. بدوره، قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني "المغرب يضع القضية الفلسطينية والقدس الشريف في صدارة اهتماماته وفي مرتبة القضية الوطنية". وأكد العثماني -في اتصال هاتفي مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الموقف الثابت والواضح للمغرب، بقيادة الملك محمد السادس (رئيس لجنة القدس) في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، وتشبثه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وأبلغ رئيس الوزراء هنية رفض المملكة القاطع لجميع الإجراءات التي تمس الوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف، أو تمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأعاد المغرب العلاقات مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بوساطة أميركية، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو. وكان المغرب أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط عام 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ومن جانبه أعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية سيدي ولد سالم الوزير عن إدانته للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس. وقال الوزير بمؤتمر صحفي "موريتانيا تدين بشدة ما يتعرض له الإخوة الفلسطينيون من اعتداءات من طرف الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما عبرت عنه وزارة الخارجية منذ أيام". وأكد أن فلسطين قضية محورية لموريتانيا التي لها مواقف مشهودة حيال القضية الفلسطينية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,