لهذا السبب.. 100 ألف وظيفة مهددة في عاصمة صناعة السيارات
كشفت دراسة ألمانية صدرت نتائجها، اليوم ، عن أن 100 ألف وظيفة بقطاع السيارات قد تشطب خلال العام الجاري بفعل ضغوط تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد. وتوقع خبير السيارات الألماني، فرديناند دودنهوفر، في دراسة نشرها في ميونخ، اليوم، إلغاء 100 ألف وظيفة بقطاع السيارات في ألمانيا، لافتا إلى أن الطلب في أوروبا وأمريكا تراجع على نحو كبير خلال هذا العام، كما أنه من المتوقع أن يتراجع الإنتاج في أوروبا بنسبة 25% ليصل إلى 12 مليون سيارة، ما يجعل هناك فائض في الطاقة الإنتاجية بـ7 ملايين سيارة. ورأى دودنهوفر أنه "من غير الواقعي تحميل أعباء هذه التكاليف على مدار فترات زمنية طويلة، لأن من غير الممكن تحمل فترات الخسارة الطويلة في سوق السيارات التي تشهد منافسة شرسة".
كانت شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم، أغلقت مصانعها خلال الربع الثاني على مدار أسابيع بسبب جائحة كورونا، وكذلك لأن معارض بيع السيارات اضطرت لغلق أبوابها بسبب تدابير مكافحة الجائحة، ما تعذر معه بيع السيارات، كما تم تعليق الطلبيات لدى شركات مستلزمات السيارات. وفي سياق متصل، قالت شركة (بي.إم.دبليو) الألمانية لصناعة السيارات إنها تتوقع تحقيق أرباح هذا العام إذا استمر الطلب في التعافي، وذلك على الرغم من تسجيل وحدتها للسيارات خسارة قياسية في الربع الثاني بعد انخفاض المبيعات 25% بسبب إجراءات العزل العام الهادفة لاحتواء فيروس كورونا. وأضافت الشركة المصنعة لسيارات (بي.إم.دبليو) وميني ورولز رويس أن المبيعات بدأت في التعافي خلال آخر ثلاثة أشهر، بما في ذلك قفزة نسبتها 17% في التوزيع بالصين، لكن الانتعاش لن يعوض بالكامل المبيعات التي خسرتها الشركة جراء كوفيد-19. ونتيجة لانخفاض المبيعات وارتفاع تكاليف تطوير السيارات منخفضة الانبعاثات، سجلت (بي.إم.دبليو) خسائر قبل حساب الضرائب بلغت 498 مليون يورو، وهي أول خسارة لها في أكثر من 11 عاما، إضافة إلى خسائر تشغيلية قدرها 666 مليون يورو (790 مليون دولار) للربع. وتراجعت أسهم (بي.إم.دبليو) 3% بعد النتائج، إذ قال بعض المحللين إنهم لم يتوقعوا مثل هذه الخسارة الكبيرة في الأرباح قبل حساب الفوائد والضرائب. والشهر الماضي، أعلنت شركة "دايملر" الألمانية لتصنيع السيارات، أنها تكبدت خسائر بنحو ملياري يورو (2.3 مليار دولار) في الربع الثاني، متأثرة بتداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد COVID-19. وتعتبر هذه النتائج أسوأ حتى من العام الماضي، عندما اضطرت الشركة، ومقرها مدينة شتوتغارت، لتحمّل المليارات لتنفيذ عمليات استدعاء على صلة بفضيحة التلاعب في الانبعاثات ومشكلات في الوسائد الهوائية. والخميس الماضي، أعلنت مجموعة فولكسفاجن الألمانية لصناعة السيارات، تسجيل خسائر تشغيل خلال النصف الأول من العام الحالي بقيمة 800 مليون يورو (936 مليون دولار)، مقابل أرباح قدرها 10 مليارات يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي.