إن إنقاص الوزن ليس هو السبيل الوحيد للحفاظ على صحة جيدة، إنما هي منظومة متكاملة ترجع بالأساس إلى الانتقاء المناسب لكل شخص وفقاً لنصيحة المتخصصين، بحسب سنّهم وحالتهم الفردية، كما يقول استشاري التغذية العلاجية الدكتور محمد عبدالسلام. وبغير ذلك، قد يكون النظام الغذائي سيئاً ويشكل خطراً للغاية على صحة متّبعها، وما يوضحه عبدالسلام اتباع بعض الأشخاص لقائمة من الأطعمة والسلوكيات الغريبة للحصول على قوام رشيق، وهو ما يتعين على هؤلاء الحذر منها، ومن تلك القائمة:
توينكي دايت
يُعدّ هذا النظام الغذائي جنوناً، فعلى الرغم من أنه يمتثل للقاعدة الأساسية لفقد الوزن وهي حرق عدد سعرات حرارية أكثر مما يتم تناوله بصرف النظر عن محتوى الوجبات الغذائية، ولكن هذا النوع من الحمية الغذائية يؤدي إلى سوء التغذية ويضر بصحة الإنسان على المدى القريب والبعيد بشكل عام.
كرات القطن الكارثية بكل المقاييس
بحيث يقوم بعض الأشخاص بغمس بعض كرات القطن في كوب من مشروب معين وابتلاعها، بغرض ملء المعدة، وبالتالي تناول كميات أقل من الطعام وفقد الوزن، ولكن هذه الطريقة ستصيبهم بالانسداد المعوي، والاختناق أو التسمم بمواد كيميائية ضارة، وجميعها تودي بالحياة، لذلك صدرت تحذيرات حاسمة لعدم التفكير في هذا الأمر نهائياً. خل التفاح
يقوم البعض بشرب ملعقة من خل التفاح قبل وجبات الطعام للحد من شهيتهم وحرق الدهون، ولكن هناك القليل من الإثباتات التي تؤيد هذه الفكرة. وقد لا تكون ضارة كثيراً، لكنها يمكن أن توقف الأنسولين وبعض أدوية ضغط الدم من العمل بالطريقة المناسبة للجسم. وما تقوله الدراسات والأبحاث إن النسب المرتفعة من خل التفاح لها تأثير سلبي على الكبد والكلى والقلب والمعدة في المقام الأول.
الدودة الشريطية
وهي حمية ابتدعها بعض الأشخاص، تعتمد على ابتلاع دودة شريطية للاستفادة من الآثار الجانبية للإصابة بها، مثل الهزال وضعف الشهية. إذ يمكن للدودة الشريطية أن تعيش لمدة تصل إلى 30 عاماً في جسم الإنسان، وتقتات على كل ما يدخل إلى جوفه. وتكمن الخطورة في أن بيض الدودة الشريطية يصيب المريض بالخراج والالتهابات الحادة في الجهاز الهضمي، لذلك لن تجدي هذه الحمية نفعاً.
حمية الكافيين
يمكن بالفعل أن يؤدي تناول 4 لترات من القهوة يومياً إلى كبح جماح الشهية، وحرق عدد قليل من السعرات الحرارية، ولكن هذه الكمية لا تؤدي إلى نقص ملحوظ في الوزن. ويمكن للكافيين أن يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض المعدة بالإضافة إلى الإصابة بالأرق.
حمية طعام الأطفال
توجد عدة إصدارات لهذا النظام الغذائي على مواقع الإنترنت، وخلالها ينصح البعض باستبدال وجبة أو وجبتين غذائيتين يومياً بوجبات الأطفال والاكتفاء بتناول طعام تقليدي في العشاء. ولكن هذا النظام يصيب في أغلب الأحوال بحالة ضعف عامة، حيث لا يزيد عدد السعرات الحرارية في طعام الأطفال عن 100 سعر حراري، كما لا تحتوي وجباتهم على ما يكفي من المغذيات التي يحتاجها البالغون، ما يتسبب في نتائج عكسية لمن يجربون هذا النظام، منها إصابتهم بحالة إفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن أكثر.
شوربة الملفوف
هذا النظام الغذائي الذي يتبعه كثيرون يُعدّ صحياً بشكل نسبي، وله بعض الاستخدامات في حال الضرورة، ولكن تناول حساء الملفوف من 2 - 3 مرات في اليوم مع تناول عدد قليل من الأطعمة الأخرى يضع الجسم في حالة التجويع، وبالتالي يقوم الجسم بإبطاء عملية الأيض، فتكون النتيجة النهائية هي الحرمان والمعاناة والفشل في تقليل الوزن. حمية البسكويت
يبدو تناول البسكويت لأول وهلة أو ليوم أو يومين أمر بسيط، ولكن تكرار تناوله يصيب بالضيق والتوتر والعصبية. فما يقضيه هذا النظام الغذائي هو تناول 9 قطع بسكويت تحتوي كل منها على 60 سعراً حرارياً، بالإضافة إلى وجبة واحدة لا يزيد عدد سعراتها الحرارية عن 500 إلى 700 سعرة حرارية في اليوم. وحتى إن كان هذا النظام يساعد على تقليل الوزن على المدى القصير، ولكن يصيب بالإعياء وسرعة التعب والإرهاق وعدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية بسهولة، نظراً للنقص الشديد في الفيتامينات والمعادن والسعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم.
حمية الكيتو
تلك الحمية مثيرة للجدل، حتى إن خبراء التغذية والمهتمين بالصحة قلقون حيال استخدام هذه الحمية في خسارة الوزن؛ فهي تتكون من 75% دهون، وهي نسبة تفوق ضعف النسبة المحددة من المنظمات الصحية العالمية، و 20% بروتين، و 5% فقط نشويات.
هذا الخلل يؤثر سلباً على الجسم بسبب فقد الكثير من سوائل الجسم، ما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب، بالإضافة إلى التعرض إلى الكيتو فلو. كما لهذه الحمية أعراض غير محتملة لدى البعض، فأفضل نظام غذائي لتخفيف الوزن والمحافظة على الصحة هوالنظام المعتدل المتوازن. وما ينتهي إليه عبدالسلام، بعد تقديم مجموعة من الحميات التي يتبعها كثيرون دون إدراكهم تبعاتها الصحية والجسدية عليهم، هوضرورة متابعة أخصائي تغذية حتى يحدد له النظام المناسب الذي يساعده على الوصول بوزنه إلى الوزن الصحي، بدلاً من اتباع آراء الناس حوله.