لم يتمالك مقيم سوداني نفسه، من شدة الفرح، عندما شاهد سيارات إنقاذ جاءت لنجدته بعد أن قضى يومين عالقا في منطقة صحراوية غربي السعودية وعلقت مركبته بالرمال.

وتداول رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوثق لحظة وصول فريق تطوعي لإنقاذ مقيم سوداني، بعد أن مر عليه يومان عالقا في إحدى المناطق. وشارف المقيم السوداني في أثنائها على الموت، إذ سلك طريقا صحراويا قادما من الرياض لإيصال شحنة أعلاف لرابغ، فقطع 50 كيلو في الصحراء حتى غاصت مركبته، ونفدت مؤنته من الماء، قبل تدخل فريق "برق" وإسعافه في موقف وجد ترحيبا واسعا عكس خيرية وإنسانية السعوديين، والجهود التي يقوم بها المتطوعون بشتى المجالات، وخاصة الذين يباشرون حالات الفقدان بالصحارى الموحشة.

وقال قائد الفريق طلال عبد الغني: "يعمل المقيم سائق شاحنة لنقل الأعلاف من الرياض إلى باقي مدن المملكة، وانطلق من الرياض لتوصيل شحنة أعلاف تزن 4 أطنان ليوصلها إلى محافظة رابغ، وفي أثناء سيره استخدم تطبيق خرائط "غوغل" الذي أعطاه طريقا مختصرا إلى المزرعة من خلال الصحراء القاحلة، ولم يعلم أنه سيعيش أياما مريرة". وأوضح: "وقع المقيم في فخ الصحراء قاطعا أكثر من 50 كم في الطريق الصحراوي، وعلقت شاحنته بالرمال، وحاول بشتى الطرق إخراجها دون جدوى، وبعد مضي يومٍ كامل مر مصادفة أحدهم، فأعطاه ماء وخبزا، فطلب منه الاتصال بمركز العمليات الموحد والدفاع المدني الذين بدورهم زودوه برقم عمليات الفرق التطوعية المتخصصة في مجال الإنقاذ، واتصل بكل الأرقام، وصادف رد عمليات فريقنا". واختتم: "وبعد معرفة موقعه، جهزنا 8 سيارات من متطوعي الفريق، وساروا صوبه قاطعين مسافة 250 كم وتمكنوا من الوصول إليه خلال ساعتين، فلم يصدق عينيه من الفرح والدعاء لشباب الوطن الأبطال، وبكل احترافية أخرجنا مركبته ورافقناه إلى موقع توصيل بضاعته والاطمئنان عليه حتى عودته للرياض".