أثار راهب هندي دهشة كبيرة بعد تمكنه من رفع يده لحوالي نصف قرن، فما هو السبب وراء ذلك وما رأي الطب في هذه الواقعة. يحظى الراهب سادهو أمار بهاراتي، باحترام كبير لدرجة وصفه بـ"القديس"، لأنه حقق شيئًا لا يصدق، حيث رفع ذراعه اليمنى منذ ما يقرب من 50 عامًا.

أما سبب قيام بهاراتي برفع يده اليمنى كل هذا الوقت، فيعود إلى أنه وبحسب تصريحاته فإن "الوحي" كان وراء ذلك، ليترك أسرته وأصدقاءه وليسخر وقته للأمور الدينية.

بدأ رحلته الدينية بالذهاب إلى الجبال شمالي الهند، ليعيش كراهب ويطلق عليه لقب ما يسمى سادهو (sadhu). وفي الهندوسية يشير هذا المصطلح إلى شخص زاهد أو مقدس تخلى عن كل الروابط الأرضية ويسعى إلى هدف لا يتزعزع وهو التواصل مع الإله. من المعروف أن "سادهو" قادر على حشد الانضباط الخارق وقوة الإرادة، والتي تمكنه من تحقيق أداء استثنائي. وكرّس سادهو أمار حياته للإله الهندوسي "شيفا"، ولإظهار إخلاصه للإله وإعجابه به، قرر الراهب في عام 1973 أن يرفع ذراعه إلى الأبد. وقال لفريق سينمائي ألماني: "إنني أقوم بتدمير جزء من نفسي من أجل الاتصال بالإله"، بحسب ما نشر موقع "دوتشيه فيله". وحول وجهة نظر العلم لهذه الحالة، قال الطبيب الألماني يوخن نيسلر، كبير الأطباء والمدير الطبي لمستشفى "أل فاو إر" لجراحة العظام في فيرسين، قوله:" بشكل أساسي، كل مفصل لم يتم تحريكه لسنوات يصبح أكثر أو أقل صلابة. إذا تم تثبيت أحد الأطراف في أوضاع متطرفة لفترة طويلة، فإن المشكلة الإضافية تنشأ من احتمال انخفاض تدفق الدم أو تلف الأعصاب التي تغذيه. كثير من الناس يمرون بهذا، عندما يكون المرء مستلقيًا ويرفع ذراعه بشكل مؤلم على سبيل المثال أثناء النوم، فإن ذراعه تخمل بعد ذلك ولا يمكن في بعض الأحيان تحريكها".

وأشار إلى أنه إذا لم يتم إمداد الذراع بالدم، فسوف تموت الذراع وتبدأ في الخمول. ولا يتم قطع الذراع عن الدورة الدموية. ولكن سيحدث تلف خطير في الأعصاب، فُقدت الحساسية السطحية والعميقة ولم يعد الرجل يستطيع الشعور بذراعه. وحول إمكانية تنزيل ذراعه إلى الأسفل؟ أجاب الطبيب: "في الواقع، هذا أمر لا رجوع فيه، لن تنكسر الذراع فحسب، بل ستكون الذراع أيضاً معطلة تماماً ومشلولة".