قال مدرب فريق بايرن ميونخ، جوليان ناغلسمان، إن غياب النفوذ المالي مقارنة ببعض الأندية الأوروبية الأخرى هو السبب وراء كون فريقه هو النادي الألماني الوحيد الذي تأهل للدور ثمن النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم. وخرج باقي ممثلي الكرة الألمانية في دوري الأبطال من المسابقة القارية مبكرا هذا الموسم، حيث انتقل لايبزغ وبوروسيا دورتموند للعب في بطولة الدوري الأوروبي، فيما ودّع فولفسبورغ البطولات القارية في الموسم الجاري، بعد تذيل ترتيب مجموعته في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال.
بايرن ميونخ المتأهل الوحيد بدوري الأبطال
كان جميع ممثلي الكرة الألمانية في دوري الأبطال (بايرن، دورتموند، لايبزغ، بوروسيا مونشنغلادباغ) اجتازوا دور المجموعات بالبطولة الموسم الماضي، فيما توج الفريق البافاري باللقب في الموسم الذي سبقه، والذي شهد أيضا تأهل لايبزغ للدور قبل النهائي، حينما كان ناغلسمان على رأس قيادته الفنية.
وقال ناغلسمان (34 عاما) بعد فوز بايرن 3-صفر على ضيفه برشلونة الإسباني، أمس الأربعاء، ليطيح أيضا بالفريق الكتالوني من البطولة "كنت سأشعر بالسعادة لو كان العديد من الفرق الألمانية صعدت للأدوار الإقصائية". وأوضح ناغلسمان "حتى كفريق بايرن ميونخ، لا نملك ظروفا سهلة للغاية في كرة القدم الأوروبية الكبرى. هذا يؤثر على الأندية التي ربما تكون أقل تصنيفا بشكل أكبر. الأمر ليس بهذه السهولة".
قاعدة 50+1
في حين أن أندية تشلسي الإنجليزي (حامل اللقب) ووصيفه في الموسم الماضي مواطنه مانشستر سيتي، وكذلك باريس سان جيرمان الفرنسي المتأهل لنهائي البطولة موسم 2019 – 2020، مدعومة بثروة ملاكها، فإن الفرق الألمانية مقيدة بما يسمى بقاعدة 50 +1.
وهذا يعني أنه لا يمكن لأي مساهم أن يمتلك غالبية أسهم النادي، ولدى فولفسبورغ حاليا استثناء، حيث بدؤوا كفريق عمل لشركة (فولكس فاجن) لصناعة السيارات، بينما كانت ملكية لايبزغ معقدة مع بعض الدعم من شركة (ريد بول) لمشروبات الطاقة. لكن حتى مع هذا الدعم، لا يمكن لتلك الأندية أن تتطلع لمنافسة فرق الصفوة في القارة العجوز بشكل فعال في سوق الانتقالات، حيث أصبح دورتموند أحد الأندية التي تقوم على بيع لاعبيها أكثر من جلب صفقات جديدة في الآونة الأخيرة. وعقب خروج المنتخب الألماني مبكرا من ثمن نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) في الصيف الماضي، كان هناك الكثير من البحث الذاتي الذي يتعين القيام به.
كيف خرجت الفرق الألمانية؟
وتذيل فولفسبورغ مجموعته، التي كانت تضم ليل الفرنسي وريد بول سالزبورغ النمساوي وإشبيلية الإسباني، وعجز عن التأهل للبطولة في الموسم الماضي.
وعانى فولفسبورغ من اهتزاز نتائجه في الفترة الأخيرة بعد رحيل المدرب أوليفر جلاسنر عن الفريق قبل بدء الموسم الجاري، ولم يستمر مارك فان بوميل سوى بضعة أشهر في القيادة، ولم يكن لدى المدرب الجديد فلوريان كوفلت أي خبرة في التعامل مع دوري أبطال أوروبا. وكشف كوفلت أن فولفسبورغ أهدر "فرصة تاريخية" بخسارته المباغتة 1-3 أمام ضيفه ليل، الذي تربع على صدارة المجموعة السابعة. كان يكفي فولفسبورغ الفوز بأي نتيجة لنيل ورقة الترشح لثمن النهائي، لكن الأداء الباهت وحضور 6544 متفرجا فقط في المدرجات، بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة ضد فيروس كورونا، أسهما في تكبد تلك الهزيمة الموجعة، وضياع هذه الفرصة وأكد كوفلت لمحطة (زد دي إف) التلفزيونية الألمانية "لم نكن ببساطة مستعدين لدوري الأبطال".
ولم يكن فوز لايبزغ 5-صفر على كلوب بروج البلجيكي، و2-1 على مانشستر سيتي، في مباراتيه الأخيرتين بالمجموعة الأولى، كافيا لبلوغه الأدوار الإقصائية في البطولة. وينطبق الأمر ذاته على دورتموند، الذي سحق ضيفه بشكتاش التركي 5-صفر في مباراته الأخيرة بالمجموعة الثالثة للمسابقة أول أمس الثلاثاء، لكن هذا الانتصار جاء بعد فوات الأوان، ليحتل المركز الثالث بترتيب المجموعة، وينتقل للعب بالدوري الأوروبي.
بايرن يتفوق بأقل الإمكانيات
ورغم أن بايرن أثبت عام 2020 أنه حتى إمكانياته الأقل قليلاً مقارنة بالأندية الثرية لا تقف عائقا دون تحقيق النجاح، فإن التدريب الجيد وديناميكية الفريق الجيدة بإمكانهما أن يصنعا الفارق. وما زال بايرن، الذي احتكر لقب الدوري الألماني (بوندسليغا) في المواسم التسعة الأخيرة، مصدر قلق لجميع الأندية الأوروبية.
من جانبه، قال ليوناردو بونوتشي مدافع يوفنتوس الإيطالي "سيكون من النفاق القول إن بايرن ميونخ وتشلسي وريال مدريد وليفربول ليس لديهم شيء أكثر منا". وفي الحقيقة أن اختيار بونوتشي لبايرن في المرتبة الأولى سوف تمنح بعض الارتياح لكرة القدم الألمانية.