سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


إسرائيل تسخن محركاتها ضد مصر.. مشروع إسرائيلي يوجه ضربة قوية لقناة السويس ويصل إلى السعودية فهل هذا تهديد إسرائيلي؟



وضعت الحكومة الإسرائيلية القطار فائق السرعة المتجه إلى إيلات مرة أخرى في العناوين الرئيسية بوسائل إعلامها لينافس قناة السويس التي تدر على مصر نحو 9 مليارات دولار سنويا.
هكذا كانت افتتاحية تقرير لمجلة "يسرائيل ديفينس" التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي حول المشروع الفريد من نوعه التي تسعى إسرائيل إلى إحيائه مرة أخرى.
وقال عامي روخاكس دومبي، الذي أعد التقرير إن "تل أبيب تسخن المحركات ضد مصر وتعمل الحكومة الإسرائيلية على منافسة عائدات قناة السويس بخط سكك حديدية سريع يربط البحر الأحمر بالمتوسط".
وأضاف: "ببساطة فأن قطار بضائع سريع من إيلات على البحر الأحمر إلى حيفا أو عسقلان المطلتان على البحر المتوسط سينافس بقوة قناة السويس وسيضر بإيرادات مصر من القناة"، متوقعا أن هذا القطار سيلحق ضررا هائلا بالمصريون الذين أن قطارًا إسرائيليًا من إيلات إلى عسقلان وأشدود هو منافس قوي وحي للإيرادات المرموقة من قناة السويس.
وأشارت المجلة العسكرية الإسرائيلية إلى أن القناة بالغة الأهمية لمصر لدرجة أنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من مشروع لتوسيع أجزاء من قناة السويس بعد عامين من العمل في يوليو 2023.
حيث أعلنت هيئة قناة السويس عن خطط متسارعة لتمديد قناة ثانية للقناة وتوسيع القناة الحالية ، بعد أن جنحت سفينة الحاويات Ever Given و أغلقت الممر المائي لمدة ستة أيام في2021.
وتعد قناة السويس ممرًا مائيًا حيويًا للتجارة الدولية ، حيث يمر عبرها ما يقرب من 12٪ من التجارة العالمية، وهو ما يمثل 30٪ من إجمالي حركة الحاويات والسلع العالمية التي تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار سنويًا.
وفي السنة المالية 2022/23 ، سجلت هيئة قناة السويس (SCA) إيرادات قياسية بلغت 9.4 مليار دولار، ارتفاعًا من 7 مليارات دولار في العام السابق.
وتعد عائدات القناة مصدر دخل مهم لمصر وتلعب دورًا حيويًا في اقتصاد البلاد، وتقدر ميزانية مصر في العام بحوالي 97 مليار دولار، أي بعبارة أخرى، تصل عائدات قناة السويس إلى نحو 10% من الميزانية السنوية لمصر.
وترجع أهمية قناة السويس التاريخية في أنه كان قديما تسير السفن بالدوران حول إفريقيا كلها بالبضائع عن طريق البحر، وهي رحلة تكلف الكثير من المال وتستغرق الكثير من الوقت، ولكن بعد حفر قناة السويس ودفع عمولة لمصر تم تقصير أوقات الشحن.
وتوفر القناة مسارا مباشرا للإبحار بين أوروبا وآسيا، وتسمح بالمرور من شمال المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي دون الحاجة إلى التجول في القارة الأفريقية وهذا يجعلها ممرًا مائيًا حيويًا للتجارة الدولية.
وعن البديل الإسرائيلي، قالت المجلة العسكرية العبرية، إن الحكومة الإسرائيلية تريد إنشاء مسار لقطار فائق السرعة وركاب وبضائع سيربط ميناء إيلات بمينائي حيفا وعسقلان.
وبهذه الطريقة ، سيتمكن فلان وفلان من اختيار مسار أرخص بالنسبة له، وفي كلتا الحالتين يكتسب ميزة عدم الاضطرار إلى الإبحار حول إفريقيا بالشحنة.
ولفتت المجلة إنه بالرغم من ذلك فإن القطار البري الإسرائيلي له عيوب متأصلة مقارنة بقناة السويس، حيث يتم إجراء شحن الخطوط الملاحية المنتظمة وفقًا لجداول الإبحار الثابتة في دورات أسبوعية.
ويخطط عملاء الشحن لمستويات مخزونهم في جميع أنحاء سلسلة التوريد وفقًا لهذه الجداول الزمنية.
ومثال على ذلك يبدأ الخط على سبيل المثال، في هونغ كونغ، ويزور موانئ أخرى في الشرق، ويمر عبر قناة السويس، ويستمر إلى الموانئ الأوروبية، ثم يعود إلى هونغ كونغ.
ويسمح التوزيع بتدفق منتظم للحاويات بين موانئ المنشأ والوجهة.
وأضافت: "بينما يكون الطريق البحري مستمرًا - يتم نقل الحاوية بشكل مستمر بواسطة وسيلة نقل واحدة لا يكون الجسر البري مستمرا، حيث تمر الحاوية عبر دورات اهتزاز مستقلة بين وسائل النقل المختلفة.
ومن ثم فإن الجسر البري سوف يقسم الدورة البحرية المستمرة إلى أربع دورات فرعية، وبهذه الطريقة ، يتم إنشاء نظام انتقائي يجب أن يعمل كنظام واحد مستمر".
وعن الجغرافيا السياسية، قالت المجلة العبرية، إنه إلى جانب مسألة كفاءة نظام النقل البري مقارنة بالنقل البحري عبر قناة السويس ، يبرز سؤال حول كيفية تعامل المصريين مع رغبة إسرائيل في التنافس معهم اقتصاديًا.
وقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي السابق إن القطار المتجه إلى إيلات لم يتحقق من قبل بسبب معارضة القاهرة.
لكن مؤخرا في اجتماع مجلس الوزراء دفعت الوزيرة اليمينة ميري ريجيف ونتنياهو المشروع قدما مرة أخرى.
وبحسب إعلان الحكومة الإسرائيلية، فهناك ميزانية لمدة عامين لتخطيط القطار.
ولفت سموتريتش إلى أن هناك اتفاق سلام بين اسرائيل ومصر.
ربما ليس من بين الأجواء الأكثر دفئًا ، ولكنه يعمل منذ أكثر من 40 عاما.
وفي كل عام لا توجد فيه حرب مع مصر، يعد هذا توفيرا هائلاً للمال للحكومة الإسرائيلية.
وعلاوة على ذلك ، لا يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تخصيص موارد لتكثيف الحدود مع مصر وبناء قوة دائمة ضد مصر ، فهذا أيضًا توفير مالي هائل كل عام.
وقال: "حتى لو افترضنا أن إسرائيل ستبني قطارًا وتمكنت من أخذ 1-2 مليار دولار من إيرادات مصر سنويا ، فهل ستكسب المزيد من الأموال في الحساب الإجمالي؟ يمكن الافتراض أن مصر لن تعلن الحرب على إسرائيل بسبب ذلك ، لكن يكفي أن تقرر القاهرة تجميد التعاون الأمني مع إسرائيل فما هي تكلفة دافع الضرائب الإسرائيلي إجمالاً؟ هل تقوم الخزانة بحسابات التكلفة والفوائد؟ سؤال مفتوح؟".
واختتم سموتريتش حديثه للمجلة العسكرية العبرية قائلا: "في الختام ، يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تشاء في أراضيها السيادية التي تشمل إيلات.
ومع ذلك ، في المعادلة الاقتصادية والجيوسياسية للشرق الأوسط ، كل خطوة لها ثمن اقتصادي.. ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تضع وزارة الخزانة الأرقام على طاولة الحكومة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إن إسرائيل تعمل على إنشاء سكة قطار تصل إلى السعودية.
وتحدث نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية عن مشروع إسرائيلي لإنشاء سكة قطار تمتد من مستوطنة كريات شمونة شمالا حتى إيلات جنوبا.
وأضاف: "في المستقبل سنتمكن من نقل شحنات البضائع بالقطار من إيلات إلى موانئنا في البحر الأبيض المتوسط.
وسنتمكن أيضا من ربط إسرائيل بالقطار إلى المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية.
نحن نعمل على ذلك أيضا".

هل تهدد إسرائيل قناة السويس بمشروع للربط مع السعودية؟

علق أستاذ الطرق والمطارات بكلية الهندسة بجامعة بني سويف في مصر عبد الله أبو خضرة، على إعلان إسرائيل حول القطار فائق السرعة الذي سيصل إلى السعودية وتهديده لقناة السويس.
وقال عبدالله أبو خضرة، إن "الدولة المصرية موقعها الفريد والمتميز بيفرض نفسه على أي أفكار بتحاول منافسة الدور المصري في هذا الملف، أفكار ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط في إسرائيل بدأت منذ فترة بالحديث عن ربط ميناء إيلات بالبحر الأحمر بميناء أشدود على البحر المتوسط، كمحاولة لعمل فكرة مشابهة لقناة السويس، ولكن هذا الأمر لم ينجح".
وأشار في تصريحات، إلى أن "كافة برامج النقل تبدأ في المفاضلة والمقارنة في بدائل النقل على أساس الأفضلية في الوقت، حيث أن البدائل الأقل في الوقت تكون أيضا أقل تكلفة، مشيرا إلى أن مجرى قناة السويس يحمل الأهمية التي لا يستطيع أي مشروع آخر يتعدى عليها ويرثر عليها بالسلب، نظرا لأن حركة التجارة بتسير في قناة السويس كما هي بدون عمليات شحن وتفريغ، وهذا يقلل من عمليات "الهدر" في المنتجات بالحاويات وهو ما يحدث في النقل متعدد الوسائط الذي يكون جزء منه بحري وجزء أخر بري".

وأوضح أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نجح في تعظيم الاستفادة من الممر المائي العالمي، الذي يعد محط أنظار العالم أجمع، واي حدث تشهده قناة السويس يكون حديث كافة وسائل الإعلام العالمية، مشيرا إلى أن مصر عملت على تعميق الغاطس بقناة السويس لاستقبال السفن العملاقة، فضلا عن إزوداجية المجرى المائي مما أدى إلى تقليل زمن العبور لأكثر من 11 ساعة لما كانت عليه في السابق.
وشدد أستاذ الطرق والمطارات والمرور بكلية الهندسة جامعة بني سويف، على أن الدولة المصرية تستعد دائما للأحداث المستقبلية بإجراءات استباقية وهو ما يجعلها دائما قناة السويس قادرة على المنافسة بحيث لا يستطيع مشروع أن يحل محلها، مشيرا إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تشهد استثمارات أجنبية واسعة، مثل المنطقة الصناعية الروسية، والمنطقة الصناعية الصينية، والتعاون مع فرنسا وإسبانيا وغير من الدول، فضلا شركة مينسك من أكبر شركات الحاويات على مستوى العالم، والإعلان عن عمل أكبر محطة تمويل للسفن بالهيدروجين الأخضر.

وأوضح أنه عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تغيرت حركة التجارة العالمية بالكامل، واختلفت حركة سلاسل الإمداد والتموين، سواء المتجه إلى روسيا أو المتجه إلى الغرب، وهو الذي أدى إلى زيادة حجم السفن التى تعبر قناة السويس، مما يؤكد أن كل ما شهدته مصر من مشروعات نجني ثمارها في الوقت الراهن.
وأضاف أستاذ الطرق والمطارات أن الدولة المصرية عملت أيضا على الربط الداخلي بشبكة طرق ونقل بري قوية في شبه جزيرة سيناء، وعمل 6 أنفاق على قناة السويس لربط شرق وغرب القناة مع بعضها البعض، والقطار الكهربائي السريع ، حيث أن مصر أصبحت خامس دولة على مستوى العالم تمتلك أطول شبكة سكك الحديد على مستوى العالم، فضلا عن ربط العين السخنة حتى مطروح، ومن العين السخنة إلى الاسكندرية وهو ما يعد مجرى يوازي قناة السويس التي يمر منها 12 %من حركة التجارة العالمية، وأكثر من 22 % من تجارة الحاويات على مستوى العالم.
وأشار إلى أن الدولة عملت على أن يكون ميناء العين السخنة من أكبر المواني المحورية في البحر الأحمر، وميناء الاسكندرية والدخلية والماكس وتطوير ميناء أبوقير، حولت الاسكندرية لواحدة من أكبر المواني في البحر المتوسط، ونقطة الاسكندرية قريبة جدا للأسواق الأوروبية.
وذكر أن الربط الثاني بين ميناء طابا على خليج العقبة بميناء العريش ثم بلوظه ثم ميناء شرق بورسعيد الذي يعد عاشر ميناء على مستوى العالم في تقديم الخدمات ، ما يمثل الربط أيضا بين البحرين الأحمر والأبيض مما يقضي على أي أفكار مماثلة في المنطقة.
ولفت الدكتور عبدالله أبو خضرة إلى أن مصر تدخل في تعاون مع الدول العربية الصديقة مثل التعاون مع الأردن والعراق بالتبادل التجاري، فضلا عن التعاون مع دول الخليج وتقعيل الجسر العربي للنقل البضائع بين الأردن والعراق ومصر ودول الخليج بالكامل، والدخول بشراكة مع المملكة العربية السعودية التي تعد الأولى عربيا في مجال صناعة اللوجيستيات ، في مجالات تطوير المواني وتعظيم الاستفادة بمنطقة البحر الأحمر والخليج والتعاون المتبادل.
وكشف أن الربط بين مصر والأردن والعراق يساهم في تفعيل اتفاقية أغادير بين المغرب والأردن وتونس التي تم توقيعها في مايو 2001 ، وسيكون البنية التحتية المصرية سيكون وسيلة ربط مع كافة الدول العربية.
وأكد أن مصر هي مفتاح أفريقيا ولا بديل عنها كمطلة البحر المتوسط بالنسبة للدول الأفريقية، وهو مع دفع مصر إلى الربط بالداخل الأفريقي، منها طريق القاهرة - كيب تاون بأطوال 10288 كيلومتر، وسيكون له الدور الأكبر في الربط بين جنوب أفريقيا إلى الاسكندرية ومنها إلى أوروبا، بالإضافة الطريق الساحل الدولي للربط مع شمال أفريقيا والوصول إلى المغرب .
وأوضح أبو خضرة أن الخط الأول من القطار الكهربائي السريع عقب وصوله إلى مطروح سيمتد إلى شمال أفريقيا بالكامل، الخط الثاني من أكتوبر حتى أبوسمبل من المقرر أن يمتد إلى كيب تاون وتشاد وغرب أفريقيا بالكامل ، فضلا عن تطوير ملف النقل النهري سيكون له أثر كبير للربط بالقرن الأفريقي وله أبعاد استراتيجية والحفاظ على نهر النيل وتسهيل عملية التجارة من الجنوب للشمال والعكس.
وأوضح أن تسابق الدول العظمى الاقتصادية للتعاون مع مصر، مشيرا إلى أن الصين تسعى لإحياء طريق الحرير ومصر مركز ثقل كبير في هذا الطريق، ومصر على مدار التاريخ لها دور كبير في حركة التجارة العالمية.
وشدد الدكتور عبدالله أبو خضرة أستاذ الطرق والمطارات والمرور بكلية الهندسة جامعة بني سويف، أن ما يتردد من أحاديث هي مجرد ثرثرة إعلامية لجذب الأنظار، ولكن لن تتأثر الدولة المصرية بمثل هذه الإدعاءات الإعلامية الكاذبة ، فهي مجرد ثرثرة إعلامية لا وزن لها، مشددا على أن الدولة المصرية تسير على قدم وساق للتحول إلى دولة حدثية يشهد لها العالم أجمع ،وهو ما يؤكد أن مصر تسير في المسار الصحيح والمطلوب على الخريطة العالمية.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن إن إسرائيل ستطلق مشروع توسعة للسكك الحديدية وتنفيذ "مشروع إسرائيل واحدة" بقيمة 27 مليار دولار لربط مناطق بعيدة على الأطراف مع تل أبيب، مضيفا أن ذلك قد يوفر روابط برية مع السعودية مستقبلا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,