مشاهد مرعبة.. سماء كندا تصطبغ باللون الأحمر وإسبانيا تواجه صعوبات في السيطرة على حرائق جزر الكناري
أخلت السلطات الكندية مدينة يلونايف، أكبر مدن أقصى شمالي البلاد على خلفية حرائق الغابات، فيما اصطبغت سماء المنطقة باللون الأحمر وسط تلوث الهواء بالدخان الكثيف، وانبعاثات الحريق.
وعلميا، يمكن أن تظهر السماء باللون الأحمر أو البرتقالي عند وجود دخان حرائق غابات بسبب انتشار ضوء الشمس أو "الأطوال الموجية" في الغلاف الجوي. ويحتوي ضوء الشمس على جميع ألوان قوس قزح. فعندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، تعكس الجزيئات الموجودة في الهواء "أطوال موجية" محددة. وخلال يوم صاف، لا تنعكس "الأطوال الموجية" الأقصر مثل الأخضر والأزرق والبنفسجي، مما يجعل السماء تبدو زرقاء خلال النهار. وعندما تكون هناك جزيئات دخان في السماء، تنعكس "الأطوال الموجية" الأقصر، لكن "الأطوال الموجية" الأطول مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر لا تنعكس. لذلك فإن دخان حرائق الغابات يمكن أن يجعل السماء تبدو برتقالية أو حمراء. وينشط أكثر من ألف حريق غابات حاليا في كندا، بينها نحو 230 حريقا في المناطق الشمالية الغربية، ما يسلط الضوء على الحر الشديد الذي يشهده النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وتشهد كندا حرائق غابات هائلة خلال فصل الصيف من هذا العام، وانتشرت النيران بسرعة في مختلف أنحاء البلد والتهمت مساحات كبيرة من الأراضي، ما أرغم عشرات الآلاف على الفرار من مساكنهم.
إسبانيا تواجه صعوبات في السيطرة على حرائق جزر الكناري
كشف رئيس حكومة جزر الكناري الإسبانية فيرناندو كلابيخو عن مدى صعوبة السيطرة على الحريق الذي اندلع الثلاثاء الماضي في جزيرة تنريفه. وقالت السلطات الإسبانية إن حرائق الغابات الكبيرة التي تمتد على 30 كيلومترا في الجزيرة السياحية أتت على أكثر من 2600 هكتار من الأراضي وأثرت على نحو 7600 شخص، وتم إجلاء العديد منهم. وقال كلابيخو "كانت ليلة صعبة جدا.. يرجح أن هذا الحريق هو الأكثر تعقيدا الذي شهدناه في جزر الكناري على مدى السنوات الـ40 الماضية على أقل تقدير"، وأضاف أن "الحر الشديد وأحوال الطقس.. تزيد صعوبة عمل" فرق الإطفاء. واندلعت الحرائق في وقت متأخر الثلاثاء في غابات في شمال شرق الجزيرة التي تعد جزءا من الأرخبيل الإسباني الواقع قبالة سواحل شمال غرب أفريقيا.
02:31 ووفق سلطات الإقليم، فقد تم إجلاء أشخاص من 10 قرى صغيرة في المنطقة، وفق السلطات، بينما صدرت أوامر للسكان بالتزام منازلهم كإجراء احترازي في "لا إسبيرانزا"، على بعد نحو 5 كيلومترات عن مطار الجزيرة الشمالي تنريفه نورته، ولم ترد تقارير بعد عن تأثر رحلات جوية بالحرائق. كما سارعت طواقم الطوارئ على الأرض وفي الجو لمكافحة الحريق الذي تسبب في تصاعد عمود من الدخان بارتفاع عدة كيلومترات، في حين حذرت الحكومة السكان من التلوث المنبعث من الغازات والجزيئات الصغيرة إثر احتراق النباتات ومواد أخرى. واندلع الحريق بعدما شهدت الجزر موجة حر تسببت بجفاف شديد في المنطقة. ومع ارتفاع درجات الحرارة في العالم نتيجة تغير المناخ، يحذر العلماء من أن موجهات الحر ستصبح أكثر تكرارا وشدة، في حين بات تأثيرها أوسع نطاقا. وشهد العالم أشد الشهور حرارة في يوليو/تموز الماضي، ويشير الخبراء إلى أن الحرارة القياسية التي يشهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية من الولايات المتحدة إلى الصين ما كانت لتحدث لولا التغير المناخي.