دعت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الولايات المتحدة الأميركية إلى اتباع الطرق والقنوات الرسمية للحوار بشأن مسألة تبادل السجناء بين البلدين، مشيرة إلى أن التقارير الصحفية حول صفقة حالية مجرد تكهنات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، لـ"سبوتنيك": "مثل هذه التكهنات حول احتمال تبادل السجناء بين روسيا والولايات المتحدة تظهر بصورة مستمرة في وسائل الإعلام الأميركية".
وأضافت أنّ "هذا يحدث فقط لأسباب سياسية داخلية في واشنطن"، متابعةً أنّه "بالنسبة للإدارة الأميركية، المهم ليس مصير هؤلاء الأشخاص، ولكن الأهم هو كسب نقاط سياسية".
وطالبت زاخاروفا الجانب الأميركي بالتركيز على الحوار المهني الرسمي، من خلال القناة الرسمية التي حددها رئيسا روسيا والولايات المتحدة في عام 2021.
وأكدت أنه "بفضل هذه الدبلوماسية الهادئة، حدث بالفعل سابقاً تبادلات للسجناء بين الجانبين".
وسبق أن أعلنت الخارجية الروسية، أنّ موسكو مستعدة للعمل بشكلٍ ملموس وإجراء حوارات مهنية مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن تبادل السجناء.
يذكر أن الولايات المتحدة تسعى إلى إطلاق سراح مواطنيها، إيفان غيرشكوفيتش (صحفي)، وبول ويلان (الجندي السابق في البحرية الأميركية)، المحتجزين في روسيا بتهمة التجسس.
وفي آذار/مارس، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اعتقال مراسل مكتب "وول ستريت جورنال" في موسكو إيفان غيرشكوفيتش في مدينة يكاترينبورغ الروسية بجبال الأورال، للاشتباه في قيامه بالتجسس.
ووفقاً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فقد جمع غيرشكوفيتش معلومات تشكل سراً من أسرار الدولة "بشأن أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي، بناءً على تعليمات من الولايات المتحدة الأميركية.
واعتقلته السلطات الروسية في أثناء محاولته الحصول على معلومات سرية، وقال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأنّ الأمر "لا يتعلق بالاشتباه، فقد تم القبض عليه متلبساً".
أما ويلان، فقد دانته محكمة في موسكو بتهمة التجسس والحصول على معلومات حساسة تخص الدولة، وذلك بعد إيقافه في كانون الأول/ديسمبر 2018.
وكان الادعاء الروسي طالب، في أيار/مايو، بعقوبة السجن 18 عاماً لويلان، أي أقل بقليل من العقوبة البالغة 20 سنة التي كان يواجهها.
وفي عام 2022، أتمت موسكو صفقة تبادل سجناء مع واشنطن، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، اكتملت بنجاح، إجراءات تبادل المواطن الروسي فيكتور بوت، بالمواطنة الأميركية بريتني غرينر، في أبو ظبي.
وتم اعتقال بوت في تايلند، عام 2008، بزعم المشاركة في "تجارة الأسلحة"، ومن ثم نقل إلى الولايات المتحدة، في 2010، وتمت محاكمته، وقضت المحكمة بسجنه 25 عاماً.
واحتجزت السلطات الروسية المواطنة الأميركية غرينر، في شباط/فبراير الماضي، بعد أن عثر مسؤولو المطار في موسكو على مخدرات في حقيبتها، وقررت المحكمة سجنها 9 سنوات.