النيجر تستقبل قوافل أغذية من بوركينا فاسو وإيكواس ترفض مقايضات العسكر
بينما تؤكد مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) أن خيار التدخل العسكري في النيجر لا يزال مطروحا، وصلت إلى نيامي مئات الشاحنات المحملة بالبضائع من بوركينا فاسو المجاورة التي يدعم حكامها قادة الانقلاب. ووصلت أمس قرابة 300 شاحنة محملة بالسلع الغذائية، في ظل العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضتها إيكواس على النيجر بعد انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.
وقال جيش النيجر إنه أمّن قوافل لنقل البضائع من بوركينا فاسو، إذ تشهد الحدود بين البلدين نشاطا كثيفا للجماعات المسلحة أدى لوقف حركة الأفراد والبضائع. وتعيش النيجر على وقع ارتفاع في أسعار السلع الأساسية بعد الحصار الذي فرضته إيكواس على البلاد. وكانت بوركينا فاسو ومالي قد أعلنتا رفضهما ذلك الحصار، وأكدتا أن أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب عليهما. ويمكن للمجلس العسكري في النيجر أن يعتمد على بعض الدعم من باماكو وواغادوغو، وكلتاهما تحت حكم مجلس عسكري، وعلقت إيكواس عضويتهما في المجموعة.
الأطفال بحاجة للمساعدات
في تلك الأثناء، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من مليوني طفل في النيجر "تضرروا من الأزمة وهم بحاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية". وذكّر البيان بأنه قبل الانقلاب كانت تقديرات المنظمة للعام الجاري تشير إلى وجود "1.5 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، بينهم ما لا يقل عن 430 ألفا يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية فتكا". ووفقا للمنظمة الإغاثية الأممية فإن هذه الأعداد قد ترتفع "إذا استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع وضرب الركود الاقتصادي العائلات والأسر والمداخيل". كما حذر البيان من أن الانقطاعات في التيار الكهربائي تؤثر على سلسلة التبريد، وقد تضر بفاعلية لقاحات الرضع المخزنة في المنشآت الصحية. ولفتت اليونيسيف في بيانها إلى أنها تواصل "تقديم مساعدات إنسانية للأطفال في جميع أنحاء البلاد" لكنها قالت إن لديها مساعدات للنيجر عالقة على المعابر، ولا سيما عند الحدود مع بنين.
نيامي تترقب
وتسود النيجر أجواء من الترقب بعد انتهاء الزيارة التي قام بها وفد من إيكواس من دون نتائج، وسط تحذير قادة الانقلاب من أي مغامرة عسكرية. وشددت إيكواس على تهديدها باستخدام القوة كملاذ أخير لاستعادة النظام الدستوري، قائلة إنها اتفقت على "يوم الزحف" لتدخل عسكري محتمل من دون أن تعلن موعده. وفي حديث، رأى مفوض إيكواس للشؤون السياسية والسلم والأمن عبد الفتاح موسى أن حديث قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني عن فترة انتقالية لمدة 3 سنوات "محاولة لكسب الوقت". وقال موسى إن إيكواس "لن تدخل في مقايضات" مع قادة الانقلاب، وإنها ستستخدم كل الخيارات المتاحة إذا أدركت أن هؤلاء القادة يتلاعبون بها، مؤكدا أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا على الطاولة. من جانب آخر، أعلنت ألمانيا أنها ستواصل دعم إيكواس في جهودها لزيادة الضغط على المجلس العسكري في النيجر. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك -في مؤتمر صحفي بالعاصمة، مع نظيرتها السنغالية آيساتا تال سال- إن برلين تتعاون مع إيكواس في مواجهة الانقلابيين داعية إلى استخدام كل السبل الدبلوماسية لإنهاء الأزمة. وصرحت بيربوك بأن "الوضع معقد هناك" وأضافت أن الانقلاب يهدد أمن منطقة الساحل، وقد أثر على خطة سحب القوات الأوروبية من المنطقة.