أوروبا ترقص على بركان وروسيا باقية ولن تضعف.. زيلينسكي يرد على مقترح مبادلة عضوية الناتو والقوات الأوكرانية تستهدف مدينة دونيتسك بـ قذائف عنقودية
أكد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أن استمرار النزاع في أوكرانيا يجعل من أوروبا "كالراقصة على حافة فوهة بركان"، مشيرا لضرورة الشروع بمفاوضات من أجل إيجاد مخرج لهذا النزاع. تحدث ساركوزي في لقاء على أثير القناة التلفزيونية TF1، عن الحاجة للتفاوض مبينا أن قضية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ستؤدي إلى تدهور الوضع. ولفت الرئيس الفرنسي الأسبق إلى أن الحل يكمن في التفاوض.. "يجب أن يجتمع العقلاء حول طاولة المفاوضات، وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا وإطلاق النقاشات من أجل إدراك فيما إذا كان بالإمكان على الأقل التوصل إلى اتفاق". وتساءل ساركوزي: "أيمكننا الخروج من هذا النزاع بخلاف ذلك، ومن دون تدمير أوكرانيا أو روسيا، وهو بالمناسبة ما أستبعد حدوثه.. كما أن روسيا لن تنته أبدا وهي باقية ولن تضعف".
وأكد ساركوزي أن أفضل طريقة لمساعدة أوكرانيا تتمثل في التوقف عن التضحية بجنودها والبدء في اللجوء إلى القنوات الدبلوماسية. وأردف قائلا: "المسألة ليست خسران أوكرانيا. لدينا نزاع مع أكبر قوة نووية في العالم في قلب أوروبا. كما أننا نتحدث عن 500 ألف قتيل.. كل من يدعون على القنوات التلفزيونية للقتال في أوكرانيا - يدعون للقتال مع من؟ بين الشباب الأوكراني والشباب الروسي؟!... أوروبا والعالم يرقصون على حافة بركان". واستدرك ساركوزي: "من الممكن الانزلاق في أي لحظة. في رأيي أن طريق للدبلوماسية والتفاوض لم يستخدم بالشكل الكافي وحان الوقت للجوء إليه.. وروسيا ستظل جارة لأوروبا، ومن الضروري بناء علاقات طويلة الأمد معها". وأضاف في حديث مطول له: "إن مسألة العلاقات بين أوروبا وروسيا مستمرة منذ قرون، وسوف تشغل الكثير من بعدنا... وأقول: توقفوا عن شراء الطائرات والذخيرة والدبابات. لا بد من إيجاد حل يلبي مصالح أوكرانيا".
رد من زيلينسكي على مقترح مبادلة عضوية الناتو بـ"أراض أوكرانية"
قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي "إن إجراء مبادلة في عضوية حلف الناتو مقابل أراضينا لا يمكن وضعها في إطار المحادثات الصادقة، وإنما هي استفزاز مصطنع أو ربما غير مصطنع". وأكد الرئيس زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي بثته قناة "رادا" التلفزيونية، أن الحديث عن مقايضة ما قال إنها أراض أوكرانية، مقابل الحصول على عضوية حلف الناتو لا تعتبر محادثات صادقة، معتبرا أنها تندرج ضمن الاستفزازات المصطنعة أو غير المصطنعة.
ومن المعروف أنه في 15 أغسطس الجاري، خرج مدير المكتب الخاص للأمين العام لحلف الناتو ستيان جنسن، بمقترح لوقف القتال وضم أوكرانيا إلى الحلف، وقال إنه لا يستبعد أن تصبح أوكرانيا عضوا في الناتو مقابل التنازل عن جزء من الأراضي لصالح روسيا، وبعدها تراجع عن تصريحه مقرا بخطئه دون تقديم أي تفسير. يشار إلى أن تلك التصريحات كانت بالتزامن مع ورود المزيد من التقارير الغربية المقرّة بسوء تقدير رعاة كييف لقدرة قواتها على تحقيق معجزة وإحداث اختراق في الميدان خلال الهجوم المضاد.
القوات الأوكرانية تستهدف مدينة دونيتسك بـ4 قذائف عنقودية
أفاد المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية، اليوم، بأن القوات الأوكرانية استهدفت بـ4 قذائف عنقودية من عيار 155 ملم منطقتي كييفسكي وفوروشيلوفسكي في دونيتسك.وجاء في بيان المكتب على قناته في "تليغرام:" تم تسجيل قصف من جانب التشكيلات المسلحة الأوكرانية على المحاور التالية: الساعة 01.55 (يتطابق مع توقيت موسكو)، التجمع السكني ياسنوبرودوفكا - مدينة دونيتسك (منطقتي كييفسك وفوروشيلوفسكي)، تم إطلاق قذيفتان من عيار 155 ملم (عنقودية).
وفي الساعة 02.00 عاودت القوات الأوكرانية بقصف نفس التجمع السكني وأطلقت قذيفتين من نفس العيار. بالإضافة إلى ذلك ووفقًا للمكتب التمثيلي، استهدفت القوات الأوكرانية في الساعة 00.25 والساعة 01.45 بتوقيت موسكو مدينة دونيتسك بـ5 قذائف من عيار 155 ملم. وكانت الولايات المتحدة، أعلنت، يوم 7 تموز/يوليو الماضي، موافقتها على تزويد كييف بالقذائف العنقودية، الأمر الذي لاقى تنديدًا واسعًا لتسببها في قتل وتشويه المدنيين، إذ تعارض منظمات حقوقية مثل هذه الخطوة. وفي وقت سابق، صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن روسيا لم تكن بحاجة إلى استخدام الذخائر العنقودية حتى الآن، ولكن إذا تم استخدامها ضدها، فإنها تحتفظ بالحق في الرد بالمثل، مشددًا على أن الجيش الروسي يمتنع عن استخدام مثل هذه الذخائر في العملية الخاصة، إدراكًا منه للتهديد الذي تشكله على السكان المدنيين. يشار إلى أن الذخائر العنقودية محظورة بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها 123 دولة، (لا تشمل هذه الدول، الولايات المتحدة وأوكرانيا)، نظرًا لخطورتها، حيث تنثر "قنابل صغيرة" عبر مناطق شاسعة يمكن ألا تنفجر عند الاصطدام، لكنها قد تشكل خطرًا طويل الأجل، على غرار الألغام الأرضية.