كشف عميد المعهد القومي للبحوث الفلكية المصري، الدكتور جاد القاضي، تفاصيل مثيرة حول الزلازل في مصر وتأثيرات زلزال المغرب على البلاد.
وفي التفاصيل، أوضح جاد القاضي أن مصر تشهد يوميا حدوث زلازل، وأن هذه الزلازل يتم رصدها وتسجيلها بدقة، ومع ذلك، فإن معظم هذه الزلازل غير محسوس من قبل المواطنين.
وتطرق القاضي في حديثه إلى زلزال المغرب قائلا إن هذا الزلزال ليس له أي تداعيات على الأراضي المصرية، ويرجع ذلك إلى المسافة البعيدة بين البلدين حيث تصل إلى 3200 كيلومتر.
ولفت إلى أن التراكيب والصدوع الجيولوجية التي حدثت في زلزال المغرب تختلف تماما عن تلك الموجودة في الأراضي المصرية.
وأشار عميد المعهد القومي للبحوث الفلكية إلى أن 90% من الزلازل التي تحدث في مصر غير محسوسة، وذلك بسبب قوتها المنخفضة التي لا تتجاوز 2 درجة على مقياس ريختر.
وبين أن بعض الهزات تكون محسوسة من حين لآخر، ومصدرها يكون خارج الأراضي المصرية مثل القوس الهيليني أو شرق المتوسط.
أما بخصوص مناطق تركّز الزلازل في مصر، فقد ذكر خبراء المعهد أنها تتمركز بشكل رئيسي في مناطق محددة مثل شمال وشرق البحر الأحمر ومنطقة دهشور جنوب القاهرة وأبو زعبل والخانكة شمال شرق القاهرة، بالإضافة إلى منطقة كلابشة في أسوان.
وفي حديثه عن موضوع التنبؤ بوقوع الزلازل، قال الدكتور جاد القاضي إنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق، حيث تعتبر هذه الظاهرة طبيعية.
وبالرغم من وجود تنبؤات من بعض الخبراء حول احتمال تعرض مصر لزلزال شديد في المستقبل، إلا أن القاضي نصح المواطنين بعدم متابعة أي تنبؤات غير رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد عميد المعهد القومي للبحوث الفلكية بأن زلزال المغرب ليس له تأثير مباشر على مصر أو على مدنها الساحلية، وأنه يجب على المواطنين الثقة في المصادر الرسمية عند التحدث عن هذه الظواهر الطبيعية المعقدة.
جدير بالذكر أن المعهد القومي للبحوث الفلكية قد رصد 8 توابع للزلزال الرئيسي الذي وقع في المغرب، والذي أسفر عن وفاة وإصابة آلاف الأشخاص، فيما بلفت قوة أكبر هذه التوابع 4.8 درجة بمقياس ريختر، وحدث بعد الزلزال الرئيسي بثمانية دقائق، فيما سجلت أخرى بقوة 3.3 درجة. من جهته، أوضح صلاح الحديدي، الأستاذ في علم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المصري، أن وقوع زلازل في منطقة البحر الأحمر فوق خليج العقبة سيكون له تأثير مباشر على مصر، مضيفا: "نشعر بالقلق من احتمال حدوث زلزال في منطقة البحر الأحمر فوق خليج العقبة، لأن ذلك سيكون له تأثير مباشر على مصر".
وأردف الحديدي: "بالنسبة لزلزال المغرب، فلن يؤثر على مصر بسبب بعده الجغرافي، ولكننا نشعر بالقلق إزاء حدوث زلازل محتملة في المستقبل في مناطق مثل السعودية وشمال مصر وحتى في اليونان".
وتوجه للمواطنين قائلا: "الزلازل التي نواجهها نحن على درجة من الاستعداد لها، وأود أن أطمئن أهلنا وأخبرهم بأن لا داعي للقلق، إذ إننا بعيدون عن الزلازل التي تسبب دماراً".
وقد أودى الزلزال الذي ضرب جبال الأطلس الكبير في المغرب يوم الجمعة الماضي، وبلغت قوته 7.2 درجة، بحياة ما لا يقل عن 2946 شخص وأوقع 5674 مصابا وفقا لأحدث الأرقام الرسمية، مما يجعله أدمى زلزال يضرب المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.
وترجح المصادر الطبية والدفاع المدني في المغرب ارتفاع حصيلة الضحايا مع استمرار عمليات الإنقاذ.
مصر.. تحذير من كارثة بقوة تدميرية تعادل 10 أضعاف ما حدث في المغرب وليبيا
تحدثت وسائل إعلام مصرية عن كارثة قد تحدث ستكون عواقبها 10 أضعاف عواقب ما حدث في ليبيا والمغرب، بسبب إمكان تعرض سد النهضة للانهيار.
واستند موقع "صدى البلد" في تقريره إلى ما أعلنه المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل، عن وقوع زلزال بقوة 5 درجات حسب سلم ريختر في إريتريا في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء، على عمق 12 كم، وذلك بالقرب من إثيوبيا، مشيرا إلى أن مركز الزلزال وقع على بعد 59 كم شرق العاصمة الإريترية أسمرة، والتي تضم حوالي 563 ألف نسمة.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية والري بجامعة القاهرة، إن سد النهضة ممتلئ بحوالي 41 مليار متر مكعب، وهذه الكمية ضخمة جدا جدا، وإذا حدث أي تشقق أو انهيار للسد بسبب الهزات الأرضية والزلازل، فهذا يعني كارثة كبيرة جدا على السودان تصل إلى حد الطوفان، مشيرا إلى أن ما حدث في ليبيا من كارثة بسبب السدود التي انهارت بسبب إعصار دانيال، كان انهيار سدود صغيرة ممتلئة بملايين الأمتار المكعبة من المياه، وبالتالي فإن سد النهضة الممتلئ بـ 41 مليار متر مكعب ستكون آثاره مدمرة إلى حد بعيد وسيهدد بأضعاف أضعاف الكارثة الليبية.
وأضاف شراقي، خلال تصريحات لـ"صدى البلد": في حال انهيار سد النهضة، ستكون الكارثة طبقا للأرقام 10 آلاف ضعف ما حدث بسبب السدود الليبية، ما سيهدد 20 مليون سوداني يعيشون على النيل الأزرق، هذا بجانب انهيار المنشآت السودانية، والسدود الخاصة بها على النيل، وهذا يعني أن كميات مياه إضافية ستضاف إلى الكارثة، وبالتالي ستشكل كارثة إنسانية أكبر بكثير في حال انهيار سد النهضة في الوضع الحالي، متسائلا: "وكيف سيكون الوضع في حال وصوله إلى السعة المستهدفة وهي 74 مليار متر مكعب؟".
وأوضح استاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن ما حدث في ليبيا هو كارثة طبيعية غير معتادة، وهي معتادة في مناطق مثل السواحل الأمريكية على المحيط الأطلنطي، والسواحل الهندية، لذلك هو أمر غير معتاد على البحر المتوسط، لافتا إلى أن هذا يعني أن الكوارث الطبيعية قد تحدث في أماكن غير معتادة، وبالتالي فإن حدوث زلازل أو أعاصير بالقرب من سد النهضة هو أمر وارد، ويهدد بكارثة كبيرة للغاية، خاصة وأن هضبة الحبشة هي منطقة نشطة لجهة الزلازل والهزات الأرضية.
ولفت شراقي إلى أن حوادث انهيار السدود والمشروعات المائية حدثت بالفعل في إثيوبيا، مثل مشروع سد جيبا 2 على نهر أومو في إثيوبيا، والذي انهار بعد افتتاحه بـ 10 أيام في يناير 2010، وانهار مرتين قبل الافتتاح، والشركة التي نفذت المشروع هي نفس الشركة التي تتولى بناء سد النهضة حاليا، أما المشروع الثاني الذي انهار في إثيوبيا فهو سد تاكيزي على نهر عطبرة والذي افتتح عام 2009، وانهار جزء منه عام 2007 أثناء العمل، ثم انهار عام 2009 قبل أيام من الافتتاح وراح ضحيته حوالي 50 شخصا.
وأكد شراقي، أن الصخور المبني عليها سد النهضة هي صخور نارية ومتحولة وشديدة التشقق والتحلل، بجانب المبالغة الشديدة في زيادة سعة خزان سد النهضة من 11.1 مليار متر مكعب كما جاء في الدراسات الأمريكية إلى 74 مليار متر مكعب بدون دراسات هندية دقيقة، كما يبعد سد النهضة حوالي 500 كلم متر فقط عن أكبر فالق على سطح الأرض هو الأخدود الأفريقي العظيم الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين.
وشدد شراقي، على أن إثيوبيا هي الأولى عالميا في شدة انجراف التربة والطمي، وتسقط المياه عليها بغزارة في يوليو وأغسطس وسبتمبر، ويصل متوسط التصرف اليومى إلى أكثر من 600 مليون متر مكعب مما يشكل فيضانات شديدة، وتنتشر في كل أرجاء إثيوبيا ظاهرة الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور بفعل التشققات والأمطار الغزيرة وقوة اندفاع المياه والفيضانات الطميية.
ولفت إلى أن إثيوبيا من أكثر الدول الأفريقية نشاطا زلزاليا، حيث شهدت 8 زلازل في الخمس السنوات الأخيرة تراوحت شدتها بين 4 و 5.2 على مقياس ريختر، مشيرا إلى أن إحدى الدراسات الإثيوبية أكدت أن هناك العشرات من المشروعات والسدود التي انهارت.
وتتسبب الكوراث الطبيعية، في العديد من الخسائر البشرية والمادية، خاصة وأن هذه الكوارث تحمل عنصر المفاجأة في التوقيت والشدة، ورأينا ما فعله إعصار دانيال في مدينة درنة الليبية من تدمير سدين في المدينة وانهيار ما يقرب من 5 جسور وكباري، واقتلاع أشجار وهدم مبان كثيرة، متسببا في مقتل ما لا يقل عن 5300 شخص، في حين أن البحر لا يزال يلقي بعشرات الجثث إلى الشاطئ.
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الكارثة تفاقمت بعد انهيار سدي درنة، لتجرف أحياء بأكملها إلى البحر، وسبب الانهيار هو كمية المياة المتراكة والغير المتوقعة التي سقطت على خزاني السدين.