التقى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني أمس مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، بحضور عدد من رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي شركات أمريكية كبرى. وذكرت قناة "السومرية نيوز"، صباح اليوم أن السوداني التقى بنائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية، مطلعا إياه على بيئة العمل في العراق، وأن بلاده أرض خصبة للاستثمار في الكثير من القطاعات المهمة.

وأوضح السوداني أن "هناك موارد طبيعية لم تُستثمر في العراق، حتى الآن، وآن الأوان لاستثمارها بالشكل الذي يحقق الرخاء لأبناء الشعب العراقي ويسهم في تعزيز العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".

وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن حكومة بلاده تستثمر الإيرادات بشكل صحيح من أجل تفعيل قطاعات اقتصادية مهمة غير النفط، بدعوى أنه لا يمكن الاستمرار بالاعتماد على النفط وحده لتعزيز الموازنة وتغطية الالتزامات، كما أن "المسار الخاطئ في هدر الغاز المحترق سيتوقف خلال 2-3 أعوام".

وأوضح شياع السوداني أن العراق أعلن عن 11 حقلا ورقعة استكشافية في محافظات عراقية مختلفة، من بينها النجف والأنبار ونينوى، وهي تضم الغاز الطبيعي الذي سيُستثمر لأول مرة في تاريخ بلاده، مشيرا إلى أن الإصلاح الاقتصادي من أولويات العراق، ولا يمكن تطبيقه دون وجود قطاع خاص فاعل ومتمكن وشريك مع الحكومة.

وأفاد السوداني بأن العراق ركز على توفير بيئة أعمال مواتية للشركات الأجنبية بشكل عام، والشركات الأمريكية بشكل خاص، منوها إلى أنه لا يمكن أن تبقى العلاقة بين العراق والولايات المتحدة محصورة في الجانب الأمني.

وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن "لدى العراق مسوّدة نظام لتنظيم التجارة الإلكترونية، كما تلتزم الحكومة بحماية الملكية الفكرية، واعتمدنا مشروع قانون أُرسل إلى مجلس النوّاب للتصويت عليه"، متابعا "نعمل بخطوات حثيثة على مسوّدة قانون الدفع الإلكتروني، وقطعنا شوطا كبيرا في الإصلاح المالي والمصرفي، من خلال علاقتنا بالبنك الفيدرالي والخزانة الأمريكية".

ودعا السوداني جميع الشركات الأمريكية إلى عرض ما لديها من تحديات تواجهها في العراق لوضع الحلول الناجعة لها، خاصة وأن حكومته دعمت القطاع الخاص في قانون الموازنة، عبر صندوق العراق للتنمية، الذي يبلغ رأس ماله 750 مليون دولار خلال 2023، على أن يزيد في عام 2024 بمبلغ إضافي.

وأوضح أن العراق يجري تفاهمات مع صناديق استثمارية عربية وعالمية، وبالتحديد مع بنك الاستثمار السعودي، في الوقت الراهن، على أن تقدم الحكومة العراقية في قانون الموازنة الجديد ضمانات سيادية لإقامة مشاريع صناعية وزراعية في العراق.

وشدد محمد شياع السوداني على أن العراق يتجه بقوة نحو استخدام تقنيات الري الحديثة بهدف مواجهة شح المياه، مضيفا أن هناك مساحات صالحة للزراعة وبيئة جاذبة وإن كانت بحاجة إلى تقنيات وشركات متخصصة تطور القطاع الزراعي في البلاد.

ويذكر أن وزارة الموارد المائية العراقية قد أعلنت، في شهر مارس/آذار الماضي، عن "إيعاز رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بالتحرك لتفعيل ملف التفاوض مع تركيا وإيران وسورية حيال حصص العراق المائية من نهري دجلة والفرات".

وقال خالد شمال، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، إن "موضوع أزمة المياه متشابك، والجزء الأكبر ضمن المباحثات الخارجية"، مبينا أن "وزير الموارد المالية عون ذياب أوصل هذه الصورة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني والذي أوعز باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسورية".

وكان العراق قد ناشد تركيا، في مارس الماضي، بشأن حصته من المياه من نهري دجلة والفرات، خاصة أن العراق يعاني من نقص كبير في كميات المياه أثرت على أنشطته الزراعية، التي كان آخرها إعلان وزارة الموارد المائية العراقية إيقاف زراعة الأرز والذرة الصفراء بسبب شح المياه في البلاد.