في اليوم الـ342 للحرب على غزة، واصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع، في الوقت الذي دوت فيه صفارات الإنذار في نتيف هعسراه بغلاف غزة مما يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية تطلق صواريخ. من ناحية أخرى، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، التي اتهم فيها حماس بأنها العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وفي الضفة الغربية، جددت قوات الاحتلال اقتحامها لطولكرم شمالي الضفة الغربية، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مواطنين وتسجيل 10 إصابات برصاص قوات الاحتلال في المنطقة.
أكدت كتائب شهداء الأقصى في مخيم الفارعة، جنوبي طوباس، شمالي شرقي الضفة الغربية، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة للمخيم في محور العين. وأشارت كتائب شهداء الأقصى إلى أنّ مقاتليها تمكنوا من استهداف جرافة عسكرية إسرائيلية بعبوة "الخالد" شديدة الانفجار، وإخراجها من الخدمة.
وكانت قوات الاحتلال التي تواصل عدوانها وحصارها على مدينة طوباس، قد اقتحمت مخيم الفارعة، بعد منتصف الليل. وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد سفيان جواد فايز عبد الجواد، من جراء إصابته برصاصة قناص إسرائيلي، في المخيم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 11 مواطناً من مدينة طوباس وبلدة طمون. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال ما زالت تغلق جميع مداخل مدينة طوباس، وتفرض حظراً للتجول فيها وتواصل حصار مستشفى طوباس التركي الحكومي.
وأضافت أن قوات الاحتلال تنتشر في المدينة، وتنشر القناصة على أسطح عدد من البنايات التي حولتها إلى ثكنات عسكرية، كما شرعت جرافات الاحتلال بتدمير وتخريب لمركبات وممتلكات المواطنين في عدد من أحياء المدينة. وأفاد الصحافي محمد نزال بأنّ قوات الاحتلال تواصل اقتحام مختلف مناطق الضفة الغربية وتنفذ عمليات تجريف في مخيماتها، مشيراً إلى أنّ الاعتداءات الاسرائيلية استهدفت مناطق وسط وشمال الضفة الغربية المحتلة. وأكد نزال أنّ قوات إسرائيلية خاصَّة اقتحمت مستشفى حلحول شمالي الخليل، واعتقلت مصاباً.
كذلك، واصل الاحتلال عدوانه الواسع على طولكرم لليوم الثالث على التوالي، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية نقلاً عن شهود عيان أنّ "جيش" الاحتلال استخدم فلسطينياً من ذوي الاحتياجات الخاصة ومريض، كدرع بشري، خلال العدوان المستمر على مخيم طولكرم. ونفذت قوات الاحتلال، حملة اعتقالات في قرية اللبن الغربي، غربي رام الله، وبلدة سعير، شمالي الخليل. وكانت قوات الاحتلال، قد نفذت عملية قصف بواسطة طائرة مسيّرة على مجموعة من الشبان، قرب مسجد التوحيد في مدينة طوباس، ما أدى إلى استشهاد 5 منهم. كما استشهد 3 أشخاص من جراء استهداف الاحتلال مركبةً قرب مدينة طولكرم، شمالي غربي الضفة الغربية، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، ومن بين الشهداء الثلاثة، المقاوم عماد الدين خضر شحادة، وهو أحد قادة سرايا القدس في مخيم نور شمس، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية.
عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بإفشال الصفقة وتنتقد الضغط العسكري
اتهمت عائلات الأسرى المحتجزين بغزة الحكومة الإسرائيلية بإفشال المفاوضات غير المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار. وقالت عائلات الأسرى، في ردها على بيان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه من المؤسف أن نتنياهو يواصل ذر الرماد في عيون الجمهور، ويستمر بإفشال الصفقة، بدل أن يقوم بواجبه لإعادة المختطفين. وأضافت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن مسؤولية إعادة المختطفين كانت ولا تزال وستظل دائما مسؤولية الحكومة الإسرائيلية وحدها. وحملت العائلات نتنياهو ووزراء حكومته مسؤولية التخلي عن مواطنين إسرائيليين يعانون في أسر حماس، وفق قولهم، مؤكدين أن إنجاز صفقة هو مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى. وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن الأسبوع الأخير أثبت أن الضغط العسكري لا ينقذ الأسرى، بل يقتلهم، وأن الطريقة الوحيدة لإعادتهم هي إبرام صفقة. وكان ديوان نتنياهو اتهم حركة حماس بمواصلة إخفاء حقيقة أنها من يرفض الصفقة ويُفشلها.
وقال ديوان نتنياهو إنه بعد أن وافقت إسرائيل على مقترح سد الفجوات الذي طرحته الولايات المتحدة في 16 أغسطس/آب الماضي، رفضت حماس المقترح، وقتلت 6 من المختطفين بدم بارد، ودعا العالم بأن يطلب من حماس الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين بشكل فوري.
حماس تلتقي الوسطاء
في السياق ذاته، كشفت حركة حماس أنها التقت الوسطاء المصريين والقطريين بالدوحة في إطار مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. وقالت الحركة إن وفدها المفاوض برئاسة خليل الحية التقى في الدوحة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وأبدت الحركة استعدادها لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، على أساس إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، بشكل فوري. كما نفت الحركة وضع أي مطالب جديدة، ورفضها في الآن نفسه أي شروط مستجدة على الاتفاق من قبل أي طرف.
وجددت حماس رفضها أي مشروعات تتعلق بمرحلة ما بعد وقف العدوان، مؤكدة أن إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي. ورحبت حماس باستمرار دور الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة، وأكدت على تجاوبها معهم. وأضافت أنها ترحب بدور مصر وقطر، وجهودهما المبذولة في المفاوضات غير المباشرة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وعبرت عن ترحيبها بإجراء حوار وطني مع كل الفصائل والقوى الفلسطينية، للتوافق على رؤية لمواجهة تداعيات المرحلة الحالية. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ضرورة ملحة.