كشف مسؤولون لموقع "أكسيوس" أن إسرائيل اضطرت لتفجير أجهزة البيجر التي يحملها عناصر "حزب الله" في لبنان وسورية مسبقا خوفا من اكتشاف العملية التي كانت ضمن خطة لحرب واسعة.
ووقع الهجوم مع تصاعد التوترات بين إسرائيل و"حزب الله"، والتي يشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق بالغ من أنها ستتحول إلى حرب شاملة.
وحسب المسؤولين الأمريكيين فإن إسرائيل قررت تفجير أجهزة النداء التي يحملها عناصر "حزب الله" في لبنان وسورية، خشية أن يكون الحزب قد اكتشف عمليتها السرية.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، واصفا الأسباب التي قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة بشأن توقيت الهجوم: "لقد كانت لحظة استغلال الفرصة أو خسارتها - use it or lose it".
وأفاد مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على العملية بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة الـ"بيجر" المفخخة التي تمكنت من "زرعها" في صفوف "حزب الله" كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة شل حزب الله.
لكن في الأيام الأخيرة، أصبح القادة الإسرائيليون يشعرون بالقلق من أن "حزب الله" قد يكتشف أجهزة الاستدعاء.
وقال مسؤول أمريكي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه ورؤساء قوات الدفاع الإسرائيلية ووكالات المخابرات قرروا "تفجير الأجهزة الآن بدلا من المخاطرة بأن يكتشف حزب الله العملية".
وكانت المخاوف الإسرائيلية التي أدت إلى قرار تنفيذ الهجوم أول من كشف عنها موقع "المونيتور"، الذي قال إن اثنين من عناصر "حزب الله" أثارا الشكوك حول أجهزة الاستدعاء في الأيام الأخيرة.
هل تورطت تايوان؟ الشرطة تعد بنتائج التحقيق مع الشركة المصنعة لأجهزة "بيجر" المنفجرة في لبنان
بدأت الشرطة التايوانية التحقيق مع شركة "غولد أبولو" المصنعة لأجهزة الاتصال "بيجر" والتي انفجرت في لبنان أمس وأوقعت قتلى ومصابين معظمهم من كوادر "حزب الله" اللبناني.
ونقلت بوابة الأخبار Zhongshi أن الشرطة ستقوم بتوضيح التفاصيل في التحقيقات التي تجريها، وخصوصا فيما يتعلق بإنتاج أجهزة "بيجر".
وطلبت الشرطة من الشركة تفاصيل حول إنتاج أجهزة الاتصال المذكورة والطرق التي تتبعها في بيع منتجاتها.
تأسست "غولد أبولو" في عام 1995 وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أجهزة البيجر المنفجرة من طراز AR-924.
"الرسالة القاتلة".. كيف تم تفجير أجهزة الاتصال في لبنان ومن أشهر ضحاياها؟.. وأسئلة أخرى
"بكسبة زر واحدة".. هز لبنان يوم أمس انفجار أجهزة تلقي الرسائل "البيجر" التي يحملها عناصر "حزب الله"، فما التكهنات المتداولة حول عملية التفجير؟
يعد الـ"بيجر" عنصرا رئيسيا من اتصالات الحزب ويحمله الآلاف من العناصر، وأكد ذلك العدد الهائل من الإصابات التي وصلت بحسب حصيلة غير نهائية أعلن عنها وزير الصحة إلى 2800 من بينهم السفير الإيراني في لبنان، بالإضافة إلى مقتل 10 بينهم طفلة وسيدة ونجل النائب في "حزب الله" علي عمار.
كما تحدث المعلومات أن هناك 200 إصابة في حالة حرجة، وأن من بين الإصابات أيضا نجل النائب في "حزب الله" حسن فضل الله، ونجل مسؤول الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا.
وعلمنا أن أبرز الإصابات هي في الأصابع والعيون، ولا يزال عدد كبير من المصابين يخضعون لعمليات جراحية والتي استمرت طوال الليل. ورغم تضارب التفسيرات بشأن كيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم نقدم لكم ما نعرفه حتى الآن عن هذا الأمر:
1- ما أجهزة البيجر؟
البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ، ويعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به، كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز.
وقبل انتشار الهواتف المحمولة كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل، خاصة بين الأطباء العاملين في المناوبات الليلية وموظفي خدمات الطوارئ، كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية.
2- لماذا يحمله عناصر حزب الله؟
يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا، والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك يعتبر آمنا نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهو لا يزال يستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر "حزب الله" إلى امتلاك هذه الأجهزة.
3- كيف انفجرت الأجهزة؟
التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى، وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر "حزب الله".
وفعلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل إسرائيل، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز، مما يؤدي إلى انفجارها.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر لبنانية تأكيدها أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي "أحدث طراز" جلبه "حزب الله" خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" نظرية أخرى، حيث قالت نقلا عن شركة "لوبك إنترناشيونال" الأمنية إن سبب انفجار أجهزة الاتصال في لبنان هو على الأرجح برمجيات خبيثة، مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها.
وكشف مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أجهزة "البيجر" المتفجرة هذه طلبها "حزب الله" من تايوان، لكن تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، موضحين أن المواد المتفجرة التي دست في تلك الأجهزة تزن حوالي أونصة إلى اثنتين.
وبينوا تفاصيل ما حدث بالقول إن الهجوم بدأ الساعة 3:30 عصرا بتوقيت لبنان، حيث أرسلت الأجهزة رسالة في البداية لتبدو وكأنها قادمة من قيادات "حزب الله"، ثم بدأت تلك الرسالة بتفعيل الشحنة المتفجرة.