طالب موظفون سابقون في CBS الأمريكية بإجراء تحقيق مستقل مع القائمين على برنامج "60 دقيقة" حول مقابلة كامالا هاريس، ومواصلة رفض نشر النص الكامل لمقابلتها دون حذف.
وتعرض برنامج الأخبار الشهير لانتقادات شديدة، بعد مزاعم عن قيامه بتغيير إجابة المرشحة الرئاسية الديمقراطية على سؤال من المذيع بيل وايتاكر حول إسرائيل، والذي تم بثه خلال حلقة خاصة يوم الاثنين الماضي.
وكان رد هاريس مختلف تمام عما ظهر في المقطع الترويجي الذي عرض في اليوم السابق عبر "Face the Nation".
ما دفع المطلعين على وسائل الإعلام والمنتقدين، بما في ذلك المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، إلى التشكيك في المعايير الأخلاقية لشبكة "CBS".
وقال أحد الصحفيين السابقين في الشبكة لصحيفة "واشنطن بوست" أمس : "أعتقد أنه ينبغي إجراء تحقيق خارجي.
من الواضح أن هناك مشكلة هنا.
وإذا كانوا يهتمون بالنزاهة الصحفية، فسوف يجرون تحقيقا أو ينشرون النص الكامل".
وقال مصدر ثان إن التناقض في الإجابات يجعل الأمر يبدو وكأن العرض الرئيسي للشبكة "متحيز"، مضيفا: "لقد تم التشكيك في مصداقيتهم ونزاهتهم.
ألا تحتاجون إلى مراجعة شاملة لما حدث من خطأ؟" وأمس، رفضت شبكة "سي بي إس" مجددا طلبات متعددة من صحيفة "واشنطن بوست" لإصدار النص الكامل للمقابلة قبل تحريره.
ولم تعلق الشبكة على ما إذا كانت تخطط لإطلاق تحقيق بخصوص المسألة.
ومع ذلك، فإن شبكة "سي بي إس" لديها تاريخ في إصدار نصوص كاملة لبرامجها الإخبارية وإطلاق التحقيقات.
ففي عام 2013، حققت الشبكة في حلقة من برنامج "60 دقيقة" قدمتها المراسلة لارا لوغان حول الهجوم على المجمع الأمريكي في بنغازي، والذي أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز و3 أمريكيين آخرين.
وقد أبطل التحقيق، الذي قاده المدير التنفيذي للمعايير والممارسات آنذاك آل أورتيز، مصداقية التقرير، ووجده "معيبا في عدة جوانب". وطُلب من لوغان ومنتجها أخذ إجازة.
واقترح مصدران أن تستعين شبكة "سي بي إس" بأورتيز، الذي تقاعد في عام 2012 بعد 43 عاما في الشبكة، لإجراء مراجعة خارجية لمقابلة هاريس.
وتتمحور القضية بالنسبة لشبكة "سي بي إس" حول مقطعين تم تداولهما على وسائل التواصل الاجتماعي جنبا إلى جنب، يظهران تناقضا في إجابات هاريس على نفس السؤال.
ففي مقطع الفيديو الذي عرضه "Face the Nation"، يظهر ويتيكر يسأل هاريس عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "ولكن يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو لا يستمع".
وترد هاريس: "حسنا، بيل، إن العمل الذي قمنا به أدى إلى عدد من الحركات في تلك المنطقة من قبل إسرائيل والتي كانت مدفوعة إلى حد كبير أو نتيجة لأشياء كثيرة، بما في ذلك دعوتنا لما يجب أن يحدث في المنطقة".
أما في برنامج "60 دقيقة"، تتجه الكاميرا نحو ويتيكر، الذي يطرح نفس السؤال.
وكان رد هاريس مختلفا، حيث قالت: "لن نتوقف عن متابعة ما هو ضروري للولايات المتحدة لكي تكون واضحة بشأن موقفنا بشأن الحاجة إلى إنهاء هذه الحرب".
وقال مصدر مطلع على الشبكة إن الصورة هي نفسها لويتيكر مع تركيز أكبر على وجه المراسل.
ولم يعرف المطلعون سبب عرض برنامج "60 دقيقة" للقطة ضيقة لويتيكر.
وقال صحفيون سابقون في شبكة "سي بي إس" إنه من المحتمل أن يكون هناك سوء تفاهم بين العرض وقسم تحرير العروض الترويجية، حيث كان برنامج "60 دقيقة" لا يزال يحرر الحلقة عندما خرج الفيديو الترويجي.
وفي أفضل السيناريوهات، ربما جاءت إجابة هاريس على برنامج "60 دقيقة" بعد وقت قصير من الإجابة المطولة التي قدمتها في مقطع الفيديو من برنامج "Face the Nation".
وقالوا إنه إذا كانت إجابتها جزءا من إجابة مطولة على نفس السؤال، فإن ذلك لا يعني ارتكاب أي خطأ صحفي.
لكن إذا جاءت الإجابة من سؤال آخر حول إسرائيل وتم تقديمها على أنها إجابة على سؤال ويتيكر، فهذا أمر مثير للمشاكل الأخلاقية.
وسبق أن نشرت شبكات أخرى نصوصا كاملة لمقابلات رفيعة المستوى غير محررة، مثل مقابلة "ABC News" مع الرئيس جو بايدن في يوليو، ومقابلة "CNN" مع هاريس وزميلها في الترشح تيم والتز في أغسطس.