أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع مدراء وسائل الإعلام الرائدة في الدول الأعضاء في "بريكس" أن موسكو مستعدة لإجراء مفاوضات للسلام في أوكرانيا على أساس اتفاقيات إسطنبول.
وقال بوتين: "نحن في تركيا، في إسطنبول، تفاوضنا (مع أوكرانيا) لفترة طويلة، وكانت نتيجة هذه المفاوضات وثيقة وقعها رئيس الوفد الأوكراني بالأحرف الأولى، وهي متاحة، وهذه الوثيقة هي مسودة اتفاق، وأكرر مرة أخرى، تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى من قبل رئيس الوفد المفاوض، ولو كانت أوكرانيا وضعت توقيعها حينها، لكان كل شيء على ما يرام هناك، وكان يمكن العمل على بعض التفاصيل وتعديلها، أما إلقاء هذه الوثيقة في سلة المهملات الآن فيبدو لي أن هذا فعلا غير صحيح، لأنه يمكنك بهذه الطريقة رمي أي وثيقة في سلة المهملات".
وأضاف: "لذلك، نحن على استعداد لإجراء مفاوضات حول نهاية سلمية للنزاع، ولكن فقط على أساس الوثيقة التي تم إعدادها خلال المفاوضات التفصيلية على مدى عدة أشهر والتي وقع عليها الجانب الأوكراني بالأحرف الأولى. وعلى هذا الأساس نحن مستعدون لمواصلة العمل". وتابع الرئيس الروسي: "نحن، مثل أكثر من أي شخص آخر، مهتمون بإنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن، وبالطبع بالوسائل السلمية". وحول مبادرة السلام الصينية البرازيلية، صرح بوتين: "سواء أعجب أحد ما في كييف بمقترحات البرازيل والصين أو لم يعجبه، فهذا هو خيارهم. لقد أطلعنا على مقترحات الصين والبرازيل فقط بعد ظهورها علنا. وأستطيع أن أقول لكم، وأكرر ذلك مرة أخرى، على ما يبدو بالنسبة لي، هذا أساس جيد للقيام بمحاولات للوصول إلى السلام".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا لن تسمح بتصنيع أو ظهور أسلحة نووية في أوكرانيا تحت أي ظرف من الظروف
وقال بوتين خلال اجتماع مع رؤساء وسائل الإعلام الرائدة في الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس": "أستطيع أن أقول على الفور إن روسيا لن تسمح بذلك (إنشاء أسلحة نووية في أوكرانيا) تحت أي ظرف من الظروف". هذا وأفادت صحيفة "بيلد" نقلا عن مسؤول أوكراني لم تذكر اسمه، بأن كييف قادرة على صناعة "أسلحة نووية" لاستخدامها ضد روسيا خلال أسابيع قليلة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا السيناريو معد للفترة التي تلي التسوية المحتملة للنزاع مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن أوكرانيا لن يتم قبولها كعضو في "الناتو"، بالإضافة إلى الإجراءات اللاحقة من قبل الجيش الروسي. وأضافت "بيلد" أن استعداد كييف لمثل هذا السيناريو تؤكده التصريحات الأخيرة لفلاديمير زيلينسكي. الذي قال خلال زيارته للولايات المتحدة مؤخرا في حديث مع المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب: "إما أن تمتلك أوكرانيا أسلحة نووية، وبعد ذلك ستصبح وسيلة دفاعنا، أو سيتعين علينا الانضمام إلى حلف ما، وبخلاف حلف "الناتو"، ليس لدينا أي تحالفات فعالة اليوم". ومن جانبه، سارع فلاديمير زيلينسكي إلى الإعلان أن كييف لم تقل أبدا إنها تستعد لتصنيع أسلحة نووية، وأوكرانيا لا تعمل على تطورها.
زيلينسكي يتذمر من موقف ألمانيا من انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"
من جانبه، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، بعد يومين من كشف زيلينسكي عما يسمى "خطة النصر"، أن "الناتو" لا يريد أن يصبح طرفًا في الصراع في أوكرانيا من أجل تجنب كارثة أكبر. وقال زيلينسكي خلال لقاء مع الصحفيين، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس: "الحقيقة هي أن الجانب الألماني يشك بمسألة انضمامنا إلى حلف شمال الأطلسي. إنهم خائفون من قضية الناتو وألمانيا من وجهة نظر رد الفعل الروسي". ووفقا له، فإن دعم ألمانيا لعضوية أوكرانيا في "الناتو" يعتمد على الولايات المتحدة. وأعرب عن أمله في توقع موقف أكثر إيجابية من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بدعوة أوكرانيا للانضمام إلى التحالف بعد الانتخابات الرئاسية. ونقلت قناة "Public" التلفزيونية الأوكرانية عن زيلينسكي قوله: "نعتقد أن ألمانيا والولايات المتحدة لديهما موقف موحد بشأن هذا القرار، وسيكون لذلك تأثير، على سبيل المثال، على المجر وسلوفاكيا". وأعرب زيلينسكي عن ثقته في أن إيطاليا وبريطانيا ستدعمان أوكرانيا في طريقها إلى عضوية "الناتو". كما أشار إلى أنه يرى "ثقة في فرنسا". وفي وقت سابق، قدم زيلينسكي ما يسمى "خطة النصر" إلى البرلمان الأوكراني. تتضمن الوثيقة خمس نقاط وثلاث إضافات سرية. على وجه الخصوص، تتضمن النقطة الأولى دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف "الناتو" ، والثانية رفع القيود المفروضة على الضربات بأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية، والثالثة نشر "قوة شاملة غير نووية" في أوكرانيا. وأكد زيلينسكي أن تنفيذ الخطة "يعتمد على الشركاء". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تعليقا على "خطة النصر" التي قدمها زيلينسكي، إن هذه ليست خطة، بل مجموعة من الشعارات غير المتماسكة. ووفقا لها، فإن هذه الخطة لن تؤدي إلا إلى دفع "الناتو" إلى صراع مباشر مع روسيا. وفي وقت سابق، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، إن خطة السلام الحقيقية في كييف ستكون إدراك عدم جدوى السياسة التي ينتهجونها. و يعتقد المسؤول الروسي أن "خطة السلام" الجديدة لزيلينسكي قد تكرر في الواقع الخطة الأمريكية، وهي محاربة روسيا حتى آخر أوكراني. وبحسب بيسكوف، من أجل تحقيق السلام، يجب على كييف أن "تصحو" وتدرك الأسباب التي دفعتها إلى الصراع. وفي وقت سابق، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن عضوية أوكرانيا المحتملة في حلف الناتو تشكل تهديدا لأمن روسيا. وأكدت تقارير غربية تشكك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالرئيس الأوكراني فيما ذهب أخرون إلى أن زيلينسكي يتخبط وبات سببا رئيسا في دمار أوكرانيا.
البيت الأبيض يحذر أوكرانيا من مخاطر شتاء قارس
وقال سينغ للصحفيين: "أوكرانيا تخاطر بالبقاء في البرد والظلام هذا الشتاء".
ولفت سينغ إلى أن القرض المعلن لكييف من شأنه أن يساعد في استقرار البنية التحتية لمساعدة أوكرانيا على التغلب على فصل الشتاء. ووصفها سينغ بأنها أولوية ملحة. وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا 20 مليار دولار كجزء من قرض مجموعة السبع مع سداد عائدات الأصول المجمدة للاتحاد الروسي بقيمة 50 مليار دولار. وستتلقى أوكرانيا أموالا من الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2024. وسبق أن حذر وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشنكو من أن أوكرانيا ربما تكون على وشك أصعب شتاء في تاريخها وسيكون أكثر صعوبة بالنسبة لنظام الطاقة الأوكراني من السابق. وحث غالوشينكو في مقابلة مع وسائل إعلام أوروبية السكان على الاستعداد لانقطاع التيار الكهربائي لمدة طويلة وشراء المولدات.
أنظمة الدفاع الجوي الروسية تدمر منطادا وعدة مسيرات أوكرانية خلال الليل
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن أنظمة الدفاعات الجوية الروسية، أسقطت خلال الليلة الماضية 7طائرات مسيرة أوكرانية ومنطادا صغيرًا فوق الأراضي الروسية. وقالت الدفاع: "تم خلال الليلة الماضية إيقاف محاولات نظام كييف لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام طائرات دون طيارت ومنطاد صغير الحجم على أهداف داخل الأراضي الروسية". وأضاف البيان: "تم تدمير واعتراض 7 طائرات من دون طيار أوكرانية وبالونًا صغيرًا فوق الأراضي الروسية خلال الليل، منهم ثلاث طائرات دون طيار أوكرانية فوق بحر آزوف، وثلاث فوق أراضي مقاطعة بيلغورود، وواحدة فوق أراضي مقاطعة بريانسك، وتم تدمير منطاد صغير فوق أراضي مقاطعة روستوف". وتتبع كييف أساليب إرهابية، في مقدمتها استخدام المسيرات الهجومية والقصف المدفعي ضد المدنيين والمنشآت المدنية في روسيا، محاولة صرف الانتباه عن فشل ما تسميه بـ"الهجوم المضاد"، والذي كانت قد أعلنت عنه، في يونيو/ حزيران من العام الماضي.
وتستهدف القوات المسلحة الأوكرانية، بشكل شبه يومي، المناطق الحدودية الروسية في جمهورية القرم ومقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج، بالطائرات المسيرة والصواريخ، بهدف زرع الرعب في صفوف المدنيين.
وتهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير/ شباط 2022، إلى حماية سكان دونباس، الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من قبل نظام كييف، لسنوات. وأفشلت القوات الروسية ما يسمى بـ"الهجوم المضاد" الأوكراني، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الكبير، الذي قدمه حلف الناتو وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف. ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها دبابات "ليوبارد 2" الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف "الناتو"، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.