سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


حرب قره باغ.. الاشتباكات تتجدد وأميركا تنتقد الموقف التركي من الأزمة وإيران تندد بسقوط قذائف بأراضيها ومناورات عسكرية روسية في قزوين.. رسالة إلى أذربيجان


خاضت القوات الأرمينية والأذرية اشتباكات جديدة اليوم ، مما بدد الآمال في إنهاء ما يقرب من 3 أسابيع من القتال بشأن إقليم ناغورني قرة باغ، يأتي ذلك في وقت انتقد فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تركيا، معتبرا أن موقفها يفاقم الوضع. وفيما يتعلق بآخر التطورات، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن بلاده كبّدت الجيش الأرميني خسائر عسكرية تقدر بملياري دولار حتى الآن، مشيرا إلى أن أرمينيا أعلنت مقتل 600 جندي، ولكن عدد القتلى أكثر من ذلك، حسب تقديره. وتساءل علييف عن الطرف الذي يمول أرمينيا التي تملك ميزانية محدودة، مشيرا إلى عزمه على تحرير مدينة شوشا الواقعة في مرتفعات قره باغ من الاحتلال، وإذا لم يتحقق ذلك فسيعتبر أنفسهم لم يكملوا ما بدؤوا فيه. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع بأذربيجان أن الجيش الأرميني استهدف بالمدافع والصواريخ قواتها المتمركزة بمنطقتي جبرائيل وهردروت المحررتين، في حين أكدت القوات الأرمينية أنها تعرضت لهجمات مماثلة من قبل القوات الأذرية.

نشاط مكثف

وذكرت وزارة الدفاع الأذرية -في بيان اليوم- أن القوات الأرمينية كثّفت نشاطها في بعض مناطق الجبهة ليلا، إلا أن جيش أذربيجان تمكن من صدها. وأشارت إلى أنه تم تدمير دبابتين، ونظام صاروخي من طراز غراد، و5 مدافع، وعربة قتالية من نوع شيلكا، و8 عربات محملة بالذخائر. ولفتت إلى مقتل عدد من جنود أرمينيا وجرح آخرين، وانسحاب أفراد من فرقة المشاة الخامسة الأرمينية. وبثت وزارة الدفاع بأذربيجان صورا قالت إنها لعدد من القرى التابعة لمحافظة خوجافن، وهي إحدى المحافظات الأذرية السبع التي احتلتها أرمينيا مطلع تسعينيات القرن الماضي. وتقع هذه القرى غربي إقليم قره باغ، بين الإقليم والأراضي الأرمينية. وكانت أذربيجان أعلنت السيطرة على 49 قرية وبلدة، إضافة إلى مدينة جبرائيل، منذ بداية المعارك في الإقليم، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأكدت مصادر في أذربيجان استمرار تبادل القصف بين الجانبين الأذربيجاني والأرميني، رغم اتفاق وقف إطلاق النار. كما أكد سقوط عدد من القذائف على مدن وقرى مناطق غورانبوي وترتر وآغدام وأغجابدي دون التبليغ عن إصابات. وأضاف المراسل -نقلا عن مصادر عسكرية أذرية- أن المواجهات على محور أغدارا آغدام في الشمال الشرقي، ومحور فوزولي جبرائيل جنوبا، استمرت طوال الليل وحتى صباح اليوم.

قصف وهجوم

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرتسورن هوفهانيسيان إن القوات الأذرية شنت في وقت مبكر صباح اليوم هجوما واسع النطاق بالاتجاه الشمالي لخط المعارك الأمامي في قره باغ، وأضاف أن الهجوم سبقه قصف مدفعي مكثف. وقالت مصادر على الجانب الأرميني من إقليم قره باغ إن القوات الأذرية استهدفت النقطة الحدودية بين أرمينيا وإقليم قره باغ، غير المعترف به دوليا. وأشار مصدر عسكري إلى أن القصف كان بالقذائف الصاروخية، وأسفر عن انقطاع الطريق الرئيسي بين أرمينيا والإقليم، دون أضرار بشرية. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ -غير المعترف بها دوليا- سقوط 29 قتيلا من جنودها، وبذلك يرتفع عدد الجنود الذين لاقوا حتفهم منذ اندلاع القتال إلى 633. في المقابل، لا تعلن أذربيجان عن أي خسائر بشرية عسكرية، لكن 47 مدنيا قتلوا وأصيب 222، حسب مكتب المدعي العام بأذربيجان.

تحذير وتنديد

وفي سياق متصل بالصراع المحتدم، أصدرت إيران تحذيرا لأرمينيا وأذربيجان المجاورتين، بعدما أدى سقوط عدة قذائف جرّاء الحرب الجارية بينهما للسيطرة على قره باغ إلى إصابة شخص بجروح في الجانب الإيراني من الحدود. من جانبها، أعربت وزارة الخارجية التركية في بيان لها عن تنديدها الشديد بقصف أرمينيا منطقة أوردوباد التابعة لجمهورية ناخيتشيفان ذات الحكم الذاتي التابعة لأذربيجان. وذكرت الخارجية أن أرمينيا بدأت زيادة حدة عدائيتها في الأيام الأخيرة بسبب الخسائر التي تتكبدها فوق الأراضي التي تحتلها، واصفة هذا القصف لهذه المنطقة -التي تملك حدودا مشتركة مع تركيا- بأنه نموذج جديد وخطير لمساعي أرمينيا لتوسيع الاشتباكات إلى خارج الأراضي الأذرية التي تحتلها.

موقف وانتقاد

من جانبه، انتقد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو تركيا، الشريكة في حلف شمال الأطلسي، بشأن الصراع الذي تدعم فيه أنقرة أذربيجان، قائلا إن موقفها يفاقم الوضع في منطقة قره باغ. وقال بومبيو إن تركيا فاقمت الصراع بتقديم الإمدادات لأذربيجان. وقال في مقابلة مع إذاعة "دبليو إس بي أتلانتا" إن هناك حاجة إلى حل دبلوماسي، بدل "أن تتدخل دول أخرى وتسهم بقوتها العسكرية في وضعٍ هو أشبه ببرميل بارود". وتشدد الولايات المتحدة حتى الآن على إيجاد حل دبلوماسي وتدعو إلى هدنة. وتعدّ واشنطن أحد رؤساء مجموعة مينسك (الوسيط التاريخي في النزاع) التي تترأسها معها فرنسا وروسيا.

مناورات عسكرية روسية في قزوين.. رسالة إلى أذربيجان

أعلنت روسيا، أن سلاح البحرية التابع لها بدأ تدريبات عسكرية في بحر قزوين شمال باكو، مصرة على عدم وجود أي تهديد للدول المجاورة في وقت تخوض أرمينيا وأذربيجان معارك للسيطرة على ناغورني قره باغ. وتجري المناورات العسكرية شمال شبه جزيرة أبشرون الأذربيجانية حيث تقع باكو، وستشمل إطلاق صواريخ ونيران مدفعية، بحسب بيان لوزارة الدفاع. وتشارك فيها ست سفن وسبع طائرات وأكثر من 400 جندي، بحسب المصدر.

وأضافت الوزارة الروسية أن "الأنشطة... لا تشكل أي تهديد ولا تفرض قيودا على الأنشطة الاقتصادية للدول المطلة على قزوين". ووقفت روسيا حتى الآن على مسافة واحدة من أذربيجان وأرمينيا في حربهما للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ. ورعت موسكو الأسبوع الماضي هدنة بين الطرفين ما لبث أن تم خرقه.

كن أرمينيا، بخلاف أذربيجان، عضو في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، وهو تحالف عسكري تقوده موسكو، وأعربت عن أملها في الحصول على دعم من روسيا. وفي وقت لا يزال المحتجون يضغطون على الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشنكو بعد انتخابات متنازع عليها، تشارك قوات "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" في تدريبات عسكرية مشتركة هذا الأسبوع أيضا في بيلاروسيا. وتجري التدريبات التي تشارك فيها قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة في منطقة فيتيبسك في شرق بيلاروسيا وأطلق عليها "أخوة لا يمكن تدميرها".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,