سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


أردوغان يهرب من أزمات تركيا باستفزاز الخارج وأوروبا تلوح بالعقوبات وواشنطن تحذر أنقرة ..ماهي الجنسية الثانية إجابات صادمة لشباب جراء سياسات نظام الرئيس


قال الكاتب الصحفي اليوناني نيكوس كونستاندراس، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمارس الاستفزازات الخارجية لتأجيج النزعة القومية لدى أنصاره للفت انتباههم وللهرب من المشاكل المحلية، وفي نفس الوقت قمع المعارضين. وأضاف كونستاندراس، خلال مقال منشور بصحيفة "أحوال" التركية، أنه من وجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن" كل شيء يخدم حاجته لوجود أزمات متتالية، والتي تحدث لأنه يختار حدوثها".

وأشار الكاتب اليوناني إلى تعليق المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية بعدما تأخرت رحلة عودة وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إلى أثينا قادما من بغداد، الأربعاء الماضي، عندما لم تسمح أنقرة بمرور طائرته بمجالها الجوي، والذي قال فيه: "مجددًا، تصرفت السلطات التركية بطريقة استفزازية وبدون داع تماما". وأوضح الكاتب أن التعليق كان دقيقًا؛ إذ إن التأخير كان "استفزازيا وبدون داع تماما". وقال الكاتب الصحفي خلال مقاله إنه "ما لم يكون ضروريا أيضا توقيع أنقرة مذكرة تفاهم مع طرابلس لترسيم الحدود البحرية، كما لو أن اليونان ليست موجودة، وتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وتحركات سفن الاستكشاف التركية في شرقي المتوسط، والأعمال العدائية المتجددة في جنوبي القوقاز. وأشار إلى أن لهجة أردوغان العدائية وأفعالة الاستبدادية تسلط الضوء على عدم احترام شعبه والدول الأخرى، مع تهديداته المتكررة بـ"تلقينهم درسًا." ولكن رأى الكاتب أن المجتمع الدولي، عاجلًا أم آجلا، سيفهم أن تركيا تشبه القطار المنفلت؛ إذ يعلم أردوغان أنه من أجل إبقاء أنصاره في صفه، والسيطرة على التطورات الداخلية، يجب أن يبقيهم في حالة إثارة مستمرة. ولهذا، بحسب الكاتب، "يقوم أردوغان بتنمية مشاعر الإذلال والجبروت بينهم، بينما يغازلهم بأنهم رعايا قوة عظمى ستستعيد إمبراطوريتهم المفقودة من خلال الغزو". وقال الكاتب إنه من أجل مواصلة هذا الهذي، لا يمكن للقيادة التركية الاعتراف بأي أخطاء، لا تلك التي ارتكبها، أو التي ارتكبها أسلافهم؛ ولهذا تصور إبادة المسيحيين (الأرمن واليونانيين والآشوريين) بأنها أفعال دفاعية. واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أنه بالنسبة لأردوغان، لا عمل استفزازي ليس ضروريًا، بل هي طبيعته، مؤكدًا أن ما يعتبر خطيرًا هو التسامح الذي أظهره له المجتمع الدولي ضد استفزازات أردوغان.

"استفزازات" أردوغان.. أوروبا تلوح بالعقوبات وواشنطن تحذر أنقرة

انتقد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، مندداً بما اعتبرها "استفزازات"، في ختام قمة في بروكسل. وقال ميشال "نندد بتصرفات واستفزازات تركيا الأحادية"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يعتزم درس الوضع في ديسمبر/ كانون الأول للنظر في عقوبات ضد أنقرة. وناقش القادة الأوروبيون هذا النزاع خلال قمة في بروكسل، بعدما أعادت تركيا سفينة أبحاث إلى المياه المتنازع عليها في تحد للدعوات الدولية التي تطالبها بالتراجع.

وقال الزعماء الـ27 في بيان قمتهم إن الاتحاد الأوروبي "يأسف لتجدد الإجراءات الأحادية والاستفزازية من جانب تركيا في شرق البحر المتوسط، بما في ذلك النشاطات الاستكشافية الأخيرة". وحضوا تركيا على التراجع عن خطوتها الأخيرة، وأكدوا مجددا "تضامنهم الكامل" مع اليونان وقبرص العضوين في الاتحاد الأوروبي. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "اتفقنا على أنّ الخطوات الأحادية الأخيرة التي اتخذتها تركيا، وهي طبعاً استفزازية، تؤجج التوتر مجدداً بدلاً من تهدئته". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سبق أن ساند اليونان وذهب إلى حد إجراء مناورات عسكرية في المتوسط في عرض قوة، فقال إن أوروبا على استعداد للتحدث إلى أنقرة. لكنه نبه قائلا "لن تنازل عن أي شيء أمام هذه الاستفزازات".

وندّد زعماء الاتحاد الأوروبي كذلك أمس بدعم أنقرة لقرار سلطات جمهورية شمال قبرص التركية بإعادة فتح ساحل مدينة فاروشا المقفرة التي هجرها سكانها القبارصة اليونانيون بعد الغزو. وخلال اتصال مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن "قلقه العميق" من هذا القرار "الاستفزازي والمخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي"، كما حذر بومبيو، من خطورة السياسات التركية الاستفزازية، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية. وأجرى قادة الاتحاد الأوروبي نقاشا مطولا حول علاقاتهم مع أنقرة في قمة عقدت قبل أسبوعين، لكن أثينا ونيقوسيا أعادتا إثارة موضوع التنقيب التركي عن الطاقة في شرق البحر المتوسط. ووصفت الولايات المتحدة وألمانيا، مهمة التنقيب عن الغاز بأنها "استفزاز" وحضّتا أنقرة على سحب السفينة. لكن رغم ذلك، قال ميشال إنه لن يكون هناك تغيير في الاستراتيجية المتفق عليها في القمة الأخيرة. وبموجب هذه الاستراتيجية، يرصد الاتحاد الأوروبي عن كثب تحركات تركيا في شرق البحر المتوسط وسيقرر إجراء محتملا خلال قمة يفترض إقامتها في ديسمبر/كانون الأول.

واشنطن تحذر

وفي استفزاز تركي جديد، أكدت وسائل إعلام تركية إجراء أنقرة أول اختبار لنظام دفاع جوي روسي "اس "400 فائق التطور. وعلى الفور حذرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس أنه "في حال تأكد ذلك، سندين بأشد العبارات اختبار صاروخ نظام اس 400 غير المتناسب مع مسؤوليات تركيا كحليف في حلف شمال الأطلسي".

وأضافت أن واشنطن قالت بوضوح إنها لا تريد تفعيل نظام اس 400. وحذرنا بوضوح من التداعيات الوخيمة المحتملة على علاقاتنا في مجال الأمن في حالت فعّلت تركيا النظام". . ومنذ الإعلان عن صفقة "إس 400" وهي تمثل كابوساً مزعجاً لتركيا، وظهر ذلك في حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره التركي عشية لقائهما في واشنطن في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على ضرورة التخلص من منظومة "إس 400".

الجنسية الثانية.. إجابات صادمة لشباب تركيا جراء سياسة أردوغان

حذر زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، من ارتفاع نسبة الشباب الراغبين في الحصول على جنسية بلد آخر والهجرة، جراء سياسات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان. ويتولى قليجدار أوغلو، زعامة حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، والذي أطلق تحذيره ونقلته صحيفة "آرتي غرتشك". وطرحت دراسة أجراها حزب الشعب الجمهوري في مايو/أيار الماضي، على عدد من الشباب المشاركين بها سؤالًا مفاده: إذا توفرت لديكم الإمكانيات للعيش خارج البلاد هل تقبلون؟، فجاءت النتائج مذهلة للغاية.

وبحسب المعارض التركي فإن 62.5% من المشاركين بالدراسة أجابوا عن السؤال المذكور بـ"نعم"، لكن المفاجأة أن 47.3% من مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم المشاركين بالدراسة، أجابوا بـ"نعم" أيضًا. ولفت قليجدار أوغلو كذلك إلى أن دراسة أخرى أجراها الحزب كذلك في سبتمبر/أيلول الماضي، طرحت سؤالًا آخر مفاده: إذا أتيحت لكم الفرصة للحصول على جنسية دولة أخرى وتتركون تركيا بشكل نهائي هل تقبلون؟.. "64% من المشاركين قالوا نعم، فيما بلغت نسبة الرافضين 14% فقط".

ويخشى زعيم المعارضة التركية من أن "تلك الأرقام تعكس كارثية الأوضاع في تركيا، فلو فقدت دولة ما ثقتها لدى الشباب فلن تقوم لهذه الدولة قائمة". وباتت الجمهورية التركية (تأسست عام 1923) قريبة من إنهاء قرن من عمرها، وهي تعاني من 5 مشكلات رئيسية، الاقتصاد، والتعليم، والعدالة، والسياسة الخارجية والديمقراطية". وعلق المعارض التركي على ذلك بقوله: "سنكون مضطرين لمواجهة القرن الجديد بنفس المشكلات والأزمات". ومضى في حديثه: "الكل يعلم أن تركيا تعاني من هذه المشكلات وأكثر من ذلك، مشكلات فشل النظام في إيجاد حل لها، ما أدى لتردي الأوضاع الاقتصادية، وكذلك الأوضاع المعيشية للمواطنين، ودفع الشباب للتفكير في الهجرة للخارج". ويعيش الاقتصاد التركي على وقع أزمة عملته المحلية منذ أغسطس/آب 2018، وسط عجز الحكومة المحلية والمؤسسات الرسمية عن وقف تدهورها، على الرغم من حزمة إجراءات وتشريعات متخذة، منها تقديم تسهيلات لشراء العقار من جانب المواطنين والأجانب.

ودفعت أزمة هبوط الليرة التركية منذ أغسطس/آب 2018 إلى هبوط مؤشرات اقتصادية كالعقارات والسياحة والقوة الشرائية، فيما قفزت نسب التضخم؛ وتراجعت ثقة المستثمرين والمستهلكين بالاقتصاد. وخلفت سياسات الرئيس التركي رجب أردوغان المتخبطة أكثر من 3 ملايين قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه النظام بأي وقت، تلك القنابل ممثلة في طابور طويل من العاطلين في تركيا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,