سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


هجوم باريس.. مظاهرات تضامنا مع المُدرس القتيل وعدد المعتقلين يرتفع إلى 11 وتعتزم ترحيل 231 أجنبيا


تجمع آلاف الفرنسيين اليوم في ساحة الجمهورية في باريس ومدن فرنسية أخرى للتضامن مع أستاذ التاريخ صامويل باتي الذي قتل الجمعة الماضية بقطع رأسه على يد لاجئ من أصل شيشاني بإحدى ضواحي باريس، في حين كشفت مصادر أمنية عن اعتقال 11 شخصا حتى الآن ضمن التحقيقات في ملف قتل باتي. ورفع المتظاهرون في ساحة الجمهورية لافتات كتب عليها "لا لاستبداد الفكر"، و"أنا أستاذ"، وحيوا بهدوء هذا المدرّس الذي قتل على يد طالب من أصل شيشاني لأنه عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وهتف المجتمعون في المكان "أنا صامويل"، و"حرية التعبير وحرية التدريس"، وسط تصفيق طويل بين حين وآخر، ولوّح بعض المتظاهرين بالعلم الفرنسي، في حين حمل آخرون لافتات كتب عليها "أنا مسلم، أنا ضد العنف، أنا مع حرية التعبير". كما نُظمت تجمعات أخرى في مدن فرنسية كبيرة، خاصة في ليون (شرق) وليل (شمال). وكانت الشرطة قد أعلنت أنها ستمنح نقابات المعلمين ومنظمة مناهضة للعنصرية ترخيصا لتنظيم المظاهرة مع أنه بموجب حالة التأهب الصحي في فرنسا جراء جائحة فيروس كورونا، لا يُسمح بتنظيم تجمعات لأكثر من 10 أشخاص. وشارك في مظاهرة باريس عدد من الشخصيات السياسية، ومنها رئيس الوزراء جان كاستيكس، وعمدة باريس آن هيدالغو، وفاليري بيكريس رئيسة منطقة "إيل دو فرانس" التي تضم باريس، وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس إيمانويل ماكرون مساء اليوم اجتماعا مصغرا لمجلس الدفاع لبحث إجراءات حماية المدارس ومحاربة التطرف.

الادعاء

وكان المدعي العام الفرنسي المكلف بالعمل على ملفات الإرهاب -جان فرانسوا ريكار- قال أمس إن الجاني (18 سنة) الذي قتل صامويل باتي (47 سنة) لاجئ روسي الجنسية من أصل شيشاني، ووقعت الجريمة في وضح النهار بأحد الشوارع في منطقة "كونفلانس سانت أونورين".

وأضاف المدعي العام ريكار أن الجاني لم يكن معروفا بتطرفه لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، وأنه كان موجودا في محيط الإعدادية التي يُدرس فيها باتي في حدود منتصف نهار الجمعة، وطلب من عدد من الطلبة أن يدلوه على الضحية. كما أكد ريكار أن فحص هاتف المعتدي أفضى إلى العثور على خطاب يتبنى فيه عملية اغتيال المدرّس، ويسوّغ فيه جريمته بالانتقام للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى صورة لرأس الضحية المقطوع، كما عثر لديه على مسدس و5 خراطيش وخنجر. وقال المدعي العام إن الجاني الذي قضى بنيران الشرطة بعد أن أصيب بـ9 طلقات هدّد رجال الشرطة بخنجره، ثم أطلق النار نحوهم. وعقب حادث الجمعة، صدرت تصريحات من مسؤولين فرنسيين بأن السلطات ستعزز مراقبة من يسمون بالإرهابيين المحتملين، وأوصى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم بترحيل 100 شخص ممن لا يملكون وثائق الإقامة، ويصنفون ضمن المتشددين، وبعضهم مسجون، والبعض الآخر تبحث عنه السلطات الأمنية. وقال مراسلنا بباريس، إنه من اللافت في مظاهرات اليوم أنها تأتي قبل يومين من مراسم التأبين الرسمي التي سينظمها الرئيس إيمانويل ماكرون للمُدرس القتيل الأربعاء المقبل.

الاعتقالات

وفي سياق متصل، قالت الشرطة الفرنسية إنها ألقت القبض على شخص آخر اليوم ليصل عدد المعتقلين إلى 11 في قضية مقتل مدرّس التاريخ. وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت في الساعات التي تلت الهجوم 4 من أقارب المهاجم، كما ألقي القبض على 5 آخرين، منهم ولي أمر تلميذ بالمدرسة التي كان يعمل بها القتيل، وصديق له، وألقي القبض على شخص عاشر في وقت لاحق أمس .

قال مصدر في الشرطة الفرنسية إن وزارة الداخلية تستعد لطرد 231 أجنبيا مدرجين على قائمة المراقبة الحكومية، للاشتباه في أنهم يتبنون معتقدات دينية متطرفة، وذلك بعد يومين من حادثة مقتل معلم عرض على تلاميذه رسوما تسيء للنبي محمد عليه السلام. وطلب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين من مسؤولي الشرطة المحليين إصدار أوامر الطرد في اجتماع ، حسبما ذكر المصدر. وقال المصدر من الشرطة إن من بين العدد الإجمالي للمشتبه بهم 180 مسجونا و51 آخرون من المقرر اعتقالهم خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن دارمانين طلب أيضا من الهيئات التابعة للوزارة أن تفحص عن كثب طلبات من يرغبون في الحصول على وضع لاجئين في فرنسا. وبحسب تعريف الحكومة الفرنسية، فإن المتطرفين هم "أناس على علاقة بالراديكالية، يرجّح أنهم يرغبون في السفر إلى الخارج للانضمام إلى جماعات إرهابية أو المشاركة في أنشطة إرهابية". ولاقت واقعة قتل مدرس تاريخ فرنسي على خلفية إساءته إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إدانات عربية متوالية، استنكرت أيضا السماح بالإساءة لخاتم المرسلين من قبل مسؤولي البلد الأوروبي، بدعوى حرية الرأي والتعبير.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,