سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


بعد دعوته بنس لتفعيل آلية عزل الرئيس مجلس النواب يصوت اليوم على قرار محاكمة ترامب..5 سيناريوهات متوقعة للفوضى يوم تنصيب بايدن فهل يتكرر مشهد الكونغرس؟


يصوّت مجلس النواب الأميركي اليوم على قرار توجيه الاتهام للرئيس دونالد ترامب بالتحريض على التمرد ضد الحكومة تمهيدا لمحاكمة ترامب برلمانيا، وذلك بعدما أقر أعضاء المجلس قبل ساعات قرارا يطالب مايك بنس نائب الرئيس بتفعيل التعديل الـ25 من الدستور من أجل عزل ترامب، وقد استبق بنس التصويت برفض تفعيل التعديل الدستوري. ويعقد مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- في وقت لاحق اليوم جلسة للنظر في مشروع قرار قدمه 3 مشرعين ديمقراطيين يتهم ترامب بالتحريض على التمرد، ما يتيح بدء إجراءات لمحاكمته في الكونغرس قبل 8 أيام فقط من انتهاء ولاية ترامب. وكانت لجنة القواعد في المجلس أقرت قواعد المناقشة والتصويت للمحاكمة البرلمانية لترامب، وستكون الثانية منذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني 2016. وكان ترامب قد وجّه خطابا الأربعاء الماضي أمام حشد من أنصاره المجتمعين في واشنطن لرفض تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وفي اليوم نفسه، اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس وتسبب ذلك في مقتل 5 وجرح آخرين، وتعطيل إقرار مجلسي الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية لساعات، وهو الحدث الذي خلّف صدمة كبيرة في الولايات المتحدة وفي العالم. وإذا أقر مجلس النواب اليوم مساءلة ترامب، فسوف يحاكم أمام مجلس الشيوخ، ويتعين موافقة ثلثي أعضاء المجلس لإدانته، وهو ما يتطلب موافقة الأعضاء الديمقراطيين و17 جمهوريا على الأقل من أعضاء المجلس الـ100 لصالح الإدانة. ويمكن أن يستغل الديمقراطيون أيضا المحاكمة للتصويت على منع ترامب من الترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى، وكان ترامب صرح في السابق بأنه يعتزم الترشح لانتخابات عام 2024.

مشروع توبيخ

من ناحية أخرى، قدم 6 نواب جمهوريين مشروع قرار لتوبيخ ترامب بسبب محاولته إلغاء الانتخابات الرئاسية بشكل غير قانوني، وانتهاكه قسَم توليه المنصب.

وكان مجلس النواب أقر أمس بأغلبية 223 مقابل اعتراض 205 قرارا يطالب مايك بنس نائب الرئيس ببدء تفعيل التعديل الـ25 من الدستور لعزل الرئيس، دونالد ترامب، من منصبه. ويمنح التعديل نائب الرئيس وأغلب أعضاء الحكومة صلاحية َعزل الرئيس من منصبه، عن طريق إعلان عدم أهليته لأداء مهامه. وشهد التصويت انضمام عضو جمهوري واحد إلى الديمقراطيين للتصويت بدعم القرار. وشنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي هجوما لاذعا على الرئيس ترامب خلال جلسة المجلس، وقالت إنه حرّض أنصاره على اقتحام الكونغرس ثم قال إنه غير مسؤول عما قام به أنصاره الذين وصفتهم بالمتمردين والإرهابيين. وأضافت بيلوسي خلال جلسة مجلس النواب أنه يجب عزل ترامب فورا، لأن أعماله أثبتت أنه غير قادر على أداء مهامه.

فريق الادعاء

وقد عيّنت بيلوسي فريق الادعاء في محاكمة ترامب بالكونغرس بقيادة النائب، جيمي راسكين، وذلك في أوضح إشارة على مضيها قدما بسرعة في تلك الإجراءات، وقال رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب جيري نادلر إن بيلوسي اختارت أشخاصا ممتازين لإدارة محاكمة الرئيس، وأضاف نادلر في تغريدة، أنه وفريق عمله يتطلعون للعمل معهم.
وذكرت وكالة رويترز أنه ظهر المزيد من العلامات على تراجع سيطرة ترامب على حزبه، إذ قال 4 جمهوريين على الأقل إنهم سيصوّتون لصالح مساءلته للمرة الثانية في ولايته، في حدث لم يسبق أن تعرض له رئيس أميركي. وقالت النائبة ليز تشيني، التي تتولى ثالث أعلى منصب جمهوري بمجلس النواب إن ترامب "جمع هذا الحشد… وأشعل هذا الهجوم" على مبنى الكونغرس يوم السادس من الشهر الجاري. وأضافت ليز تشيني -وهي ابنة ديك تشيني النائب الجمهوري السابق للرئيس جورج دبليو بوش- في بيان "سأصوت لمساءلة الرئيس". كما قال 3 نواب جمهوريين آخرين هم جون كاتكو وآدم كينزنغر وفريد أبتون، إنهم سيصوتون لصالح المساءلة، ولم يحث زعماء الجمهوريين في المجلس نوابهم على التصويت ضد عزل ترامب.

ميتش ماكونيل

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) إن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أبلغ مساعديه بأن ترامب ارتكب مخالفات تستدعي المحاكمة بهدف عزله. وأضافت الصحيفة أن ماكونيل يعتقد أن إجراءات المحاكمة ستسهّل إخراج ترامب من الحزب الجمهوري، وقالت إن ماكونيل أعرب لمساعديه عن ارتياحه لمضي الديمقراطيين قدما في إجراءات المحاكمة. كما نقلت الصحيفة عن مصادر أن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي سأل زملاءه عما إذا كان عليه أن يطلب من ترامب الاستقالة بعد أحداث الكونغرس. وفي سياق متصل، دعا رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب آدم سميث نائب الرئيس الأميركي إلى العمل بموجب قرار المجلس، والبدء فورا بإجراءات عزل ترامب، وأضاف سميث أن ترامب لا يزال يثبت حتى الآن، أنه يمثل تهديدا للبلاد، ويجب إقالته فورا.


رفض بنس

وقد استبق مايك بنس جلسة التصويت في مجلس النواب برسالة بعث بها إلى رئيسة مجلس النواب بيلوسي في وقت سابق يقول فيها إنه لن يقوم بتفعيل التعديل الدستوري الخاص بإقالة الرئيس. وقال بنس في رسالته لبيلوسي أيضا، إنه لا يعتقد أن تفعيل التعديل الـ25 لإقالة ترامب يصب في مصلحة البلاد أو يتماشى مع الدستور الأميركي، وأضاف نائب ترامب أن تفعيل التعديل الدستوري ليس وسيلة للعقاب، بل سيؤدي إلى إرساء سابقة مروعة، حسب وصفه. وأشار في رسالته إلى أنه لم يذعن لضغوط الأسبوع الماضي لممارسة سلطات خارج صلاحياته الدستورية، ولذلك فإنه لن يذعن الآن للمشرّعين لممارسة ألعاب سياسية، على حد تعبيره. وحثّ نائب الرئيس الأميركي رئيسة مجلس النواب، وبقية المشرعين على تفادي خطوات من شأنها المساهمة في مزيد من الانقسام.

تصريح ترامب

من جهة أخرى، قال الرئيس ترامب إن التعديل الـ25 لا يُشكل أي خطر عليه، وإن "ما يجري من مساعٍ لمحاكمته في الكونغرس سيكون عارا على جو بايدن، وإدارته"، وأضاف، خلال كلمة في ولاية تكساس، أنه ليس قلقا مما سماها مكيدة المحاكمة التي قد تُحدث انقسامات كبيرة من شأنها تشكيل خطر كبير على الولايات المتحدة في هذه الأوقات الحرجة.

5 سيناريوهات متوقعة للفوضى يوم تنصيب بايدن.. هل يتكرر مشهد الكونغرس؟

لا يبدو أن مشهد اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للكونغرس هو آخر أعمال العنف المتوقعة. وعلى الرغم من أن ما حدث يومها طُبع في ذاكرة الأميركيين كمشهد لم تعتد عليه الولايات المتحدة البتة، فإن الكثير من التقارير تشير إلى أن هذا المشهد قد لا يكون الأخير في ظل التهديدات التي تم الكشف عنها في الأيام الماضية. فقد أصدر العديد من الجهات الأمنية والاستخباراتية الأميركية تقارير عن مخططات لمجموعات مسلحة، تنوي تنفيذ هجمات على مؤسسات ومبان حكومية قبل يوم التنصيب وخلاله، يصل بعضها إلى عمليات اغتيال مسؤولين. في هذا التقرير نرصد أهم هذه المخططات:

سيناريو (1): استهداف مسؤولين حكوميين وصناعة قنابل وأسلحة كشفت شبكة "إن بي سي" (NBC) الأميركية أن جماعات يمينية متطرفة تدعو لاستهداف مسؤولين حكوميين يوم تنصيب بايدن، مشيرة إلى أن هذه الجماعات تستخدم رسائل مشفرة وغرف محادثة سرية للتنسيق فيما بينها. نقلت الشبكة عن رئيس دائرة البحث لدى مركز الأبحاث الدفاعية كريس سامبسون، قوله إن فريقه يتابع هذه الرسائل وقد تم إخطار مكتب التحقيقات الفدرالي بشأنها. إقبال المتطرفين على تطبيق تلغرام ارتفع في ضوء التضييق عليهم في تويتر وغيره من المنصات بعد أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني، وقد شارك عدد من هؤلاء معلومات حول كيفية صناعة قنابل وأسلحة يدوية. نشر هؤلاء دليلا خاصا بالجيش الأميركي، ونصائح بشأن إطلاق النار على السياسيين والتحريض على القتال.

سيناريو (2): خطف وقتل ألقي القبض مؤخرا على الرجلين اللذين تم تصويرهما في دهاليز مبنى مجلس الشيوخ وهما يحملان أربطة بلاستيكية من نوع "سيرفلكس" (serflex)، وهما: إيريك مانتشيل (30 عاما) ولاري بروك (53 عاما). قالت مجلة نيويوركر إنهما من قدامى المحاربين في سلاح الجو، ويتساءل المحققون عن نواياهما بشأن تلك الأربطة، وإن كانا يعتزمان مثلا احتجاز مسؤولين في الكونغرس رهائن، أو حتى قتلهم. الرجلان كانا مجهزين بشكل كبير، إذ كان مانتشيل يرتدي بنطالا وسترة عسكرية مموهة، تعلوها سترة واقية، كما كان يرتدي داخل مبنى الكابيتول قناعا أسود لا يكشف سوى عينيه، أما بروك فكان يرتدي خوذة عسكرية أثناء الاقتحام. عثر لدى لوني كوفمان (70 عاما) الذي ما فتئ منذ عام 2014 يدعو للعنف في الشبكات الاجتماعية عبر مجموعة "وطنيون من أجل أميركا"، على بندقية هجومية ومسدسين و11 عبوة من زجاجات المولوتوف. خلص مكتب الأسلحة النارية والمتفجرات (ATF) إلى أن هذا المزيج المحلي الصنع، كان من الممكن أن يكون له تأثير النابالم، حيث يلتصق بالأشياء والجلد عند الاشتعال.

سيناريو (3): استهداف خاص لنانسي بيلوسي أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه أوقف في العاصمة الأميركية واشنطن، رجلا من ولاية جورجيا على خلفية مزاعم بتهديده بقتل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. بحسب مذكرة التوقيف التي نشرتها محطة "سي بي إس" (CBS)، فإن الرجل يدعى كليفلاند ميريديث، وهو متهم بإرسال رسائل نصية إلى أفراد عائلته وأصدقائه يخبرهم فيها عن نيته بإلحاق الأذى ببيلوسي، وبأنه كان أحضر معه سلاحا وذخائر إلى واشنطن. وفي إحدى الرسائل التي حصل عليها مكتب إف بي آي (FBI)، يقول ميريديث إنه سيضع رصاصة في رأس بيلوسي.

سيناريو (4): محاصرة الكونغرس والبيت الأبيض أفاد موقع هافنغتون بوست (Huffington Post) أن شرطة الكونغرس حذرت مشرعين ديمقراطيين من 3 مخططات لمظاهرات ضخمة محتملة خلال الأيام المقبلة، بينما يجري التحضير لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأسبوع المقبل. يتضمن أحد المخططات محاصرة مباني الكونغرس والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ومن ثم منع الديمقراطيين من دخول الكونغرس، وربما اغتيالهم، من أجل أن يسيطر الجمهوريون على الحكومة. أبلغت الشرطة النواب الديمقراطيين -في مكالمة خاصة مساء الاثنين- أنها تراقب هذه المخططات التي قد تشكل تهديدا لأعضاء الكونغرس. وفق المعلومات التي نشرتها "إيه بي سي" (ABC) نقلا عن نشرة لمكتب التحقيقات الفدرالي، فإن هذه المجموعة تخطط للتوجه إلى واشنطن السبت المقبل، وتخطط لتنظيم احتجاجات مسلحة، اعتبارا من السبت أمام مقار المجالس التشريعية في الولايات الخمسين، وحتى يوم التنصيب.

سيناريو (5): ذخيرة مخبأة في الفنادق

بحسب صحيفة ليبراسون (Liberation) الفرنسية، فإن فريق الكوماندوز الذي اقتحم مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، لم يقم بالرحلة إلى واشنطن خالي الوفاض، بل عثر بحوزة عناصره على بنادق هجومية ومسدسات وذخيرة في غرف الفنادق التي ينزلون فيها. تظهر الاعتقالات ولوائح الاتهام الأولى التي وجهت لهؤلاء المتعصبين مدى استعدادهم لتنفيذ مخططاتهم، مما يبعث على التساؤل عن أهدافهم من اختراق مبنى الكابيتول وكذلك تعطشهم للعنف. توضح ملامح هؤلاء المهاجمين الأيديولوجيات المختلفة التي ينتمي لها أنصار دونالد ترامب، والتي تتراوح بين الإيمان بالمؤامرة وتفوق البيض وتبجيل الحرية الأميركية.

ماذا ستفعل الشرطة؟ يؤكد مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة أنهم لن يسمحوا بتكرار ما حدث في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، عندما اقتحم الآلاف من أنصار ترامب مبنى الكونغرس أثناء تصويت الكونغرس على نتيجة انتخابات الرئاسة الصادرة عن المجمع الانتخابي الأميركي. قال تشاد وولف، القائم بأعمال وزير الداخلية الأميركي إنه أصدر تعليماته للخدمة السرية الأميركية لبدء عمليات خاصة يوم الأربعاء المقبل لمراسم تنصيب بايدن، وهو ما يأتي قبل 6 أيام من هذا الحدث المهم. أشار الوزير الأميركي إلى أن إصدار هذه التعليمات بالتحرك المبكر يأتي "في ضوء الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي والتطورات التي تظهر في المشهد الأمني". قال مسؤولون إن حوالي 15 ألف فرد من قوات الحرس الوطني قد يوجدون في الموقع لتأمين حفل التنصيب الرئاسي.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,