سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


في فوضى الشاشات المضيئة كتبٌ تعيد الفراغ الى حجمه الطبيعي و تعيدنا الى انفسنا

هي رفوف من تاريخ ، ليس خشب فحسب، إنما حكايات مرتبة ، لا تكاد عينيك تحط على عنوان عالمي ليلفتك لاخر .


مَكتبةٌ من عُمر الاربعينات ،بدأَها الجدُّ يوسف كرديّة حيثُ كان حلاقا ، و قارئا نَهِماً. انطلقَ من مكتبةٍ لبيع الجرائد في مدينة جبلة . وفي بداية السبعينات انتقل إلى مدينة اللاذقية، ليفتَتح مكتبة العنّابة كأول فرع في اللاذقية، بعد عشرة سنوات تم فتح الفرع الثاني الكائن في شارع هنانو مقابل البلدية القديمة وكانت أكبر مكتبة في الساحل السوري في حينها. ستُدَلّ عليها ما إن تسأل عنها ، و بضعُ دَرجات نحوَها لن تضيعك ف رائحة الورق و العناوين الغنية ستلفتك ما ان كنت مُهتما.


عُمرها حتى الآن 80 سنة و يعود اساسُ اسمها نسبة للعائلة /عائلة كردية /. تفاصيل كثيرة للحديث ، كان أحدَها عن مصادر الكتب حيث روى لنا الوليد كردية انها كانت تُجلب بسهولة في سنوات مضت من لبنان ومصر وكما تأثر كل شيء بجائحة الكوفيد_19 ، كان للكُتب نصيب ايضا .


فالحدود لم تشمل المسافرين فقط بل الورق والحكايات معها ! هي مكتبة عتيقة ، على ضيق مساحتها الا انها تتسعُ للكثير من الاعمال الكبيرة ، و هي المكان الوحيد الذي لا بطاقة ذكية فيه سوى اهتماماتك ولا فيزا حدودية سوى فضاء مخيلتك. أما عن اسعار الكتب : "لدينا دور نشر تقدم الكتب حصرا لمكتبة كردية وب اسعار خاصة للسوق السورية . بالنهاية المعرفة ليست بالمجان و كل كتاب وصل الى هنا فهو مجهود كاتب و مترجم و عمال طباعة و الى ما هنالك، وعندما تقتني كتاب ف انت تضع في مكتبتك علم مستدام ليس ليوم واثنان ، تبقى بعض الكتب ثمينة لمحتواها و ليست الفكرة تجارية فحسب ،و نحن نراعي ذلك قدر الإمكان من خلال العروض من فترة لأخرى " ، قال الوليد .


لا شك ان للتجربة في الحياة دورها في صقل شخصية الانسان ،لكن القراءة تجربة منمقة و تجوال في عقول الكُتّاب والرّوائيون وانت من تختار خوض التجارب باطلاع وثقافة او غير ذلك . علوم الحياة كثيرة والاناء ينضح بما فيه ، فما ضرّنا إن كنا ذو معارف لا تنتهي و تروي في ثقافاتنا الأممُ . وكلُنا نعلم أن : " لا خوفَ على أمةٍ تقرأ "

زبيدة سلمان,