سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


في عيد ست الحبايب حاضرة دوام العمر ما رحل منه ومابقي


زائر أوفدوه بهذا اليوم ليطرق قلوبنا يوم بكل عام، وكأنهم لايعلمون أن الأم دنيا لها الأعياد بكل الأيام. إن سألت أحدهم عن أطيب الأكل يقول لقمة الزيت والزعتر المنسية في جوف حقيبة المدرسة ألذ ماتذوقت بهذا العمر، فكيف يجود حرفي وإن استحضرت كل الكلمات الجميلة الطاغية المعاني، أن أوظفها للوصف. ليت الأقلام تسعفني ويهب غوغل لنجدتي ليتوقف رجف العبارات حين أرتب عبارات الترحيب بها في سطوري ومابينها. فالأم صباحات يكللها الأمل وبشائر تتنشقها الأنفس كيفما أتت اللحظات  برياح ألم وأحزان، أو فرح وأمان. معها نقول للحياة أهلا وتغيب العثرات مع إشراقة وجهها لتتجدد الأحلام وكأنها لم تندثر أو تزهقها الخيبات. أنفاسها صوت البيت الدافئ يحتضن كل ركن من حياتنا رعاية وتربية وعلم وكل جزء تغدو به وينقضي لها فيه روح تصحبنا بحب إلى الأمام. وكما قال جبران كل البيوت مظلمة، إلى أن تستيقظ الأم. وماحال بيوتنا إلا حالها بكل زمان ومكان. إن أردت أن تصف الأم فاسأل عنها بعيون من فقدها وإن أردت أن تحيط بقيمتها فلتذهب لبيوت فقدتها وعين الرائي أكبر من كل وصف. هي أول حلم للأنثى، و غريزة يكبر معها الحلم وينمو بعقلها ليقاوم قسوة الحياة كيفما أتت بالعسير، وهذا حال أم الشهيد في وطني وحال الإبنة الفاقدة للأب والأخ، الأم هي العطاء جملة وتفصيلا. عذراً أمي لم أرحب بعيدك كما اعتاد النظم التقليدي للاحتفال، فدورة الأيام لدي هي ثانية لاتبرح مكانها وباقات تهاني تحملها لك الزفرات بكل الثواني. وعيدك اليوم سأتحدث عنه تحت سماء وطني، سأتسلل بعيداً من هنا، وأعود لأحمل الآن ريشة رسم الحال، ف تعالي يا أمي لأخبرك كيف نحيا بين الهموم والوضع الصعب وابتسامة الرضا تعلو شفاهنا، وكيفما جرفتنا المعيشة بخيرها وشرها لا نجيد إلا لفظ الحمد، ويدنا تمسك بالأمل المغروس بنا منذ الصغر والسعي الدائم فالقادم أجمل.. نعم ياأمي بيوتنا يغمرها سحر الأم المفعم بالخير، الحاضر بكل عثراتنا، والماضي بكل روعته. أم بحجم العالم بكل تطوراته وانجازاته، أم اسمها عنوان لكل خير، فمع كل نجاح إهداء لفضلها، ومع كل انتصار زغرودة بدمعها تزف به شهيدها شهيد البطولات، ومع الأمن والسلام تقول القلوب لها سلمت يد رعت وأعطت، وغدت أم الصبر والاحتساب. ومع كل ألم يمضي وكل يوم ننفض فيه غبارا وسقما نردد ونشهد أنك الخير بكل مراحل العمر. أم الجنود البواسل وأم الشعب الصامد لسنوات..  كل هذا ولهذا تحتاج الأيام أضعافها لتحتفل بها، فهي عيد لكل الأيام ولا يوم يتحدد لمن تصنع الحياة. ببساطة الواقع فيها وبالوطن نحيا الأمان .. الأم والوطن توأمان، ولا انصاف في وصفهما وإن وصفنا فلا عدل سنجني مهما رسمنا لهما وأجدنا بالكلام. دمعة فرح وحزن يا أمي تخبرك عني.. أسرع لألقاك لأحكي الشوق أغنيات بأصوات كل البشر لأخبرك أن العمر لحظات عاثوا فيها وغمروها بالشرر لأخبرك أن الأسواق مزدحمة بالفقر والشوارع بالحفر عيوننا تشتري ماعجزت عنه جيوبنا ونكتفي بالنظر لعيدك هذا العام نكهة غريبة طعمها الحنين بالمختصر يالروعة يومك هذا فيه الفرح والخير بحضورك حضر  .

بقلم : مؤمنة علي ياسر,