سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


محادثات فيينا.. طهران ترى تفاهما جديدا رغم الخلافات مع إشارات إيجابية وتقدم بطيء وواشنطن تطلب من إسرائيل الكف عن الثرثرة رغم قلقها


أكد كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية المنعقدة في فيينا عباس عراقجي أن تفاهما بدأ يظهر في المفاوضات رغم استمرار وجود "خلافات شديدة"، وهو ما أكده ممثل روسيا بأن هناك "ارتياحا" لدى المشاركين. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن عراقجي قوله "يبدو أن تفاهما جديدا بدأ يظهر، وثمة تفاهم بين الطرفين بشأن الهدف النهائي ، لكن الطريق ليس سهلا، وهناك بعض الخلافات الشديدة".

وقال عراقجي "وصلنا لمرحلة تسمح بتدوين نص جديد يشمل رفع العقوبات والخطوات النووية". من جانبه، قال الممثل الروسي في المفاوضات إن المشاركين في اجتماع اللجنة المشتركة أعربوا عن ارتياحهم للتقدم الذي تحقق، وهو ما أكده ممثل الخارجية الأوروبية في المفاوضات، الذي قال إن المحادثات حققت تقدما في مهمة ليست يسيرة. بدوره، قال المبعوث الصيني إلى المفاوضات إن الأطراف المشاركة اتفقت على الخوض في عمل أكثر موضوعية بشأن رفع العقوبات. وأضاف مبعوث الصين وانغ تشون -بعد اجتماع بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015- أن المحادثات ستتواصل. وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أعلن أن إيران حصلت على أول إنتاج من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة نطنز النووية، وقال إنها تنتج 9 غرامات كل ساعة.

تقدم بطيء

وأوضح المسؤول الروسي -في تغريدة- أن محادثات فيينا تحقق تقدما بطيئا، ولكنه منتظم، وهو ما دفع الأطراف إلى اتخاذ قرار دعوة اللجنة المشتركة للانعقاد. وقالت مصادر مقربة من المفاوضات إن الأطراف المشاركة ستحدد في هذه الجلسة طريقة التفاوض في المرحلة المقبلة. من جانبها، أكدت الخارجية الإيرانية انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة اليوم ومشاركة الوفد الإيراني فيه؛ لبحث نتائج اجتماعات اللجان التقنية وكيفية استمرار المفاوضات. وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قد أعلن أن إيران حصلت على أول إنتاج من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في منشأة نطنز النووية، وقال إنها تنتج 9 غرامات كل ساعة. وتتزامن الخطوة مع اجتماعات فيينا بين إيران والدول الكبرى الهادفة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

خطوة "استفزازية"

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن إعلان إيران بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% "خطوة استفزازية" تأخذها واشنطن على محمل الجد، ويجب أن تكون دول 5+1 متحدة في رفض ذلك.

إشارات إيجابية

وقال مراسلنا من فيينا، إن اجتماع اليوم سيضع جدول أعمال لسير هذه المفاوضات على وقع التقدم الحاصل في المفاوضات التقنية، وفقا لتصريحات المسؤول الروسي. وأضاف أن المعنيين ينظرون لاجتماع اليوم على أنه إشارة إيجابية، وأن تمكن الأطراف من مواصلة الاجتماعات وعدم المغادرة، وصولا إلى الحديث عن تقدم ولو بطيء في المفاوضات؛ يعني أن هناك شيئا ما يختمر، وأن الإعلان الإيراني الأخير بشأن رفع نسبة التخصيب لم يدفع الأطراف الأخرى إلى الباب المسدود. وذكر المراسل -نقلا عن مصادر- أن إيران أبدت مرونة دبلوماسية في اجتماعات البارحة.

وأضافت ساكي -في مؤتمر صحفي- أن هناك محادثات غير مباشرة جارية في فيينا، وكانت بدأت الأسبوع الماضي، ونتوقع أن تكون هذه المحادثات صعبة وطويلة، ولكننا ما زلنا نعتقد أنها تمثل خطوة إلى الأمام، مشيرة إلى أن الإعلان الإيراني يشكك في جدية طهران في المحادثات غير المباشرة الجارية حاليا في فيينا. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس الجمعة إن خطة إيران لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60% لا تفيد، لكنه أعرب عن سعادته بانخراط طهران في المحادثات غير المباشرة بشأن العودة للاتفاق النووي. كما قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة إن محادثات فيينا الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني ستستمر بضعة أيام، وتعقبها فترة توقف حتى يتسنى للمسؤولين الإيرانيين والأميركيين العودة إلى بلادهم للتشاور. ويرأس الاتحاد الأوروبي الاجتماعات التي تعقد في فيينا بين الأطراف المتبقية في الاتفاق، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ويقيم وفد الولايات المتحدة -التي انسحبت من الاتفاق في فترة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب- في فندق قريب، مع رفض إيران إجراء محادثات مباشرة.

ثرثرة إسرائيلية وقلق

قلق في تل أبيب من سرعة التطور الإيراني وامتلاك القدرة لإنتاج قنبلة نووية، الصدى الأول للإعلان الإيراني عن إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60% تردد في "إسرائيل"، فهناك النقاشات تعبر عن قلق كبير تجاه السرعة لدى العلماء الإيرانيين في الوصول إلى نسب تخصيب عالية، ما يعني اختصار الزمن لإنتاج قنبلة نووية بحسب الاسرائيليين. وتعيش "إسرائيل" صراعات سياسية داخلية صعبة، وتشهد سجالات حادة حول استغلال نتنياهو الملف الإيراني لحسابات داخلية وشخصية، فوجدت نفسها في معضلة استراتيجية، فكل محاولاتها لضرب البرنامج النووي الإيراني باءت بالفشل. يضاف إلى ذلك، تحذيرات جدية من داخل "إسرائيل" من خطورة المغامرة بحرب السفن والناقلات البحرية مع إيران، حيث يؤكد الخبراء العسكريون الإسرائيليون أنها حرب خطرة وشبه خاسرة لـ"إسرائيل". في هذه الأثناء، قالت "القناة 12" الإسرائيلية إن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بالكف عن الثرثرة والتباهي بعملياتها ضد إيران. وأضافت القناة أن الإدارة الأميركية بعثت برسالة إلى القيادة الإٍسرائيلية أوضحت فيها خطورة الثرثرة في هذا الشأن، وإنها تضر بالولايات المتحدة في المفاوضات. وأوضحت القناة الإسرائيلية أن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أعربت عن قلقها من التسريبات والتصريحات الإٍسرائيلية الأخيرة بهذا الخصوص. وتساءلت القناة عما إذا كان الهدف من وراء هذه التسريبات هو التأثير على واشنطن في مباحثات فيينا، أم إن نتنياهو يستخدمها كورقة داخلية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,