سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


200 نقطة اشتباك.. 10 شهداء و500 مصاب في صدامات عنيفة بالضفة والاحتلال يقمع المحتجين بالرصاص الحي


استشهد 10 فلسطينيين وأصيب مئات آخرون اليوم الجمعة في صدامات عنيفة متواصلة بالضفة الغربية بين محتجين خرجوا نصرة للقدس المحتلة وغزة وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتزامن اعتدت قوات الاحتلال على متظاهرين في حي الشيخ جراح بالقدس. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 10 بعد استشهاد شاب رابع في المواجهات المستمرة في محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية.

ويتوزع الشهداء كالتالي؛ 4 شهداء في نابلس، وشهيدان في سلفيت، وشهيد واحد في كل من الخليل وأريحا ورام الله وجنين. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أيضا بإصابة أكثر من 500 فلسطيني، حالة 17 منهم خطيرة، مشيرة إلى أن معظم الإصابات كانت بالرصاص الحي. وأول من استشهد اليوم شاب تعرض لإطلاق النار عند مستوطنة قرب رام الله، وذلك بعد زعم الاحتلال أنه حاول طعن جندي. وشملت المواجهات مناطق واسعة في الضفة الغربية من جنوبها إلى شمالها، بينها رام الله والبيرة وبيت لحم والخليل وجنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية وسلفيت، واستخدم خلالها جيش الاحتلال الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المدمع، بينما رشق المتظاهرون جنود الاحتلال بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات سيارات فارغة.
وقد اندلعت المواجهات بعدما خرجت مسيرات عقب صلاة الجمعة للتنديد بممارسات الاحتلال في القدس وغزة. وتوسعت رقعة الصدامات في الضفة الغربية في وقت دعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأهالي الضفة إلى تصعيد المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان "يا أبطال الضفة وأحرارها بوركت سواعدكم وتحية لثورتكم، ولتشعلوا الأرض لهيبا تحت أقدام الاحتلال". وكانت فصائل فلسطينية قد وجهت دعوات للمشاركة في مسيرات عند نقاط الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية في مواقع متفرقة من الضفة.

مواجهات مستمرة وقمع بالرصاص الحي

ولا تزال المواجهات مستمرة حتى عصر اليوم في عدد من المحاور وعند الحواجز العسكرية للاحتلال بالضفة وعند الجدار الفاصل، حيث سجلت أعنف المواجهات حتى الآن في مدن الخليل وجنين ورام الله للتعبير عن الغضب الشعبي إزاء الممارسات الإسرائيلية. وقال مراسلنا نقلا عن مصادر طبية- إن هناك 25 إصابة بالرصاص الحي بالمواجهات المستمرة جنوب نابلس، بما في ذلك إصابات عند حاجز حوارة العسكري. وأضافت المراسلة أن الاحتلال يستخدم الرصاص الحي بكثافة مستهدفا الأطراف العلوية للمتظاهرين، مما أسفر عن عشرات الإصابات الخطيرة في مختلف مناطق الاشتباكات بالضفة الغربية. وتابعت أن قوات الاحتلال أغلقت كل مداخل محافظة نابلس، مشيرة إلى تواجد مكثف لقوات الاحتلال على محاور المواجهات في الضفة الغربية. وقال مراسلنا إن هناك أكثر من 200 نقطة اشتباك في الضفة الغربية، مشيرة إلى هذا الأمر لم يحدث منذ الانتفاضة. وفيما يتعلق أيضا بمواجهات نابلس، ذكر مراسلنا أن الهلال الأحمر الفلسطيني ناشد الأطقم الطبية في المدينة التوجه لمناطق المواجهات لإسعاف الجرحى. وعند حاجز بيل إيل العسكري قرب رام الله، استخدمت القوات الإسرائيلية طائرة مسيرة لإطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين لتفريقهم، وقال مراسلنا إنه تم تسجيل إصابات عدة في هذه المنطقة. ومنذ الاثنين الماضي، استشهد 12 فلسطينيا في الضفة الغربية وأصيب المئات بجراح في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. في السياق، أورد مراسلنا في رام الله سمير أبو شمالة أنه سُجلت العديد من اعتداءات المستوطنين بالساعات الماضية بحق سيارات الفلسطينيين في الشوارع الرئيسية بين المدن والقرى بالضفة.

الشيخ جراح والمسجد الأقصى

وفي القدس المحتلة، أفاد مراسلنا بأن قوات الاحتلال تدخلت عصر اليوم لتفريق عشرات المتظاهرين من اليسار الإسرائيلي في حي الشيخ جراح، الذي كان شرارة التصعيد الحالي بسبب اعتزام سلطات الاحتلال إجلاء أسر فلسطينية منه وإحلال مستوطنين في منازلها. وأضافت المراسلة أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب وقنابل الصوت على المتظاهرين الذين تظاهروا تعبيرا عن تضامنهم مع سكان الحي. وتابعت أن مستوطنين أطقلوا الرصاص الحي على الفلسطينيين في الجهة الأخرى من حي الشيخ جراح. من ناحية أخرى، تظاهر مئات الفلسطينيين في وقفة تضامن مع قطاع غزة داخل المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، وقد سجل على غير العادة تخفيف قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية في محيط الحرم القدسي، وذكرت وكالة الأناضول أن احتكاكات وقعت قبل صلاة الجمعة عند بعض أبواب الحرم، ولكنها لم تتحول إلى مواجهات. ووجه المشاركون بالوقفة التضامنية في الأقصى تحية لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورددوا عبارات من قبيل "بالروح بالدم نفديك يا أقصى". وكان خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري قد دعا في خطبة الجمعة الاحتلال لرفع يده عن الأقصى بعدما انتهك حرمته مرات عديدة خلال شهر رمضان الكريم، وأضاف أن اقتحامات الاحتلال للمسجد الأقصى "غير مسبوقة منذ العام 1967″، وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل القدس الشرقية. ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الضفة الغربية والقدس جراء اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح، ولا سيما مساعي إسرائيل لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,