سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


رسالة ردع واضحة لا لبس فيها ..سورية ترفض تلقي الرسالة وترد باستهداف قاعدة عسكرية لقوات الأمريكي بالصواريخ في بريف دير الزور

نشرت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية مقالا يشكك كاتبه في جدوى الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأحد الماضي على منشآت في العراق وسوريا القوات موالية لإيران. وقال الكاتب الصحفي دانيال ديبتريس في مقاله بالمجلة إن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر بشن ضربات جوية محدودة ضد 3 منشآت منفصلة في سوريا والعراق، في خطوة تأمل وزارة الدفاع الأميركية أن توصل "رسالة ردع واضحة لا لبس فيها" للقوات في البلدين.


ولكن تلك القوات -والكلام ما زال للكاتب- لم تتلق الرسالة، إذ أقدمت على استهداف القوات الأميركية بالصواريخ شرقي سوريا بعد ساعات معدودة من الضربات الأميركية.

وتعرضت قاعدة عسكرية للاحتلال الأمريكي لهجوم بالقذائف الصاروخية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي. وذكرت مصادر أهلية لمراسلنا أن رشقات من القذائف الصاروخية استهدفت مساء اليوم قاعدة عسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي في حقل العمر النفطي بالريف الشرقي. وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي أغلقت المنطقة التي تعرضت للهجوم ولم يعرف فيما إذا خلف إصابات أو قتلى في صفوف قوات الاحتلال وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال في أجواء المنطقة. وأقامت قوات الاحتلال الأمريكي قواعد لقواتها المحتلة في عدة مناطق في الجزيرة السورية ولا سيما في الحقول النفطية لسرقتها ونهبها مع مرتزقتها في ميليشيا قسد التي ترتكب جرائم الخطف والقتل بحق المواطنين.

عمل مخالف للدستور

ورأى ديبتريس، الذي يعمل أيضا باحثا في مؤسسة أبحاث أولويات الدفاع الأميركية، أن تنفيذ تلك الضربات الجوية من دون إذن الكونغرس قد يكون مخالفا للدستور الأميركي الذي يمنح الرئيس الحق في استخدام القوة العسكرية من دون الرجوع للكونغرس في ظروف استثنائية، من ضمنها الدفاع عن النفس عندما تكون القوات الأميركية تتعرض لنيران معادية. وقال إن هناك سؤالا مشروعا عما إذا كان بالإمكان اعتبار تلك الضربات دفاعا عن النفس كما ادعت إدارة بايدن، ورجح أن يكون الهدف منها هو ردع الهجمات الصاروخية المستقبلية وهجمات الطائرات المسيرة، التي تشن على المواقع العسكرية الأميركية في العراق، لكن ذلك لا يدخل ضمن سلطات الحرب التي يمنحها الدستور للرئيس من دون الرجوع للكونغرس. وأشار إلى أن بعض حلفاء الإدارة الأميركية الجديدة في الكونغرس يعترضون على تفسير بايدن لسلطاته الحربية لأسباب وجيهة، حيث إن إدارات عديدة تخلت عن الرجوع إلى الكونغرس -في حقبة ما بعد الحرب الباردة- في القضايا الحيوية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

فوضى

وقال الكاتب الأميركي إن الضربات العسكرية الأخيرة التي أمر بها بايدن تميط اللثام عن جانب من الفوضى الساخنة التي يطلق عليها "سياسة واشنطن في الشرق الأوسط". وأشار إلى أن هناك نحو 50 ألف جندي أميركي في قواعد عسكرية مختلفة بالخليج العربي، وهو عدد أقل مما كانت عليه القوات في نهاية عهد الرئيس السابق دونالد ترامب؛ حيث كان تعدادها نحو 80 ألف جندي، لكن ذلك العدد لا يزال أكثر مما هو مطلوب لحماية المصالح الأميركية في المنطقة، التي تتمثل في مكافحة الإرهاب والحيلولة دون توقف إمدادات نفط المنطقة نحو العالم. ورأى أن مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية تعتقد أن لديها إطارًا واضحًا وموجزًا ​​وذكيًا تحقق الولايات المتحدة من خلاله أهدافها في المنطقة، غير أن الحقيقة هي أن الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يمليه الجمود والعادات والتفكير القديم بدل الفهم الواضح لمصالح الولايات المتحدة. واختتم الكاتب المقال بقوله إن وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط ما زال حبيس مبدأ كارتر، وهي سياسة تعود لحقبة الحرب الباردة، وُضعت في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، وتهدف إلى منع منافسي الولايات المتحدة، وتحديدا الاتحاد السوفياتي آنذاك، من السيطرة على الخليج العربي وموارده النفطية.

رئيس التحرير : أيمن لبابيدي ,