من المعروف أن العديد من الحيوانات تستخدم الأدوات، لكن طائرا يدعى "بروس" قد يكون أبرز مخترع غير بشري للأدوات ذكاء على الإطلاق، إنه ببغاء معاق صمم وأصبح يستخدم منقارا صناعيا خاصا به. وذكر الكاتب نيكولاس باكالار في نيويورك تايمز (The New York Times) أن باحثين قالوا إن هذا الببغاء من نوع "كيا" من نيوزيلندا، ويبدو أن تصنيعه أداة لمساعدته على تنظيف ريشه فريد من نوعه.

ويضيف أن بروس هو نوع من أنواع الببغاء موجود فقط في نيوزيلندا، يبلغ من العمر حوالي 9 سنوات، وعندما وجده باحثو الحياة البرية عندما كان طفلا كان قد فقد منقاره العلوي، ربما لأنه وقع في فخ مصنوع للفئران وغيرها من الثدييات التي تهاجم المزارع، والتي كانت البلاد تحاول القضاء عليها، هذه إعاقة شديدة، حيث تستخدم ببغاوات الكيا مناقيرها العلوية الطويلة والمنحنية بشكل كبير لتنظيف ريشها من الطفيليات وإزالة الأوساخ. لكن بروس وجد حلا، لقد علم نفسه أن يلتقط حصى من الحجم المناسب تماما، ويمسكها بين لسانه ومنقاره السفلي، ويمشط ريشه بطرف الحجر، وإذا كانت الحيوانات الأخرى تستخدم الأدوات إلا أن اختراع بروس طرفه الصناعي فريد من نوعه.

ونشر الباحثون نتائجهم في مجلة ساينتفيك ريبورتس (Scientific Reports)، وقالت أماليا ب. م. باستوس الباحثة في الإدراك الحيواني بجامعة أوكلاند والمؤلفة الرئيسية للدراسة "رأينا أنه يسقط الحصاة ويذهب ليلتقطها مرة أخرى عندما يريدها، وعندما لا يكون بحاجة لتنظيف ريشه لا يذهب لالتقاط الحصى". وأشادت دوروثي إم فراغازي الأستاذة الفخرية لعلم النفس في جامعة جورجيان بالدراسة باعتبارها نموذجا لكيفية دراسة استخدام الأدوات عند الحيوانات. وقالت "تسمح التحليلات الدقيقة للسلوك في هذا التقرير باستنتاجات قوية مفادها أن السلوك مرن ومدروس واكتشاف مستقل من قبل هذا الحيوان". ويشير الكاتب إلى أن ببغاء الكيا بشكل عام ذكي، لكن باستوس قالت إن بروس كان أكثر ذكاء من الطيور الأخرى، ومن السهل جدا تدريبه على مهام معقدة إلى حد ما، بالإضافة إلى تطوير أفكاره الخاصة. وأضافت باستوس أنها تُسأل أحيانا عن سبب عدم تزويد بروس بمنقار صناعي، فتجيب "إنه لا يحتاج إلى واحدة، إنه بخير مع ما عنده".