لماذا اختار بوتين ميشوستين لرئاسة الحكومة الروسية؟
صادق مجلس النواب الروسي اليوم بأغلبية الأصوات، مانحا الثقة لميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة خلفا لدميتري مدفيديف، الذي قدم استقالة حكومته للرئيس فلاديمير بوتين الليلة الماضية.
وقررت حكومة مدفيديف تقديم استقالتها، في أعقاب طرح الرئيس الروسي في رسالته السنوية اقتراحات لإدخال تعديلات على الدستور من شأنها أن تؤدي إلى تغييرات هامة في التوازن بين فروع السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. وبعد استقالة حكومة مدفيديف رشح الرئيس الروسي ميشوستين رئيسا للحكومة ليقود عملية تغيير هيكلية تطال الاقتصاد الروسي، دعا إليها بوتين خلال رسالته.
فمن هو ميشوستين؟ - ولد في العاصمة موسكو في 3 مارس 1966 - حائز في 2003 على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من أكاديمية بليخانوف للعلوم الاقتصادية في موسكو - منذ 6 أبريل 2010 شغل منصب رئيس هيئة الضرائب الفدرالية الروسية - في عهده تم إدخال نظام الحوكمة الإلكترونية في هيئة الضرائب الروسية ما أزال عبئ الإجراءات البيروقراطية عن المواطن - نتيجة عمل هيئة الضرائب برئاسة ميشوستين، بلغت إيرادات الحكومة الروسية في 2018 من الضرائب 21.3 تريليون روبل (نحو 346 مليار دولار) وهو ما يزيد عن 2010 بنحو 2.76 مرة - ميشوستين كان بين 2011 و2018 عضوا في المجلس الاستشاري للرئيس الروسي لشؤون تطوير السوق المالية الروسية - عضو في المجلس العلمي بأكاديمية الاقتصاد الوطني وإدارة الدولة التابعة للرئاسة الروسية - حصل في 2012 على وسام الشرف لخدماته أمام الوطن - أب لثلاثة أطفال - يعشق الهوكي والعزف على البيانو - بلغ دخله في 2018 نحو 19 مليون روبل (نحو 308 آلاف دولار) فيما بلغ دخل زوجته قرابة 48 مليون روبل (حوالي 780 ألف دولار) لماذا اختار بوتين ميشوستين لرئاسة الحكومة الروسية؟
دعا بوتين إلى تغيير هيكلي للاقتصاد الروسي وزيادة كفاءته والارتقاء به ليحقق في العام 2021 معدلات نمو أعلى من المتوسط العالمي. يتطلع الرئيس الروسي لتحقيق هذا الهدف الاقتصادي عبر إطلاق دورة استثمار جديدة في روسيا بهدف خلق فرص عمل جديدة وتنمية البنية التحتية وتطوير قطاع الصناعة والزراعة والخدمات. ووضع بوتين أمام الحكومة القادمة هدفا لتحقيق نمو سنوي في الاستثمارات يبلغ 5%، وزيادة حصتها من الناتج المحلي الإجمالي من 21% إلى 25% بحلول العام 2024. ووصف الرئيس بوتين الأجور المنخفضة في قطاعات متفرقة في البلاد، بأنها "تهديد مباشر" لرفاهية المواطنين الروس، وشدد على أن رفع مستويات دخل المواطن يعد مهمة رئيسية للحكومة والبنك المركزي الروسي. كما دعا إلى حوكمة الاقتصاد الإلكترونية بالكامل ووضع مهام ومسائل أمام الحكومة تتعلق بتطوير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي في روسيا ما يصب في مصلحة المواطن الروسي ويزيد من رفاهيته. وعن اختيار بوتين لميشوستين، وصفه جميع الخبراء الذين شملهم استطلاع صحيفة "فيدوموستي" بالمفاجئ، وغير المتوقع. إلا أن الضرائب، التي قادها ميشوستين لسنوات حققت تقدما إداريا غير مسبوق، وبشهادة الخبراء الأجانب، ومنهم الغربيون، إذ تعد الخدمات التي تقدمها الهيئة أفضل الخدمات في العالم من حيث طرق جباية الضرائب إلكترونيا، والتطوير التكنولوجي والحوكمة لعمل إحدى أهم مؤسسات كل دولة. ما يعني أن الرئيس بوتين يعول على ميشوستين في تنفيذ برنامجه الاقتصادي، الذي يتضمن تنفيذ مشاريع وطنية حتى 2024 بقيمة 26 تريليون روبل، إذ أن بطء التنفيذ وضعف النمو الاقتصادي كان أحد أهم المآخذ على حكومة مدفيديف. ويؤكد الخبراء أن ميشوستين يقع على مسافة واحدة من المجموعات السياسية والتجارية، أي أنه قادر على تحقيق توازن بين الجانبين، كما أنه ضليع بمختلف المجلات، حيث عمل عن كثب مع مسؤولي الأمن، ويتمتع بشخصية قوية وقادر على بناء علاقات قوية، إلى جانب تمتعه بمكانة مرموقة في المنصات الدولية، بما فيها الاقتصادية، وخبير فذ في حقل التقنيات الإلكترونية والحوكمة.