الرحالة السوري عدنان عزام يصل إلى موسكو
وصل الرحالة السوري عدنان عزام إلى العاصمة الروسية موسكو، بعد رحلة دامت مدة 10 أشهر، بدأها من ساحة الأمويين في العاصمة السورية دمشق، في نيسان/أبريل الماضي.
ومرت في كل من الأردن والعراق وإيران وأذربيجان، وصولاً إلى الأراضي الروسية، بهدف أن يحمل رسالة الإنسان السوري إلى الشعوب التي وقفت مع سوريا في الحرب ضد الإرهاب، وهي رسالة أخوة ومحبة وشكر، ومن أجل تقوية العلاقات الشعبية مع هذه الدول، وتعزيز الحوار في مواجهة التطرف والتكفير. وسبق أن صرح عزام أن رحلته بدأها من الأردن لأن الحدود مع العراق كانت مقفلة، وقال إنه اضطرر للوقوف على الحدود مع الأردن لمدة 28 يوم مع الأحصنة، إلى أن تدخلت الكثير من الشخصيات وخاصة العشائر العربية التي تعيش في الأردن، بسبب العلاقات الخاصة التي تربط بينه وبينها، واستطاعت إقناع السلطات الأردنية بالسماح له بالعبور نحو العراق.
أما الطريق إلى العراق، فبحسب الرحالة الذي تجاوز الـ60 من عمره، فإنها كانت الأخطر، خاصة مع درجة حرارة تقارب 55 درجة في الصحراء، ولا يوجد هناك أي إنسان باستثناء الوجود العسكري أو الأمني، بالإضافة إلى عبور منطقة اسمها وادي حوران وهي منطقة معروفة بتواجد الدواعش هناك. حين وصوله إلى بغداد، تواصل مع السفارة الإيرانية هناك والتقى السفير الإيراني، وقامت السفارة بالتنسيق مع السلطات الإيرانية، حيث استقبله على حدود مهران الشرطة والجمارك والجهات الأمنية من الحرس الثوري.
أما على الحدود الأذربيجانية، فأوقفته السلطات هناك لمدة 51 يوم، تماماً كما حدث في الأردن، وذلك لأن البلدين "تابعتين لمحور الحرب على سوريا"، بحسب عزام الذي ينتمي لمحور المقاومة، وحاولوا بأي شكل من الأشكال منعه من دخول أذربيجان، لكن تدخل السفير السوري في طهران ووزارة الخارجية الروسية عبر ميخائيل بوغدانوف، فسمح له بالعبور، بشرط ألا يتكلم بالسياسة، وفعلاً عبر مسافة 300 كم في أذربيجان ولم يلتق بأي شخص هناك. وأوضح الرحالة السوري أن الحرب الظالمة على بلاده هي حرب إعلامية بقدر ما هي حرب عسكرية تدميرية، مبيناً أن رحلته تهدف إلى شرح وتوضيح ما يجري على الأرض السورية وخاصة لأصدقاء سورياالذين وقفوا إلى جانبها.
وأشار عزام إلى أنه أجرى منذ دخوله الأراضي الروسية قبل 3 أشهر مئات اللقاءات في مدن وبلدات القوقاز في داغستان والشيشان والجركس والقوزاق وصولاً إلى تخوم موسكو، معرباً عن اعتزازه بمشاعر المحبة والاحترام التي يكنها الشعب الروسي لسوريا. وعن نهاية مشوار رحلته الطويلة قال لوكالة سبوتنيك إنه حين وصوله موسكو، زار السفارة السورية فيها،والتقى بالمسؤولين في السفارة وشكرهم على المساعدة. وقدم له السفير السوري رسالة الشكر من وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومن بعدها التقى بالفعاليات الشعبية السورية والروسية المهتمة بالقضية السورية.
وسبق أن بدأ عزام ترحاله عام 1982 برحلة على ظهر جواده استمرت 1300 يوم ليكون بذلك أول رحالة بالتاريخ يعبر العالم على صهوة حصان قاطعاً المسافة بين سورية وتركيا وأوروبا بأغلب مدنها ومجتازاً أميركا الشمالية عائداً من إسبانيا عبر دول العالم العربي إلى حيث بدأت الرحلة.