سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


تظاهرة مليونية رفضاً للوجود الأميركي.. والعراقيون يرددون: أخرجوا من أرضنا قبل أن نخرجكم! ..ثورة العشرين الثانية يتصدر مواقع التواصل ويطالب بطرد الأميركيين من العراق


شهد العراق اليوم الجمعة تظاهرة مليونية دعت لإخراج القوات الأميركية من البلاد. مراسلنا  أفاد بأن التظاهرة المليونية شاركت فيها مختلف القوى والتيارات السياسية وأنصار فصائل المقاومة والعشائر العراقية، مشيراً إلى أن المتظاهرين توافدوا بكثافة إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، رافعين العلم العراقي.

ولفت مراسلنا إلى أن المتظاهرين ارتدوا الأكفان البيضاء، مشيراً إلى توافد أعداد كبيرة من مختلف المناطق للمشاركة في التظاهرة المليونية التي تُعد اليوم أول حضور شعبي بهذه الأعداد الكبيرة للتنديد بالوجود الأجنبي في البلاد. الرسالة التي وجهها العراقيون خلال التظاهرة هي أن فصائل المقاومة لها قاعدة شعبية ضخمة وستضغط لتنيفذ قرار إخراج الأميركيين، وفق مراسلنا. وأشار إلى أن المتظاهرين رددوا هتافات منددة بالوجود الأميركي منها "أخرجوا من أرضنا قبل أن نخرجكم".

الناطق العسكري باسم "كتائب حزب الله العراق" جعفر الحسيني قال من ساحة التحرير إن العراقيين يؤكدون بصوت واحد رفض الوجود الأميركي. وأضاف "عندما نتحدث عن سيادة العراق نجد إجماعاً على أن البلاد يجب أن تكون خالية من أي احتلال"، مؤكداً "حين نصل إلى قضية مبدئية الفصائل نجد أنها تشترك في قرار رفض الاحتلال وإنهاء الوجود الأميركي". الحسيني شدد أنه "إذا لم تخرج القوات الأميركية فهناك أساليب أخرى ستكون حاضرة في الميدان". وأكد أنه لا يمكن منع العراق من أن يمتلك قراره بنفسه وقد تبين للشعب أن أميركا لديها مآرب أخرى في العراق. وأشار الحسيني إلى أن "خيارات الرد حاضرة وهناك جهوزية تامة سواء من الجانب العسكري أو عبر العمل الدبلوماسي"، مشدداً "عندما نتحدث عن فساد وعن منظومة هشة فهذا بفعل الوجود الأميركي في العراق". كذلك أكد الناطق العسكري بأن الوجود الأميركي في العراق غير شرعي "ومن حقنا الدفاع عن بلدنا وممارسة كل الخيارات المتاحة"، وفق الحسيني. كما لفت إلى أن "الردود حتمية ونتاجها إخراج الأميركيين ليس فقط من العراق بل من المنطقة كلها". النائب العراقي عن تحالف الفتح نعيم العبودي قال من ساحة التظاهر إن الموقف اليوم موحد لكل العراقيين برفض الوجود الأجنبي، مضيفاً أن "الهدف الأساسي هو طرد الاحتلال الأجنبي من أرض العراق وكل الاحتمالات مفتوحة". العبودي أشار إلى أن التباين السياسي أمر طبيعي لكن في اللحظات المصيرية فإن الموقف واحد وخصوصاً في قضية طرد الاحتلال، معتبراً أنه على غرار ثورة العشرين فإن هذا اليوم سيشكل محطة مهمة بتاريخ العراق ستؤثر على المنطقة بالكامل.

الناطق باسم "سرايا السلام" صفاء التميمي قال بدوره إن أعداد المتظاهرين كبيرة جداً وكل الساحات امتلأت. وأكد التميمي أن القوة الجوية التي استخدمها ما يسمى التحالف الدولي قوّضت كثيراً من عمليات التحرير من داعش، معتبراً أن ما يحصل اليوم استفتاء شعبي على رفض الوجود الأميركي والأعداد المشاركة كبيرة جداً. وأشار إلى أنه "ستكون هناك خطوات أخرى إن لم تخرج قوات الاحتلال الأميركي من العراق"، لافتاً إلى أن "كل المراقبين وكل الأحرار في العالم يتابعون هذه التظاهرة والرسالة وصلت". وإذ اعتبر أن "كل من يراهن على تجزئة العراق وتقسيمه والتفرقة بين أبنائه هو واهم"، لفت إلى أن "عدد كبير من المتظاهرين في كل المحافظات حضروا اليوم في رسالة بأن الفساد والاحتلال وجهان لعملة واحدة". الأمين العام لحركة بابليون النيابية العراقية ريان الكلداني قال إن الشعب بجميع مكوناته انتفض رفضاً للوجود الأميركي، مشيراً إلى أنه اختار الطريق السلمي والقانوني لإخراج القوات الأميركية، "وجميع الخيارات مفتوحة". وأشار إلى أن هناك مشاركة قوية من كل الطوائف والجميع يحمل العلم العراقي. الكلداني أكد أن القرار صدر من البرلمان والحكومة بإخراج القوات الأميركية "لكنها اذا لم تستجب فيجب مقاومتها". عضو في اللجنة التنظيمية لتظاهرة الجماهير العراقية قال بدوره إن المواطن قال كلمته اليوم "لا احتلال ولا فساد". ودعت مختلف القوى العراقية إلى المشاركة في التظاهرات المليونية، بالتزامن مع ذكرى ثورة العشرين، وذلك رفضاً للوجود الأميركي ومطالبة بخروجه من البلاد. قيادة عمليات بغداد أهابت بالمتظاهرين السلميين توخّي الحذر من تغلغل مجاميع خارجة على القانون بينهم. من جهته، قال حزب الله في لبنان، إنّ "الشعب العراقي أكد مرة جديدة رفضه المطلق الاحتلال الأميركي لبلاده". وأضاف أنّ الحشود المليونية أعلنت أن الشعب العراقي لا يمكن أن يرضى ببقاء الاحتلال جاثماً على تراب الوطن. كما اعتبر أنّ "ما شهدته بغداد تعبير صادق عن حال الأمة العربية والإسلامية التي ضاقت ذرعاً بالاحتلال الأميركي". وأمل أن "تشكل المليونية بداية لتظاهرات تعم البلاد العربية والإسلامية تفضي لتحرير منطقتنا من الاحتلال". وقامت القوات الأميركية باستهداف قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني الفريق قاسم سليماني، ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد في 3 كانون الثاني/ يناير الحالي، ما أدى لاستشهادهما، ما أجّج موجة غضب عارمة في العراق والمنطقة على الوجود الأميركي. ولاحقاً صوّت البرلمان العراقي على قرار نيابي من 5 إجراءات من ضمنها مطالبة الحكومة العراقية بالعمل على إنهاء تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية، وإلزام الحكومة بإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة "داعش".


أكد مراسلنا مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 10 آخرين خلال صدامات بين محتجين وقوات الأمن في بغداد، اليوم الجمعة.
وكان موقع "السومرية" نقل عن مصدر أمني قوله، إن "الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية عادت، وقوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع". وأضاف أنه "تم تسجيل ثماني حالات اختناق بسبب القنابل"، مشيرا إلى أن "إصابة أحدهم خطيرة". وشهد العراق اليوم، تظاهرات حاشدة، دعا إليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، طالبت بخروج القوات الأمريكية من البلاد. وأكد الصدر، أن خروج القوات الأمريكية من البلاد لا يزال أهم أولوية له، وطرح رؤيته من سبع خطوات ينبغي اتخاذها لتحقيق هذا الهدف.

ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الإجتماعي يؤكّدون أنّ التظاهرات المليونية المندّدة بالوجود الأميركي في العراق هي امتدادٌ لثورة 1920 العراقية التي ناهضت الإحتلال البريطاني آنذاك

تصدر وسم #ثورة_العشرين_الثانية_2020، مواقع التواصل الإجتماعي في العراق اليوم الجمعة، تزامناً مع التظاهرات التي شهدتها العاصمة العراقية اليوم، تنديداً بالوجود الأميركي في هذا البلد، وللمطالبة بخروجه. واستخدم الناشطون هذا الوسم لتشبيه التظاهرات اليوم بالتظاهرات التي شهدتها بعض المدن العراقية إبان الثورة الوطنية العراقية المندّدة بالإحتلال البريطاني عام 1920. واعتبر الناشطون العراقيون أنّ التظاهرة المليونية في العراق اليوم هي "امتدادٌ لثورة 1920 وللخطّ المقاوم" الذي مثّلته، رافضين "الذل والخنوع لأيّ طرفٍ مهما كانت قوته".

كذلك افتخر الناشطون العراقيون بالصورة الحضارية التي أظهرتها الحشود الكبيرة التي توحّدت اليوم تحت العلم العراقي مردّدةً "الموت لأميركا"، و"أخرجوا من أرضنا قبل أن نخرجكم". كما قاموا بنشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حجم المشاركة في التظاهرة، التي امتلأت بها شوارع بغداد.
ووصف الناشطون هذا اليوم، بـ"جمعة طرد المحتلّ" أو "جمعة السيادة".

وعبّر العراقيون عن سخطهم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حمّلوه مسؤولية اغتيال قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني، ونائب هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وانتهاكه سيادة العراق. وحملوا مجسّمات صورٍ لترامب معلّقاً على مشنقةٍ يعلوها علم العراق.

ووفق موقع "غوغل ترند"، بلغ البحث عن هاشتاغ "ثورة العشرين الثانية" ذروته ظهر اليوم، مع استمرار عملية البحث حتى الآن.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,