اكتشاف قنبلة مناخية في البحر الأحمر
اكتشف علماء معهد ماكس بلانك الألماني مصدرا غير متوقع لغازات كربوهيدراتية تشكل خطورة كبيرة على الوسط المحيط بالبحر الأحمر. وتفيد مجلة Nature Communications، بأن الدراسة أظهرت أن كمية الغاز المنبعثة من قاع البحر الأحمر سنويا تعادل 220 ألف طن سنويا، وهذا أكثر من انبعاثات الغاز في تركيا أو الامارات العربية المتحدة. ووفقا لهذه الدراسة يوجد تحت قاع البحر مستودع هائل لكربوهيدرات غير غاز الميثان وهما غازا الإيثان والبروبان، اللذين يرتفعان تدريجيا مع التيار وينبعثان إلى الهواء الجوي. ويتأكسد الإيثان والبروبان نتيجة اختلاطهما بانبعاثات السفن، ما ينتج عنه تكوين الأوزون التروبوسفيري والمواد الكيميائية باسم نترات البيروكسي أسيتيل ، وهي المكونات السامة للضباب الدخاني الكيميائي. ويذكر أن أول دراسة للغلاف الجوي فوق البحر الأحمر جرت عام 2017 ، حينها اكتشف العلماء أن تركيز المواد الكيميائية أعلى بـ 40 مرة من التوقعات النظرية. لذلك قرر العلماء أن هذا الارتفاع في تركيز المواد الكيميائية سببه النشاط البشري، ولإثبات هذه التوقعات أجروا دراسة للقطاع الزراعي، حرق المواد العضوية، توليد الطاقة الكهربائية والنفط. ولكن جميع نتائج هذه الدراسات لم تعط جوابا عن سبب ارتفاع تركيز المواد الكيميائية فوق البحر الأحمر.
ولكن بينت الدراسات اللاحقة أن مصدر انبعاث هذه الغازات يقع تحت قاع الجزء الشمالي من البحر الأحمر في منطقة عميقة بين الصفائح القارية العربية والإفريقية. هنا في هذه المنطقة على عمق 200-300 متر توجد طبقة مياه بحرية هي الأسخن والأكثر ملوحة في العالم. والمزيج الكيميائي الذي يتكون في هذه الظروف، يختلط بالنفط والغاز الموجودين بوفرة في أسفل الصخور، وبالإضافة إلى النشاط البركاني وهذا كله يفسر هذا التلوث الواسع النطاق. وتجدر الإشارة، إلى أن الإيثان والبروبان قبل عصر النهضة الصناعية لم يكن لهما تأثير في نوعية الهواء. ولكن الآن تبحر عبر قناة السويس والبحر الأحمر اعداد كبيرة من السفن التي تنبعث منها أكاسيد النتروجين. وخليط هذه الأكاسيد مع الهيدروكربونات من غير الميثان، ينتج مركبات مضرة للنباتات والحيوانات والبشر. لذلك حذر الباحثون من خطر تدهور تركيب الهواء في المنطقة بشكل كبير في المستقبل.