أين صُنع فايروس كورونا على شكل غاز السارين؟..وهل هو قاتل بذاته ؟
صنع فيروس كورونا في مختبرات بأفغانستان على شكل غاز السارين؟ هذه بعض الأسئلة التي نجيب عنها اليوم وبدأ تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي في سوق للأطعمة كان يبيع حيوانات برية بطريقة غير مشروعة. وحتى اليوم تجاوز عدد الإصابات عالميا مليون وربع المليون، والوفيات 70 ألفا.
يمثل فيروس كورونا المستجد سلالة جديدة لم يسبق تحديدها لدى البشر من قبل. وأطلق على الفيروس اسم سارس كوف 2 (SARS-CoV-2)، وأطلق على المرض الذي يسببه اسم كوفيد-19. وحتى الآن فإن المعطيات ليست واضحة عن مصدر الفيروس ولم تتأكد بعد المصادر الحيوانية المحتملة للفيروس، ولكن هناك عدة افتراضات، منها أن فيروس كورونا قد انتقل من الخفافيش إلى الثعابين، ثم نقلته الثعابين إلى البشر. أيضا من الفرضيات أن آكل النمل الحرشفي -وهو حيوان من الثدييات يتاجر به بطريقة غير مشروعة- يعد عائلا وسيطا لفيروس كورونا.
هذا الزعم من نظريات المؤامرة، إذ خرج مستخدم من أحد البلدان العربية في فيسبوك قبل أيام بفيديو وصل إلى حوالي أربعة ملايين مشاهدة قبل أن يحذفه، يقول فيه إن الفيروس صنع في أفغانستان على شكل غاز السارين، وإن عددا من الجنود أصيبوا به، ولكي يخفوا إصابتهم، سافروا إلى مدينة ووهان الصينية حيث نشروا عدوى السارين. مصدر كلام المستخدم حسب قوله هو معهد سكريبس للأبحاث، لكن بالعودة إلى موقع المعهد، لا توجد أي دراسة أو تقرير يحمل هذا الكلام.
هل فيروس كورونا قاتل في ذاته؟
يعتقد علماء أن ما يسمى بـ"عاصفة السيكتوتين" -وهي رد مناعي مفرط يؤدي إلى اعتداء شرس للخلايا على الرئتين- تلعب دورا أساسيا في حالات الإصابة الخطرة بمرض كوفيد-19 مما يقود إلى وفاة المصاب. والسيكوتين مادة تفزرها خلايا الجهاز المناعي طبيعيا لتنظيم النشاط المناعي والتفاعل مع الالتهابات وهي رد دفاعي طبيعي عندما يتعرض الجسم لهجوم. لكن في حالة "عاصفة السيكوتين"، يسجل نشاط مفرط للنظام المناعي مما قد يؤدي إلى الوفاة. وكتبت الخبيرة في الالتهابات في جامعة "كوليدج هوسبيتال" في لندن جيسيكا مانسون مع زملاء بريطانيين في مجلة "ذي لانسيت" العلمية، "تكثر الأدلة على أن قسما من المرضى الذين يعانون من أشكال حادة من كوفيد-19 يصابون بعاصفة السيكوتين". وترصد هذه الظاهرة منذ عشرين عاما تقريبا فقط، واعتبرت مسؤولة عن خطورة مرضين تنفسيين آخرين ناجمين عن فيروسات كورونا هما سارس (774 حالة وفاة غالبيتها في آسيا في 2002-2003) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس (866 حالة وفاة منذ العام 2012). ويشتبه بأن هذه الظاهرة كانت وراء جائحات انفلونزا سابقة مثل "الانفلونزا الإسبانية" التي حصدت نحو 50 مليون ضحية في 1918-1919. ما دور هذه "العواصف" في الإصابات الحادة لكوفيد-19؟ يقول الخبير الأميركي في البيولوجيا المجهرية وعلم المناعة ستانلي بيرلمان الذي درس هذه الظاهرة مع مرضي سارس وميرس "أظن أن الرد المناعي الجامح هو الذي يقتل فعلا المرضى المصابين بكوفيد-19 من خلال القضاء على الأنسجة. لكن هذا غير مؤكد".
هل فيروس كورونا موسمي؟
رغم اعتقاد بعض العلماء أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على انتشار فيروس كورونا وتجعل إمكانية بقائه "حيا" أكثر صعوبة، مما يعني أنه سيتصرف مثل الإنفلونزا الموسمية ويتراجع في فصل الصيف، فإن المعطيات تشير إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيفية تفاعل فيروس كورونا الجديد مع الطقس الحار والفصول. وأيضا فإن منظمة الصحة العالمية قد قللت من شأن التوقعات بانحسار فيروس كورونا في غضون الأشهر القادمة، وقالت إن من الخطأ الاعتقاد أن الفيروس سيختفي خلال فصل الصيف كما لو كان مجرد إنفلونزا.
وينتقل فيروس كورونا عبر رذاذ العطاس والسعال، وهو قادر على البقاء لثلاث ساعات معلقا في الهواء وقادرا على العدوى، ووفقا لرسالة لرئيس لجنة طبية بالأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم الدكتور هارفي فاينبرغ فإن فيروس كورونا ينتقل أيضا عبر التحدث، أو حتى مجرد التنفس. وفي حديث مع سي أن أن، قال فاينبرغ -الذي شغل أيضا منصب عميد كلية الطب في جامعة هارفارد- إن البحث أظهر أن القطرات المتطايرة عند الحديث أو حتى عند التنفس يمكن أن تنشر الفيروس.