سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الرئيس الأسد ...من الضروري تشجيع الإعلام على بدء متابعة قضايا الفساد والاستمرار في ملاحقة مكامن الخلل دون تردد ومن واجب المسؤولين الاستجابة وعلى الحكومة دعم الإعلام في أخذ دوره الفعال وتؤمن له النجاح بدلاً من العرقلة


الرئيس الأسد الإعلام السوري حقق نقلة جيدة بظروف صعبة.. ومن واجبه اليوم أن يستمر في ملاحقة مكامن الخلل دون تردد.. ومن واجب المسؤولين الاستجابة.. إن كان بمقابلة.. أو ببيان.. أو بنقل المعلومة بطريقة ما عبر المكاتب الإعلامية.. هناك طرق مختلفة للتفاعل مع الإعلام ونقل المعلومة.. ومن الضروري توسيع دائرة الحوار في الإعلام السوري سواء مع المواطنين أو المختصين أو المسؤولين.. هذا يرفع مستوى الحوار والمعرفة.. ويرفع قدرتنا جميعاً في المجتمع السوري على إيجاد الحلول للمشاكل برؤية أوسع بدلاً من الرؤى الضيقة التي تنشأ من خلال الحوار بين مجموعات محدودة وخاصة عندما نحصر الحوار فقط داخل مؤسسات الدولة.. وعلى الحكومة دعم الإعلام في أخذ دوره الفعال وتحقيق كل العناصر التي تؤمن له النجاح بدلاً من العرقلة.. لأن طرح المشاكل هو دعم للمسؤول وليس هجوماً عليه.. هو مساعدة له.. الناس ترى المشاكل فأين المشكلة أن نراها على الإعلام.. بالعكس هي مساعدة وهي منصة للمسؤول لكي يدافع عن وجهة نظره ولكي يشرح أيضاً وجهة النظر هذه.. والظروف المحيطة بهذه المشكلة.. هناك في إطار الإعلام موضوع التواصل حيث لدينا دائماً مشكلة بين المسؤول والمواطن ألا وهي مشكلة التواصل.. بسبب عدم قدرة أو عدم رغبة.. هناك مشكلة مع الشفافية أو في فهم مصطلح الشفافية.. قد تكون مشكلة التواصل مرتبطة بقدرة هذا المسؤول على التواصل وهذه القدرة تأتي من البيئة التي نشأ بها وربما من الموهبة التي يتمتع بها.. وهذا صحيح.. وعندما لا يكون مسؤولاً لا توجد مشكلة في أن لا يكون قادراً على التواصل.. لكن بمجرد أن يصبح مسؤولاً يجب أن يبحث عن طريقة لفعل ذلك.. وأنا أقول إن أسهل طريقة أن يكون الإنسان شفافاً وعفوياً.. القضية ليست بحاجة لبروفات ولا لدورات.. وإنما بحاجة لعفوية.. شرح لما يفكر به المسؤول.. شرح ما هي المشاكل التي تواجهه.. ما هي أسبابها.. كل ما يحيط بها بشكل شفاف وعفوي.. وأنا أعتقد ومتأكد أن المواطن سوف يتفهم.. لكن لا نستطيع أن نطلب منه التفهم ولا تشرح له ولا تعطيه معطيات.. عندما لا نقدم المعلومات فسيكون المواطن عرضة للإشاعات.. استخدام الإعلام الرسمي أيضاً ضروري جداً.. عندما نستخدم الإعلام الرسمي لنقل المعلومات الحقيقية والصادقة فنحن نحول الإعلام إلى مرجعية موثوقة للمعلومة.. وبهذه الطريقة نقطع الطريق على فوضى الانترنت.. وبالمناسبة هذه الفوضى شيء طبيعي لأن الانترنت هي ليست مؤسسة تتبع لجهة محددة.. كل من يشاء يقول ما يريد.. ولكن المواطن دائماً يبحث عن جهة يثق بها لكي يأخذ منها المعلومة.. ومبادرتنا بهذا الاتجاه هي التي تقطع الطريق على هذه الفوضى وعلى سلبيات هذه الفوضى.. وكل وزارة فيها مكاتب إعلامية تستطيع أن ترصد يومياً ما يطرح.. قد تكون هناك أشياء بحاجة لرد سريع فوري.. حسب أهمية الموضوع.. وقد تكون هناك أشياء تتراكم وربما يكون الرد من خلال بيان إعلامي أو من خلال ظهور للمسؤول ببيان أو عبر مقابلة تلفزيونية أو غيرها.. الإعلام واسع ولديه طرق كثيرة.. المهم أن نبادر بهذا الاتجاه.. هناك جانب آخر حول التواصل متعلق بالأمور الإجرائية.. من الملاحظ أن الكثير من المواطنين له عمل معين أو إجراء معين في إحدى المؤسسات.. ولكي يعرف ما هو المطلوب منه عليه أن يبحث عن صديق يعمل في الدولة لكي يسأله عن الإجراءات.. وربما لا يصل إلى هذا الصديق.. فيبحث عن صديق لديه صديق موجود في الدولة.. وكل مؤسسة لديها موقع انترنت.. لماذا لا نضع كل هذه الإجراءات عليه… لماذا لا تكون هذه المنصة للتواصل مع المواطن… ندخل إلى هذه المواقع فنرى أخبار المسؤولين.. الحقيقة كلنا وأنا معكم.. المواطن لا يهتم بأخبارنا.. المواطن يهتم بقراراتنا.. فلذلك دعونا نستخدم هذه المنصات للتواصل معه ولتسهيل الأمور عليه ..هذا مثال بسيط للإجراءات.. ولكنها واحدة من المشاكل التي نراها بشكل متكرر ومستمر.


واعتبر الرئيس الأسد
إذا كان القضاء هو الأساس في مكافحة الفساد كون القضايا تصب لديه.. أي هو النهاية.. أين البداية… البداية من عندكم.. من المؤسسات.. الشيء الذي يبدو مستغرباً أن الكثير من القضايا التي تمت متابعتها في الماضي لم تبدأ.. ولم تتم ملاحقتها من المؤسسة المعنية.. ولم تبدأ من الوزارة المعنية.. وهذا خلل كبير.. نحن نتوقع أن تتم الإشارة إلى قضايا الفساد من الوزارات.. كثير من المسؤولين يعتمدون مبدأ أنني أنا مسؤول شريف لم أمارس أي عمل خاطئ.. هذا صحيح.. ولكن هذا غير كاف.. مكافحة الفساد لا تعني أن يكون المسؤول شريفاً فقط.. بل يعني أن يكون شريفاً وأن يلاحق الفساد.. هذا الشيء لا يحصل بشكل عام.. أتمنى منكم أن تكونوا فاعلين في ملاحقة الفساد وليس منفعلين.. إيجابيين وليس سلبيين.. بالمحصلة مكافحة الفساد يجب أن تكون شاملة وعبر الإعلام طبعاً.. الإعلام دوره مهم جداً وخاصة في قضايا التحقيقات.. وأنا هنا أتحدث عن الإعلام التقليدي.. وعن الإعلام الالكتروني المحترف.. وعندما أقول محترف لأن البعض يخلط بين الإعلام وبين الانترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي.. هذه ليست إعلاماً.. الإعلام له أسس معينة.. من الضروري أن نشجع هذا الإعلام التقليدي والالكتروني على البدء بمتابعة مثل هذه القضايا من خلال تحقيقات ووثائق لكي نقطع الطريق على الإشاعات والتقولات.. فإذاً مكافحة الفساد ضمن السياسة الراهنة والسابقة.. هي الضرب بيد من حديد.. ولكن هذا الضرب يجب أن يعتمد على التصميم والمثابرة.. وأيضاً الذكاء في التعامل مع قضايا الفساد لأنها مؤسسة من قبل أشخاص لديهم خبرة ويعرفون الثغرات في القوانين والمداخل.. كل مداخل مؤسسات الدولة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,