سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


مرحلة ما بعد الحرب ... الوعي الاجتماعي هو الهدف بين فئات الشعب بكافة الأعمار

خاص .. سيريا ستار تايمز -عزيز منير علي


الشهداء والقتلى والتشريد واللجوء والهجرة من الخسائر الفادحة بلا شك، ولكن مايرسو إليه حال المجتمع هو الكارثة الكبرى المتمثلة بقلة وعي الفرد وسط إهمال المجتمع له، مما يدفعه للتمرد على السلطة، فيتجاوز القانون ويبث الفتن كيفما سنحت له الفرص.

ومن الطبيعي وجود بعض العجز في الدولة تبعدها عن تلبيه مايحتاجه المواطن، والعمل من قبل البعض على تأمين ماأمكن بطرق شرعية وغير شرعية نتيجة فساد القوانين، واتجاه الدولة بمعظم قطاعاتها لفرض سيادتها، وإعادة الأمن والأمان بشكل تدريجي.

لنبدأ بعدها مرحلة إعادة الإعمار بكافة القطاعات.المرحلة هذه تحتاج لتجمع قوي داخلياً وخارجياً، يتمثل ببادئ الأمر بإعمار وتنشئة الفرد ليبدأ مع الدول التي طرحت مشاريع وتقدمت بمساعدات لإعادة الإعمار.

وهذه المراحل أساسها الوعي والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد متمثلة بتجنب الظواهر السيئة الدخيلة على المجتمع، واستئصال ماتسرب من بوابات فتحتها سنوات الحرب واحكام غلقها بعد دحر ماعلق بداخلها،والعمل الدؤوب بالعمل على ذلك واستخدام كافة الأساليب الإيجابية بالامكانيات المتاحة.

ولعل أول ركن نستعد لتحضيره والعمل عليه هو القضاء على ظاهرة تعاطي المخدرات بأساليب التوعية بالحديث عن اضرارها ونتائج الاتجار والتعاطي على الفرد والمجتمع ككل.

ونشر الأفكار الإيجابية التي تعزز من قدرة المواطن على الصمود في وجه الحصار الجائر والذي يصفه الجميع بأنه أكثر مرارة من الحرب.

يتم من خلال بث الأفكار التوعوية تسليط الضوء على جهود الدولة التي تحاول جاهدة التعويض مادياً ومعنوياً، فالحرب هنا كسب ثقة الشعب بمنصات إعلامه، فلا نستهين بقدرة القنوات والوكالات العالمية بما تبثه وتزيفه لأغراضها الدنيئة، وأهمها قهر المواطن واتساع فجوة التفاهم بينه وبين دولته.

فترة تعتبر الأصعب والتي نمر بها الآن من نقصٍ للموارد والأزمات التي فرضها الحصار والظروف الطبيعية والدولية، حيث يكون علاجها أقل تعقيداً بوجود من يتفهم الوضع الراهن ويعالج مايمكن علاجه مع الآخرين.

التضخم المالي واستحالة تأمين تكاليف الزواج بالوقت الحالي لغالبية الشباب أدى لكثرة العلاقات غير الشرعية، والواقع يجعله يخاف التفكير بالأمر ومن جهة ثانية كثرة الطلاقات مما يجعله يتخوف أكثر ويعزو الكثيرون هذه الأمور لتدني الوعي الأخلاقي والانفتاح العالمي والذاتي عبر مواقع التواصل.

وتزداد فيها أعداد الأطفال مجهولي النسب، ووضع الدولة في مأزق يجعلها في حيرة التشريع ولزوم الرعاية وافتتاح مراكز جديدة تأخذ جهداً مضاعفاً واموالاً يمكنها توفير الأفضل للمجتمع. من حيث تقليل عديد البطالة بتوفير مصانع وأماكن وورش للعمل. فما نحن فيه الآن هو امتداد لحرب أخذت من الكثير حصاد عمرٍ وأضاعت للمتأملين فرص البدء.

ووسط كل ذلك تكاد تطغى لقمة العيش على كل مامر، فتفشت الجريمة والمبرر واضح حتى استشرت ولايكاد يمر يومٌ إلا وجريمة قتلٍ هنا وحوادث سرقة هناك. وحبائل النصب بهدف الكسب السريع والوفير متفشية كالهواء تحيط بالجميع. توعية الفرد والضرب بيد من حديد على كل مجرم ومحاسبة الفاسدين وكل مقصرٍ عابث قانونياً خطوات تحمي الفرد وتساعد الدولة في إتمام تطهير الأراضي المتبقية تحت حكم الإرهاب. وليبدأ كل منا بنفسه فمحيطه ليشمل الإعمار تبدل الظواهر السلبية بالايجابية واحالة الكوارث لمكب النفايات.


المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

عزيز منير علي,