سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


عشرات الشهداء والجرحى.. الاحتلال ينفذ 500 غارة ويعترف: غزة قصفتنا بـ1500 صاروخ وأراضي 48 تشتعل ورئيس إسرائيل يحذّر من حرب أهلية ونتنياهو يدرس الدفع بالجيش


شنَّ الجيش الإسرائيلي أكثر من 500 غارة على أهداف مختلفة في قطاع غزة، تسببت في استشهاد 69 فلسطينيا، بينهم 17 طفلا و7 سيدات، وإصابة نحو 388 آخرين. وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد قصفت المدن والمستوطنات في محيط قطاع غزة بـ130 صاروخا، ردا على تدمير برج الشروق وسط مدينة غزة واغتيال القيادي باسم عيسى ورفاقه، بينما أعلنت سلطات الاحتلال عن سقوط قتيل وعدد من الإصابات في سديروت. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن سلاح الجو الإسرائيلي شن أكثر من 500 غارة جوية على أهداف تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وأضاف أدرعي أن الجيش الإسرائيلي وجّه ضربة قوية لقدرات حماس والجهاد الصاروخية، واستهدف عددا من كبار المجلس العسكري. وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الخميس أن نحو 1500 صاروخ أُطلق من قطاع غزة على مختلف المدن الإسرائيلية. وقُتل حتى الآن 7 أشخاص في إسرائيل جراء التصعيد العسكري، بينهم طفل في السادسة من عمره وجندي. ودوّت صفارات الإنذار فجر الخميس في شمال إسرائيل للمرة الأولى منذ بداية التصعيد العسكري.
وكانت الصواريخ التي أطلقتها حماس من قطاع غزة في وقت سابق، قد استدعت إطلاق صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل ووسطها، لكن ليس في شمالها. وفي الساعات الأولى من فجر الخميس، لم تُطلَق صافرات الإنذار في تل أبيب في وسط البلاد فحسب -حيث هرع السكان إلى الملاجئ- ولكن أيضا في وادي يزرعيل في الشمال. وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع فيديو لإصابة منزل في سديروت بعد تعرضه لسقوط صاروخ أطلق من غزة، واندلاع الحرائق وانقطاع التيار الكهرباء عن مستوطنات غلاف قطاع غزة. ونقل مراسل سيريا ستار تايمز أن 3 إسرائيليين أصيبوا جراء القصف على مدينة سديروت شمال شرق غزة، وقال إن إصابة أحدهم خطيرة، كما تعرضت المباني في المدينة لإصابات مباشرة في عسقلان بعد رشقات صاروخية متتالية.

استهداف مواقع في غزة

في السياق ذاته، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف فجر الخميس مواقع إستراتيجية تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، وتمكن من تصفية خلية تابعة للقوة البحرية. وبحسب بيان للجيش، جرى استهداف البنك المركزي بقطاع غزة ومبنيين آخرين تابعين لمقر الأمن الداخلي يتم استخدامهما لنشاطات استخبارية وقائية، على حد البيان.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي منزل إياد الطيب، قائد كتيبة من المعسكرات المركزية لـ"حماس"، بحسب المصدر ذاته. ونشر الجيش ما قال إنه توثيق لاستهداف خلية للقوة البحرية لحركة حماس، مؤكدا أنه لا يزال يواصل قصف أهداف أخرى في القطاع. وكانت حماس قد أكدت استشهاد القيادي باسم عيسى "وثلة من إخوانه القادة والمجاهدين". وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية "أمضى القائد القسامي باسم عيسى حياته مجاهدا جسورا مقداما، وتليق به الشهادة على طريق جيل القادة الراسخين في مسيرة الجهاد والمقاومة الذين حملوا السلاح في هذا الطريق من أجل النصر أو الشهادة". وكانت كتائب القسام أكدت في وقت سابق أمس استشهاد قائد لواء غزة وعدد من القادة الميدانيين في غارة إسرائيلية، في الوقت الذي أكد فيه الجيش الإسرائيلي استهداف "هيئة أركان عمليات الحركة".
وأضافت كتائب القسام -في بيان مقتضب- أن القائد باسم عيسى أبو عماد ورفاقه استشهدوا في غارة إسرائيلية على "مواقع ومقدرات وكمائن المقاومة"، مشددة على أن هؤلاء القادة "نالوا شرف الشهادة في أعظم المواطن، ومن خلفهم آلاف القادة يواصلون المسير".

غارات عنيفة

واستهدفت عشرات الغارات -بشكل متزامن- عددا من المواقع في محيط مدينة "الشيخ زايد" بمنطقة بيت لاهيا شمالي القطاع. كما أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعدد من الصواريخ على مبنى لجهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية قرب مدينة الشيخ زايد. وأحدث القصف الإسرائيلي دمارا كبيرا في المباني ومنازل المواطنين وممتلكاتهم.
وأفاد مراسل سيريا ستار تايمزبانهيار مبنى برج الشروق وسط غزة بعد استهدافه بصواريخ إسرائيلية، وكانت طائرات استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا تحذيريا على المنطقة المحيطة بالبرج قبل استهدافه. وتسببت الصواريخ الإسرائيلية في انهيار المبنى وإلحاق دمار وأضرار بالمباني والمنشآت المجاورة له، كما أسفر القصف عن انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة المحيطة به. ويضمّ البرج المستهدف شققا سكنية وعددا من مكاتب الشركات والمؤسسات الصحفية العاملة في غزة. وفجر أمس، قصف الجيش الإسرائيلي بعدة صواريخ برج "الجوهرة" المكوّن من 9 طوابق، والواقع في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، مما تسبب بتدمير كبير في المبنى حتى بات على وشك الانهيار. في المقابل، أظهرت صور دخول أعداد من الإسرائيليين إلى الملاجئ في مدينة بئر السبع، كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم وقف العمل بمنصة استخراج الغاز الطبيعي في ضوء التصعيد في غزة.

مستوطنون إسرائيليون وضعوا إشارات على المنازل العربية في مدينة اللد، حتى يتسنى لهم تمييزها عن المنازل الإسرائيلية ومهاجمتها

حذّر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من حرب أهلية في إسرائيل، بعد مواجهات دامية اندلعت في مدن الخط الأخضر مساء أمس بين فلسطينيي الداخل والمستوطنين الإسرائيليين، في حين تدرس الحكومة إمكانية الدفع بالجيش. وقال ريفلين لدى تعليقه على مشاهد اعتداء عشرات المستوطنين الإسرائيليين على شاب فلسطيني في مدينة "بات يام" الساحلية، إن "الحرب اندلعت في شوارعنا والأغلبية الصامتة مذهولة ولا تصدق ما تراه". وأضاف في تصريحات لقناة "كان" الرسمية "الأغلبية الصامتة لا تقول شيئا لأنها مصدومة تماما"، وتابع "نحن نخلق حالة نسمح فيها بحرب أهلية لأننا صامتون". وناشد ريفلين جميع القادة (العرب والإسرائيليين في إسرائيل)، أن يدعوا الناس ألا يصابوا بالجنون، مضيفا "نحن مواطنو بلد واحد، ومجتمع واحد".

الانقسام يهددنا

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن الانقسام الداخلي يهددنا ولا يقل خطورة عن صواريخ حماس (حركة المقاومة الإسلامية)، وأضاف في كلمة متلفزة "لا يجب أن نكسب المعركة في غزة ونخسر المعركة على الوطن".

وكانت مدن في أراضي 48 شهدت مساء امس مواجهات متبادلة بين سكانها الفلسطينيين والإسرائيليين. وأصيب مواطن فلسطيني بجروح خطيرة بعدما اعتدى عليه عشرات المستوطنين الإسرائيليين في أحد شوارع مدينة "بات يام" التي شهدت أيضا تحطيم محال تجارية يملكها فلسطينيون.
وفي مدينة اللد (وسط)، أصيب شاب يهودي مساء امس بطلق ناري، ووصفت إصابته بالخطيرة. وكان فلسطيني (25 عاما) قد قتل في المدينة برصاص مستوطن يوم الاثنين، لتندلع بعدها مواجهات لم تتوقف. وقال أحد شهود العيان إن المعتدين الإسرائيليين وضعوا إشارات على المنازل العربية، حتى يتسنى لهم تمييزها عن المنازل الإسرائيلية، ومهاجمتها. ولم تفلح إجراءات اتخذتها السلطات الإسرائيلية في الحد من المواجهات العنيفة في المدينة، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجوال ليلي والدفع بقوات من شرطة حرس الحدود.

الدفع بالجيش

وفي السياق، بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقائد الشرطة يعكوف شبتاي إمكانية الدفع بلواء من الجيش إلى مدينة اللد. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو تحدث هاتفيا مع شبتاي المتواجد حاليا في اللد، وبحث معه الأوضاع في المدينة. وتشهد مدن وبلدات عربية أخرى في إسرائيل مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين، بما في ذلك مدينتا عكا وطبريا. وخلال الأيام الأخيرة، شهدت مدن مختلطة في إسرائيل احتجاجات كبيرة نصرة للقدس والمسجد الأقصى، واعتقلت الشرطة عشرات الفلسطينيين في اللد والرملة وعكا وغيرها.​​​​​​​


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,