سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


لتبرير تدخلها في العراق عام 2003.. ردا على المزاعم الأمريكية عن تخطيط روسيا لغزو أوكرانيا موسكو تذكر بـ قارورة باول


قارنت الخارجية الروسية المزاعم الغربية عن تخطيط موسكو لـ"غزو" أوكرانيا بالادعاءات الباطلة التي استغلتها واشنطن لتبرير تدخلها في العراق عام 2003.
وجاءت هذه المقارنة ضمن الرد المفصل الذي نشرته الوزارة على المادة التي صدرت مؤخرا عن الخارجية الأمريكية تحت عنوان "الحقائق والأوهام: حملة التضليل الروسية بشأن أوكرانيا". وشددت الخارجية الروسية على أن الأفكار المطروحة ضمن المادة الأمريكية باطلة تماما و"لا تصمد أمام التمحيص الموضوعي"، ونفت أهم بنود تلك الوثيقة بالتفصيل. وحملت الخارجية الأمريكية في مادتها روسيا المسؤولية عن استخدام أسلحة كيميائية ضد خصوم لها مرتين على الأقل خلال السنوات الأخيرة، واتهمت موسكو بـ"نشر أكاذيب بغية تبرير اتخاذها خطوات عسكرية ضد أوكرانيا"، مضيفة أن الولايات المتحدة من جانبها قدمت منذ عام 2014 مساعدات إنسانية تزيد قيمتها عن 351 مليون دولار إلى "المتضررين بالعدوان الروسي" في أوكرانيا. وردت الخارجية الروسية على هذه المزاعم بالقول: "نعلم جميعا كيفية استغلال الولايات المتحدة أساليب التضليل لتبرير تدخلات عسكرية في دول مستقلة، ويكفي في هذا الصدد التذكير بـ"قارورة باول" المشهورة التي شكلت ذريعة للعدوان الأمريكي على العراق". وجاء ذلك في إشارة إلى الخطاب المشهور الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي السابق الراحل كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي في فبراير 2003، وهو كان يحمل قارورة زعم أنها تحتوي على أدلة تثبت إنتاج العراق أسلحة الدمار الشامل، وتبين لاحقا أن ادعاءاته كانت باطلة تماما. ولفتت الخارجية الروسية إلى أن المساعدات الإنسانية الأمريكية المذكورة تمثل "قطرة في المحيط" مقارنة مع ما قدمته موسكو إلى سكان منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا. وأشارت الخارجية إلى أن الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى التي دعمت الانقلاب السلطوي في أوكرانيا في فبراير 2014 هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن تقويض استقرار هذا البلد، لافتة إلى أن هذه التطورات دفعت شبه جزيرة القرم إلى العودة لقوام روسيا عن طريق تنظيم استفتاء شعبي، بينما أعلنت مقاطعتا دونيتسك ولوغانسك استقلالهما عن أوكرانيا. وذكرت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها، بدلا عن التركيز على الرد على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قبل موسكو، أطلقوا "حملة دعائية إعلامية خبيثة للغاية" يقدمون خلالها روسيا على أنها "معتد" و"عدو لأوروبا المتحضرة" و"خطر على الاستقرار الدولي"، مع إطلاق تهديدات متكررة بفرض عقوبات اقتصادية "مؤلمة" على موسكو. وشددت الوزارة على أن نشر الخارجية الأمريكية المادة المذكورة قبيل المحادثات التي جرت أمس بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، سيرغي لافروف وأنتوني بلينكن في جنيف، لا يمكن وصفه إلا بـ"استفزاز صارخ".

وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن الولايات المتحدة ودول الناتو، يعملان على شن حملة "سامة" ممنهجة ضد موسكو بدلا من إعداد ردود على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية. وأضافت الخارجية الروسية " "بدلاً من التوقف والتركيز على إجابات الأسئلة الجوهرية المطروحة في الوثائق الروسية، أطلق البيت الأبيض وحلفاؤه الغربيون حملة إعلامية ودعاية "شديدة السمية" تصور بلادنا على أنها معتدية وعدو لأوروبا وعامل تهديد للاستقرار الدولي". وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس ، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مباحثاتهما في جنيف، أن المزيد من التجاهل الأمريكي لمطالب روسيا حول الضمانات الأمنية سيكون له عواقب وخيمة. وجاء على موقع وزارة الخارجية الروسية: "تم إخبار بلينكن بصورة واضحة أن الزيد من تجاهل المخاوف الروسية المشروعة والمتعلقة في المقام الأول بالتطوير العسكري المستمر من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لأراضي أوكرانيا على خلفية انتشار واسع النطاق لقوات ووسائل التحالف بالقرب من حدودنا، ستكون له عواقب وخيمة". أشار البيان إلى أنه يمكن تجنب ذلك إذا ردت واشنطن بشكل إيجابي على مسودة الاتفاقيات الروسية بشأن الضمانات الأمنية. هذا واحتضنت مدينة جنيف السويسرية اليوم، محادثات بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي، إذ كرر وزير الخارجية الروسي خلالها طلب موسكو وقف تمدد حلف الناتو شرقا، موضحا أن هذا الطلب يأتي لأن الحلف الذي أنشئ أصلا لمواجهة الاتحاد السوفياتي يعمل حاليا ضد روسيا. وكانت روسيا قد نشرت، في نهاية عام 2021، مسودة اتفاقية مع الولايات المتحدة، واتفاقية مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بشأن الضمانات الأمنية. وتطالب موسكو بضمانات حول عدم توسع حلف الناتو باتجاه الشرق، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ومن بينها أوكرانيا. وتنفي روسيا باستمرار الاتهامات الغربية والأوكرانية بالتصعيد، مؤكدة أنها لا تهدد أحداً، وأنها تجري تدريباتها العسكرية على أراضيها، وهو حق سيادي لا يجب أن يزعج أحداً.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,