سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


بينها إنهاء التعاون في ملفات عدة ومعاقبة بيلوسي.. الصين تتخذ 8 إجراءات ضد أميركا وواشنطن تستدعي سفير بكين وتتهيأ للرد


أعلنت الصين أنها أوقفت التعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المجالات، بما في ذلك الحوار بين كبار القادة العسكريين، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الأسبوع، في حين أكدت واشنطن أن الصين لا تستطيع منعها من العمل في البحار ولا في الأجواء، وأنها مستعدة للرد عليها. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنها أوقفت محادثات المناخ مع الولايات المتحدة، وكذلك التعاون في منع الجريمة عبر الحدود وإعادة المهاجرين غير الشرعيين، من بين 8 إجراءات محددة.
كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها قررت فرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وعائلتها المباشرة ردا على ما وصفته بأفعالها "الخبيثة" و "الاستفزازية"، في حين ردت واشنطن على الخطوات الصينية باستدعاء السفير الصيني لديها لتوبيخه. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان "رغم ما أبدته الصين من مخاوف جادة ومعارضة حازمة، أصرت بيلوسي على زيارة تايوان والتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وتقويض سيادة الصين وسلامة أراضيها وانتهاك سياسة صين واحدة وتهديد السلام والاستقرار في مضيق تايوان". وفي خطوة أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم إنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة الكندية في بكين جيم نيكل بشأن مشاركة كندا في بيان صادر عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع. والواقعة هي الأحدث في سلسلة من الاحتجاجات الدبلوماسية التي قدمتها بكين بعد أن دعتها مجموعة السبع  إلى حل التوتر حول مضيق تايوان بطريقة سلمية. واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني نيكل أمس وحث كندا على "تصحيح أخطائها على الفور" بشأن قضية تايوان أو "تحمل جميع العواقب"، وفقا لبيان وزارة الخارجية الصينية الذي نُشر اليوم . وفي نفس السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ اليوم خلال إفادة دورية إن التصريحات الأخيرة للمسؤولين اليابانيين بشأن التوترات الحالية في مضيق تايوان محاولة لتبرير أفعال "المخطئين". وتأتي التصريحات الحادة من بكين بعد أن دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع، التي تضم اليابان، الصين إلى حل التوتر حول مضيق تايوان بطريقة سلمية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ إن 160 دولة اعتبرت زيارة بيلوسي استفزازية وتنتهك مبدأ الصين الواحدة. وأكدت أنه لا يمكن مقارنة ما يجري في أوكرانيا بما يجري في تايوان. كما وصف سفير الصين لدى الولايات المتحدة -في مقال رأي نشره في صحيفة "واشنطن بوست"- جولة ناسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي بأنها كسرت علانية التزام الولايات المتحدة بعدم تطوير علاقات رسمية مع تايوان. ودعا السفير الصيني واشنطن إلى الالتزام بمبدأ الصين الواحدة بما أنها تعتبر نفسها نصيرة نظام دولي قائم على قواعد. واتهم الولايات المتحدة بأنها تحاول من جانب واحد تغيير الوضع الراهن في تايوان وتستخدم تايوان كوسيلة لاحتواء الصين.

ورجّح السفير الصيني أن تكون تايوان واحدة من قضايا قليلة للغاية قد تدفع الصين والولايات المتحدة إلى الصراع.

استدعاء السفير الصيني بواشنطن

وبالمقابل، أفادت صحيفة واشنطن بوست اليوم أن البيت الأبيض استدعى السفير الصيني تشين قانغ أمس للتنديد بتصعيد الإجراءات ضد تايوان، والتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تريد أزمة في المنطقة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي لصحيفة واشنطن بوست "بعد تصرفات الصين، استدعينا السفير تشين قانغ إلى البيت الأبيض لمناقشته بشأن الأعمال الاستفزازية (الصينية)". ومن جهته، دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، معتبرا أنها "تصعيد كبير".

ولفت بلينكن إلى "عدم وجود مبرر" للتدريبات التي أطلقتها بكين ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان. وقال بلينكن إنه حذر نظيره الصيني وانغ يي خلال لقاء عقد مؤخرا في إندونيسيا من أن بيلوسي (أرفع مسؤول أميركي منتخب يزور تايوان منذ 25 عاما) ستجري زيارة إلى الجزيرة على الأرجح. وأضاف "توقعنا بأن تتخذ الصين خطوات من هذا القبيل، وفي الواقع وصفنا هذا السيناريو بالضبط".

وبدورها، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي خلال مؤتمر صحفي في طوكيو، أن الولايات المتحدة "لن تسمح" للصين بعزل تايوان. وقالت بيلوسي "لن يعزلوا تايوان من خلال منعنا من الذهاب إلى هناك. لقد أجرينا زيارات على مستوى رفيع.. ولن نسمح لهم بعزل تايوان". وأضافت "قلنا منذ البداية إن تمثيلنا هنا لا يتعلق بتغيير الوضع القائم هنا في آسيا، أو بتغيير الوضع القائم في تايوان". وأوضحت أن تمثيل واشنطن بالجزيرة "يتعلق بقانون العلاقات مع تايوان، وبالسياسة الأميركية الصينية، وبكل التشريعات والاتفاقات التي أرست ماهية علاقتنا. إن الأمر يتعلق بإحلال السلام في مضيق تايوان وبجعل الوضع القائم يسود".

تنديد أسترالي

من جهة أخرى، نددت أستراليا بإطلاق الصين صواريخ بالستية باتجاه المياه المحيطة بتايوان، ووصفت المناورات العسكرية في محيط الجزيرة بأنها "مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار". وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ في بيان إن "أستراليا تشعر بقلق عميق حيال إطلاق الصين صواريخ بالستية باتجاه المياه المحيطة بساحل تايوان". ودعت إلى "ضبط النفس وخفض التصعيد"، مشيرة إلى أنها أعربت عن قلقها لنظيرها الصيني. وبالمقابل، قالت روسيا إن التوترات التي أثارتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان لن تهدأ سريعا. وكانت بيلوسي قد زارت الجزيرة الديمقراطية التي تخضع لحكم ذاتي في وقت سابق من الأسبوع، مما دفع بكين لإجراء تدريبات عسكرية جوية وبحرية بالذخيرة الحية في المياه قبالة تايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,