بات الجميع يعلم الآن أن فيروس كورونا أكثر من مجرد مرض تنفسي، إذ ينتشر على نطاق واسع في الجسم ويؤثر على الأعضاء الرئيسية بما فيها الدماغ. وعلى مدار أكثر من عامين، أجريت العديد من الدراسات البحثية والنظريات المتعلقة بالصحة لدعم التأثير المنهك لـ"كوفيد-19" على صحة الدماغ.
والهدف الأساسي من هذه الدراسات والأبحاث فهم تأثير الفيروس التاجي على الدماغ والصحة المعرفية، من أجل تسهيل التشخيص والعلاج الطبي المناسبين. أحدثها كان تقريرا مثيرا للجدل نشرته مجلة Nature Medicine في سبتمبر/أيلول، إذ يشير إلى أن 7 من كل 100 حالة إصابة بفيروس كورونا يمكن أن تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الدماغ قد تستمر مدى الحياة.
كيف يؤثر فيروس كورونا على الدماغ؟
وفقًا لجامعة جون هوبكنز، فإن فيروس كورونا يضر بصحة الدماغ ويؤدي إلى ظهور مشاكل مثل: الارتباك وفقدان الوعي والنوبات والسكتة الدماغية وفقدان الشم والتذوق والصداع وصعوبة التركيز والتغيير في السلوك. وذكرت الجامعة، في تقرير صادر عنها، أن "المرضى يعانون أيضًا من مشكلات في الأعصاب الطرفية، مثل متلازمة جيلان باريه، التي يمكن أن تؤدي إلى الشلل والفشل التنفسي".
ومن الملاحظات التي دونت بشأن تأثيرات فيروس كورونا على صحة الدماغ ما يلي:
- يؤثر "كوفيد-19" على الأداء الإدراكي للدماغ.
- شوهدت الحالات العقلية المتغيرة مثل الارتباك أو فقدان الوعي لفترات طويلة لدى الناس.
- كما لوحظت أضرار جسدية للمخ مثل اضطراب في إمداد الدماغ بالدم وحدوث السكتات الدماغية والنزيف لدى الأشخاص.
- لا يزال الناس يعانون من مشاكل متعلقة بالدماغ بعد أشهر من الإصابة بالفيروس، وعلى الرغم من أن أعراض مثل الحمى والسعال تنحسر، إلا أن الأعراض الأخرى مثل التفكير والتركيز وضعف الذاكرة أو صعوبة الإحساس الغريب والصداع تستمر في الظهور لدى الناس.
- كثير من الناس لا يدركون حتى تأثير كورونا ويستمرون في التعايش معه في غياهب النسيان.
- مثل هذه المضاعفات تعيق الأداء العام للدماغ وتؤثر على الحياة اليومية للفرد.
- يعاني بعض المرضى أيضًا من فقدان الشم والقلق والاكتئاب والذهان وحتى السلوك الانتحاري.
- قالت الدراسات إن دخول الفيروس من خلال مستقبلات الإنزيم 2 المحول للأنجيوتنسين، يمكن أن يتسبب في إتلاف الخلايا البطانية مما يؤدي إلى الالتهاب والتخثر وتلف الدماغ.
- يجب دائمًا علاج كورونا بشكل صحيح ويجب اتخاذ الاحتياطات لتجنب الإصابة بالعدوى.
- لا ينبغي أبدًا التقليل من أهمية القضايا المتعلقة بالانتباه والذاكرة ويجب أخذ المساعدة الطبية الفورية، ولا يجب أن تنتظر أن يختفي المرض من تلقاء نفسه، ففي هذه الحالة فإنك ببساطة تمنحه المزيد من الأسباب للنمو.
أمراض دماغية ارتبطت كورونا
وفقًا لتقرير في Nature، أبلغت امرأة في منتصف الخمسينيات من عمرها عن أعراض الذهان بعد الإصابة بفيروس "كوفيد-19". وبحسب التقرير، "كانت المرأة قد رأت أسودًا وقرودًا في منزلها، وقد أصبحت مشوشة وعدوانية تجاه الآخرين، وكانت مقتنعة أن زوجها كان محتالًا". أيضا كشفت أولى الدراسات البحثية التي أجريت في هذا الإطار عن حالات أخرى، بينها شخص أصيب بتورم والتهاب في أنسجة المخ بعد التعافي من كورونا وآخر يعاني من تدهور المايلين. كما زادت حالات الضباب الدماغي بعد الإصابة بفيروس كورونا، وهذا المرض عبارة عن مجموعة من المشاكل الصحية مجتمعة: الارتباك والنسيان وقلة التركيز والافتقار إلى الوضوح العقلي والتوتر وأنماط النوم المضطربة. وعلى الرغم من أنه لا يزال غير معروف للكثيرين، فإن "كوفيد-19" يؤدي إلى ضباب في الدماغ.
عادات تخفف من آثار كورونا على الدماغ
بصرف النظر عن العلاج الطبي، هناك العديد من عادات نمط الحياة التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع مشكلات الدماغ المرتبطة بفيروس كورونا، وفقا لموقع timesofindia. يوصي الخبراء في كلية الطب بجامعة هارفارد بممارسة التمارين الهوائية لتحسين صحة الدماغ بعد الإصابة بفيروس كورونا. وذكر تقرير هارفارد: "قد تحتاج إلى البدء ببطء، ربما من دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط بضع مرات في اليوم". كما اقترح الخبراء على الناس النوم جيدًا، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وممارسة أنشطة مثل الموسيقى والقراءة والعمل المجتمعي لتعزيز صحة الدماغ.