سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


انتبه... كسب الكثير من المال يضر بسعادتك


توصلت دراسة إلى أن المواطنين في المجتمعات ذات المستويات الأدنى ماليا، قد أبلغوا عن درجة من السعادة مماثلة لتلك الموجودة في الدول الإسكندنافية والتي عادة ما تكون الأعلى في العالم. وتشير نتائج الدراسة إلى أنه يمكن تحقيق مستويات عالية من الرفاهية الذاتية بأقل قدر من وجود الأموال، مما يتحدى التصور القائل إن النمو الاقتصادي سيرفع تلقائيا الرضا عن الحياة بين السكان ذوي الدخل المنخفض.
ووفقا لموقع "ساينس ديلي" (Sciencedaily) العلمي، اهتم باحثون من جامعة ماكغيل وجامعة برشلونة بمعرفة كيفية تقييم الناس لرفاههم الذاتي في المجتمعات التي لا يلعب فيها المال دورًا مهمًّا، والتي لا يتم تضمينها كذلك عادة في استطلاعات السعادة العالمية. وقد وجدوا أن غالبية الناس أبلغوا عن مستويات عالية من السعادة بشكل ملحوظ. الشعور بالراحة والأمان وليس امتلاك المال أجرى الباحثون مقابلات مع 678 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين منتصف العشرينيات وأوائل الخمسينيات، بمتوسط عمر يبلغ حوالي 37 عامًا، وذلك في جزر سليمان وبنغلاديش. قارن العلماء المجتمع الأكثر فقرًا بنظرائهم من الأشخاص الذين يعيشون في المدن الكبرى والذين كان أداؤهم المالي أفضل بكثير. وجد الباحثون شيئين رئيسيين، أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية ويكسبون الكثير من المال أفادوا بمستويات أقل من السعادة، بينما الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر فقرا ذات دخل أقل أفادوا بمستويات أعلى من السعادة. كما أن المجتمعات الريفية قد تمتعت بوقتها مع العائلة وكونها تقضي وقتها في الطبيعة. خلص الباحثون إلى أنه في هذه البلدان الفقيرة كان الناس سعداء، وفي المناطق الحضرية حيث كان الناس يتقدمون قد تكون المكاسب المالية ضارة بسعادتهم. وهذا يدعم مفهوم أن السعادة لا تتعلق بشكل أساسي بالناتج الاقتصادي بل عندما يشعر الناس بالأمان فإنهم يشعرون بالراحة. يقول إريك جالبريث، الأستاذ في قسم علوم الأرض والكواكب في جامعة ماكغيل والمؤلف الأول في الدراسة، "هذا أمر مهم، لأنه قد يساعدنا في معرفة كيفية تحقيق الرفاهية الاجتماعية في الدول الأقل نموًّا". وتعلق سارة مينارو، الكاتبة الرئيسية في الدراسة، على النتائج التي تم التوصل إليها قائلة "بشكل عام، تشير نتائجنا إلى أن تحقيق الدخل، خاصة في مراحله المبكرة، قد يكون في الواقع ضارًّا بالسعادة". أما كريس بارينغتون لي، الأستاذ في جامعة ماكغيل، فيقول إن "هذا يجعلنا ندرك بأن الدعم المهم للسعادة لا يتعلق من حيث المبدأ بالإنتاج الاقتصادي، ولكنه متعلق بشعور الناس بالراحة والأمان والحرية للاستمتاع بالحياة داخل مجتمع قوي، إنهم سعداء بغض النظر عما إذا كانوا يكسبون أي أموال أم لا".

أصحاب الرواتب المرتفعة قد لا يكون الأفراد ذوو الرواتب المرتفعة قادرين على الاستمتاع بمتع الحياة الصغيرة بسبب الوظائف المجهدة التي تتطلب منهم وقتًا طويلًا. وفقا لموقع "هيلث" (Health)، وجدت دراسة استقصائية أن الموظفين الأميركيين الذين يكسبون المزيد من المال واجهوا مستويات أعلى بكثير من التوتر، فبينما تشتري هذه المداخيل المرتفعة الملذات مثل الإجازات والوجبات اللطيفة في المطاعم فإن التوتر يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًّا في السعادة العامة للفرد. يذكر موقع "هيلث" كذلك، أن بعض الأشخاص الذين يعيشون في ظروف سيئة للغاية، مثل الخيام البلاستيكية المؤقتة وجميع ممتلكاتهم في حقيبة واحدة على ظهورهم، تكون لديهم ابتسامات مبهجة ومشرقة. السؤال هنا: كيف يمكن لشخص ليس لديه شيء تقريبًا أن يكون سعيدًا جدًّا؟ والإجابة تكمن في كونهم أناسًا ممتنين لما لديهم سواء حياتهم أو عائلاتهم والقليل الذي يمتلكونه. ماذا نتعلم من الدراسة؟ يطرح موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday) سؤالًا حول ما يمكن تعلمه من دراسة جامعتي ماكغيل وبرشلونة، ويجيب: الشعور بالمجتمع والعيش في الطبيعة لم تكن هذه المجتمعات الريفية التي أجريت عليها الدراسة تتضور جوعًا، فقد كانوا يعيشون في مجتمع حيث تتم تلبية احتياجاتهم الأساسية بسهولة. كان الشيء الرئيسي الذي امتلكوه هو الشعور بالمجتمع والطبيعة. ويبدو أن هذين العاملين يسهمان في المستويات الإجمالية للسعادة التي شعروا بها. التضحية من أجل المال مؤذية للسعادة المال في حد ذاته لا يضرنا والثروة لا تجعلنا سعداء في حد ذاتها، لكن الذي يجعلنا غير سعداء هو التضحية من أجل تلك الثروة أو التعلق بالأشياء. في المقابل يجب الاهتمام بالعائلة والأصدقاء والشعور بالانتماء للمجتمع.

إذا جعلنا تركيزنا على العائلة والشعور بالانتماء، فسنقوم بالأشياء بوتيرة أبطأ، ونستمتع بنزهات الهواء الطلق ومشاهدة غروب الشمس، إضافة إلى أننا سنقوم بعملنا ونحن نستمتع به. 1الحوار بهدوء وتفاهم بين الزوجين في طريقة تربية الأبناء وفي حياتهم في جميع جوانبها من أعظم أسباب سعادة ونجاح التربية- (بيكسلز). نحن لا نحتاج إلى الكثير لنكون سعداء لكننا نحتاج فقط إلى أشخاص في حياتنا يضحكون ويلعبون ويمرحون (بيكسلز) لا تدع عقلك يخدعك غالبا ما نقول لأنفسنا إننا سنعمل بجد حقًّا لفترة من الوقت وبعد ذلك سنستمتع بحياتنا، ولكن هذه الحيلة غالبًا ما تفشل، كما أننا لا نعرف حتى ما إذا كنا سنصل إلى مرحلة يمكننا فيها الاستمتاع بالحياة، فقد نكون منهكين للغاية ولدينا مشاكل صحية، وقد نتعرض لأضرار جانبية من كل شخص فقدناه أو أصيب بأذى لأننا نعمل طوال الوقت. قصة صياد السمك وفقا لموقع "سيكولوجي توداي"، فإن من أفضل القصص التي توضح السعادة القائمة على المال قصة رجل لديه قارب صغير ويخرج إلى المحيط ليصطاد لفترة من الوقت ثم يعود ومعه ما يكفي من السمك ليأكله. ومن ثم يجلس على الشاطئ يستمتع بالطبيعة الجميلة من حوله. وعندما يراه رجل غني ينصحه بجني المزيد من المال من خلال قضاء المزيد من الوقت في العمل وبيع الأسماك الزائدة. وبعدما يدخر المزيد من المال يشتري المزيد من القوارب ويوظف أشخاصًا لتوسيع العمل. وحينما يجني ما يكفي من المال بعد 10 أو 20 عامًا، يمكن الاسترخاء والاستمتاع بالحياة. وهنا نظر الصياد إلى الرجل الثري وقال له "هذا ما أقوم به الآن إنني أستمتع بالحياة، فلماذا أفعل كل ذلك؟". نحن لا نحتاج إلى الكثير لنكون سعداء، لكننا نحتاج فقط إلى أشخاص في حياتنا يضحكون ويلعبون ويمرحون. ونحن بحاجة كذلك إلى قضاء بعض الوقت في التمتع بالحياة والاستمتاع بالجمال من حولنا.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,