سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


ساعة ماكرون تشعل الجدل في فرنسا والإليزيه يضطر للتعليق وكشف سعرها.. جهات حقوقية تندد بعنف الشرطة الفرنسية وتدعو لتمكين المواطنين من حقهم في الاحتجاج ودول خليجية تصدر تنبيها لمواطنيها في فرنسا


أثار مقطع فيديو للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل، إذ اتهمه ناشطون بتعمد إخفاء ساعة فاخرة كان يرتديها خلال مقابلة له على إحدى القنوات التلفزيونية، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة، مما اضطر قصر الإليزيه للتعليق. وظهر ماكرون خلال مقابلة في قناة "إل سي آي" (LCI) الفرنسية للحديث عن قانون التقاعد المثير للجدل، بينما كان يخلع ساعته من يده أثناء المقابلة الصحفية، ثم يمررها من تحت الطاولة ليظهر بعد ذلك من دونها. واشتعلت المنصات الفرنسية غضبًا إثر تداول مقطع الفيديو في نطاق واسع عبر الفضاء الرقمي، كما لاقت "ساعة ماكرون" ردود فعل متباينة من رواد المنصات الفرنسية والعربية أيضًا. وربط ناشطون اللقطة الأخيرة للرئيس الفرنسي بقانون التقاعد المثير للجدل الذي سنته حكومته بقرار استثنائي تخطى البرلمان، فيما ذكروا أن الساعة من علامة "رولكس" الفاخرة التي يتجاوز سعرها 80 ألف يورو. وكتبت النائبة البرلمانية الفرنسية كليمانس غوتي على تويتر: "خلال الحديث عن الفرنسيين الذين يتقاضون الحد الأدنى من الأجور ولا يملكون القدرة الشرائية، يقوم ماكرون بنزع ساعته الفاخرة الجميلة من تحت الطاولة، هذا الرجل تافه"، وفق تعبيرها.
وعلق الصحفي رافاييل غرابلي مدافعًا عن ماكرون: "يخفي ساعة تبلغ قيمتها 80 ألف يورو، يبدو وكأنه خبر مزيف"، فيما أوضح: "في كثير من الأحيان يلبس ماكرون الساعة الظاهرة في الفيديو، كما أنها بألوان مجموعة الأمن التابعة لرئاسة الجمهورية الفرنسية، لكن يبدو أنها ضربت الطاولة وأحدثت ضجة خلال التصوير". وكتبت الصفحة الفرنسية المهتمة بأخبار الإضرابات على تويتر "صندوق الإضرابات"، تغريدة ساخرة من ماكرون قالت فيها: "لعبة سهلة! ما الشيء الذي سيختفي بين هذين المقطعين". فيما تساءل البرلماني الأوروبي غيلبرت كولار عبر تغريدة في تويتر: "لكن لماذا لا يريد ماكرون أن تظهر هذه الساعة؟". بينما انتقد المغرد سفيان المهاجمين لماكرون، وقال: "رئيس بلاد بأكملها، هل المطلوب منه أن يلبس ساعة كاسيو؟".


بدوره، علّق قصر الإليزيه على حالة الجدل التي أحدثها الفيديو على مواقع التواصل، إذ قال إن الرئيس ماكرون خلع ساعته بعد أن ضربها على الطاولة، مما تسبب في ضوضاء عالية إلى حد ما، وفق ما تناقلته مواقع إخبارية محلية. وأوضح الإليزيه أن "الساعة التي يرتديها الرئيس هي من طراز (Bell & Ross BRV192) مع شعار الرئاسة الجمهورية، وتباع بحوالي ألفي يورو، خلافًا لمزاعم نقلت على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إن سعرها 80 ألف يورو". ويأتي ذلك وسط حالة من الغضب والسخط في فرنسا على الرئيس، وذلك بعد إقرار حكومته قانونًا بتعديل سنّ التقاعد الذي أشعل احتجاجات واسعة في البلاد، فضلًا عن الإضرابات التي شلّت فرنسا. وتُمثل أحدث موجة من الاحتجاجات أكبر تحدّ لسلطة ماكرون منذ احتجاجات "السترات الصفراء" قبل 4 أعوام، وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية الفرنسيين يعارضون قانون التقاعد، وكذلك قرار الحكومة تمريره في البرلمان دون تصويت.


جهات حقوقية تندد بعنف الشرطة الفرنسية وتدعو لتمكين المواطنين من حقهم في الاحتجاج

اتهمت جهات حقوقية عديدة الشرطة الفرنسية باتباع ممارسات عنيفة ضد المتظاهرين المحتجين على إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل. وقالت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، دنيا مياتوفيتش، إن أعمال العنف المتفرقة لبعض المتظاهرين أو أفعالا أخرى مدانة ارتكبها آخرون خلال تظاهرة، لا تبرر الاستخدام المفرط للقوة من قبل عناصر تابعين للدولة.
وأضافت أن "هذه الأعمال لا تكفي كذلك لحرمان متظاهرين سلميين من التمتع بحرية التجمع". وقال رئيس رابطة حقوق الإنسان باتريك بودوان إن "الانجراف الاستبدادي للدولة الفرنسية وإضفاء الطابع العنفي على العلاقات بواسطة الشرطة وأعمال العنف على أنواعها والإفلات من العقاب تشكل كلها فضيحة مدوية". واتهمت الرابطة السلطات بالمساس "بحق المواطنين في الاحتجاج من خلال الاستخدام غير المتناسب والخطر للقوة". وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش من جهتها "الاحتواء التعسفي للحشود وتكتيكات مكافحة الشغب". ورأى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن الشرطة اكتفت بالتحرك لمواجهة "المنحى المتطرف" الذي سلكه "المخربون" المنضوون في صفوف "اليسار المتطرف" الذين يندسون بين المتظاهرين لإثارة أعمال شغب. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مراسليها رأوا الكثير من الشباب الملثمين يضرمون النار في حاويات نفايات ويحطمون واجهات محلات ويلقون حجارة أو مفرقعات باتجاه القوى الأمنية. وقالت السلطات إن نحو 1500 "مخرب" أعضاء في ما يسمى "بلاك بلوك" وهي مجموعات مخربين متطرفة، اندسوا ضمن موكب الاحتجاج في باريس الخميس. وأصيب 441 شرطيا ودركيا بجروح خلال تظاهرات الخميس في كل أرجاء فرنسا.
وأشار الوزير إلى أن 11 تحقيقا بوشر في حق عناصر في الشرطة. وأوضح "قد يكون عناصر في الشرطة أو الدرك غالبا ما يشعرون بالإنهاك، ارتكبوا على صعيد فردي ممارسات قد تتعارض مع ما تعلّموه"، مشددا في الوقت ذاته على العمل "الرائع" للقوى الأمنية "لتجنب وقوع أي قتيل". وأوقف أكثر من 450 شخصا خلال يوم التظاهرات الأعنف منذ بدء حركة الاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما. ومنذ تمرير المشروع من دون تصويت في البرلمان الأسبوع الماضي، تنتشر أشرطة مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عناصر من الشرطة الفرنسية يدفعون متظاهرين أو ينهالون عليهم بالضرب. وقالت بينيديكت جانرو مديرة هيومن رايتش ووتش في فرنسا "يبدو أن السلطات الفرنسية لم تستخلص العبر ولم تراجع سياساتها وممارساتها في احتواء الحشود" منذ تظاهرات السترات الصفراء في 2018 و2019. وفتحت النيابة العامة في باريس 3 تحقيقات على الأقل بشبهة العنف من جانب شخص "يتمتع بسلطة رسمية" في الفترة الأخيرة على ما أفاد مصدر مطلع على الملف. وبوشر أحد هذه التحقيقات في 14 مارس/آذار بعدما تقدمت والدة طالبة في مدرسة ثانوية بشكوى بعدما أصيبت ابنتها على جبهتها بشظية يرجح أنها ناجمة عن إلقاء الشرطة قنبلة لإبعاد المتظاهرين. وجاء في الشكوى أن شرطيَين ضرباها بهراوة عندما كانت على الأرض. وتتعلق شكوى أخرى بلكمة سددها شرطي إلى وجه متظاهر مساء الاثنين في باريس وصورت في شريط انتشر بكثافة عبر الإنترنت. وتفيد تقارير لمجموعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان بأن الشرطة قد تكون تسببت بإلحاق إصابة برجل، مما اضطر الأطباء إلى بتر إحدى خصيتيه.

دول خليجية تصدر تنبيها لمواطنيها في فرنسا

أوصت سفارات السعودية والإمارات والبحرين لدى فرنسا، مواطني بلدانها بالابتعاد عن مواقع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والتواصل مع مقار السفارات في حال تعرضهم لأي طارئ. وذكرت السفارة السعودية في تغريدة عبر "تويتر"، أنها تود تنبيه المواطنين الموجودين على الأراضي الفرنسية حاليا إلى ما تشهده العاصمة باريس وعدة مدن فرنسية من مظاهرات واحتجاجات، داعية مواطنيها على اتباع الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع التجمعات والصدامات، والالتزام بتعليمات السلطات الفرنسية المعنية. ‏وأكدت ضرورة التواصل معها لطلب أي مساعدة. بدورها، أهابت سفارة الإمارات في باريس "بالمواطنين الموجودين في فرنسا بضرورة أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق المظاهرات"، داعية إلى ضرورة اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات الفرنسية والتواصل معها في حالات الطوارئ. من جهتها، نبهت سفارة البحرين مواطنيها الموجودين حاليا في باريس وبعض المدن الفرنسية الأخرى، إلى أخذ الحذر والابتعاد عن مناطق المظاهرات، مؤكدة أهمية اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات الفرنسية، والاتصال بها في حالات الضرورة. وتشهد فرنسا، احتجاجات شعبية غاضبة على خطط رفع سن التقاعد، ونزل أكثر من مليون شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء فرنسا، الخميس، منهم 119 ألف شخص في العاصمة باريس، وفقا لأرقام وزارة الداخلية الفرنسية. وأغلق معارضو خطط الحكومة محطات السكك الحديدية والطرق، وجزءا من مطار شارل ديغول الدولي في باريس، وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في العاصمة، واعتقلت العشرات.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,