سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الكشف عن سبب قدرة سكان التيبت على البقاء..السر في مادة غذائية


أظهر التركيب الكيميائي لأسنان السكان القدامى في منطقة التيبت الجبلية الصينية أن تربية الأبقار للألبان كانت منتشرة على نطاق واسع في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. وقد اكتشف فريق دولي من علماء الكيمياء أول دليل مادي على أن سكان جبال التيبت تكيفوا مع العيش على ارتفاعات عالية من خلال تربية أبقار من أجل الألبان ووجود جينات تسمح لهم بهضم منتجات هذه الألبان. أعلنت ذلك الخدمة الصحفية للمعهد الألماني لعلوم الأرض.


وقال، تانغ لي، الباحث في المعهد إن "دراستنا أظهرت نزوعا واضحا للغاية، إذ كانت بروتينات الحليب موجودة في أسنان الأشخاص القدامى فقط الذين عاشوا في السهوب الجبلية العالية في غرب وشمال التيبت، حيث لا يمكن زراعة المحاصيل، وأضاف أن مثل هذه الآثار غير موجودة لدى سكان الوديان الوسطى والجنوبية الشرقية، الأكثر ملاءمة للزراعة.

وأظهر التركيب الكيميائي لأسنان الأشخاص الذين عاشوا في مرتفعات التيبت منذ حوالي 3500 عام أن تربية أبقار الألبان كانت منتشرة على نطاق واسع في المناطق التي يتعذر الوصول إليها على ارتفاع 3.7 - 4.65 ألف متر فوق سطح البحر.

وتحتوي أسنان جميع سكان المنطقة تقريبا على بروتينات تشكل أساس حليب الماعز والأغنام، وهو ما لم يكن أمرا مميِّزا لسكان الأراضي المنخفضة والوديان الذين كانوا يقتاتون بشكل أساسي من الأطعمة النباتية.

ويشير الاستخدام الواسع النطاق للحليب بين سكان هضبة التيبت الجبلية، وفقا للباحثين، إلى أن أبقار الألبان لعبت أحد أهم الأدوار في تكيف التيبتيين مع الحياة في مناطق غير صالحة للزراعة.

ويُشار إلى ذلك أيضا من خلال الاختلافات الجينية التي غالبا ما توجد في الحمض النووي الأحفوري لسكان التيبت القدامى، والتي تعد ضرورية لهضم منتجات الألبان.

يذكر أن هضبة التيبت هي واحدة من أقل الأماكن مواتاة لحياة الإنسان على هذا الكوكب، إذ أنها تقع على ارتفاع 4300 كيلومتر، ويسود أراضيها مناخ شديد القسوة، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية بالقرب من أعلى قمم جبال الهيملايا.

واكتشف علماء الوراثة مؤخرا أن الظروف المعيشية الفريدة في التيبت عجّلت مسيرة تطور سكانها وجعلتهم يكتسبون اختلافات جينية فريدة في وقت قصير جدا تساعدهم على تحمل البرد ونقص الأكسجين بشكل أفضل.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,