سيريا ستار تايمز - وكالة إخبارية عالمية


الاتفاق بشأن سقف الدين الأميركي في طريقه إلى الكونغرس لإقراره


أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، أنّ الاتفاق الذي أبرم بين الحزبين الرئيسيين بشأن رفع سقف الدين بات في طريقه إلى الكونغرس الذي يتوجب عليه إقراره قبل نفاد أموال الحكومة.

وأفادت لجنة القواعد في مجلس النواب الأميركي عن جلسة ستعقدها عصر الثلاثاء لإعداد مشروع قانون سقف الدين، تمهيداً لعرضه على التصويت من أعضاء المجلس كافة الأربعاء المقبل.

وتوفر التسوية بين الديمقراطيين والجمهوريين بعد أسابيع من المفاوضات مخرجاً للطرفين للتراجع عن حافة الهاوية، لكن الخطر لا يزال ماثلاً بانتظار إقرار الاتفاق قبل 5 حزيران/يونيو، موعد عجز الحكومة عن دفع مستحقاتها في حال لم يُرفع سقف الدين.

وأعرب بايدن، في كلمة قصيرة أمام وسائل الإعلام في البيت الأبيض، عن اعتقاده بأنّ "ما جرى خطوة مهمة جداً إلى الأمام"، مضيفاً أنّ الاتفاق "يزيل التهديد بحدوث تعثّر كارثي".

وأضاف أنّ الاتفاق "يرفع التهديد بحدوث تخلف كارثي عن السداد ويحمي انتعاشنا الاقتصادي التاريخي الذي بذلنا الكثير للوصول إليه".

من جانبه، أعرب مكارثي عن تفاؤله بإمكانية إقرار الحزبين للاتفاق في الكونغرس على الرغم من شكوك بعض النواب من الجانبين.

وفي بيان صدر في وقت لاحق الأحد، وصف مكارثي وقادة جمهوريون آخرون في الكونغرس الاتفاق بأنه "سلسلة انتصارات تاريخية".

واستدعى مكارثي النواب إلى واشنطن للتصويت على الاتفاق الأربعاء، قبل إرساله في وقت لاحق إلى مجلس الشيوخ. وبحلول مساء الأحد، نُشر الاتفاق المكون من 99 صفحة ليصبح متاحاً للتدقيق من قبل المشرعين والعامة على حد سواء قبل التصويت.

ودعا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل إلى "إقرار الاتفاق بسرعة دون تأخير لا داعي له".

بدوره، أكّد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلف عن سداد ديونها"، مشيراً إلى أنّ الاتفاق "يحقق تقدماً عاجلاً في اتجاه الحفاظ على الثقة والائتمان التي تحظى بها الولايات المتحدة".

وأضاف ماكونيل أنّ الاتفاق هو خطوة تشتد الحاجة إليها نحو تنظيم الوضع المالي، ويضع قيودًا ذات مغزى على أجندة إنفاق الإدارة، وفي الوقت نفسه، يؤمّن السماح بالإصلاحات، ويعزز الصلة بين المساعدة الفيدرالية والعمل".

الخطوط العريضة للاتفاق
وقال مصدر مطلع على المفاوضات، إنّ الاتفاق بين السلطة التنفيذية والمعارضة يرفع سقف الدين العام للولايات المتحدة لمدة سنتين، أي حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية في 2024.

غير أنّ المصدر ذاته أشار إلى أنّ الاتفاق لم يتضمّن التخفيضات الكبيرة التي يريدها الجمهوريون، رغم أنّ الإنفاق غير الدفاعي سيظل تقريباً من دون تغيير السنة المقبلة، وسيزيد اسمياً فقط في العام 2025. بالإضافة إلى ذلك، ستعتمد قواعد جديدة للوصول إلى بعض برامج المساعدات الفدرالية، ولكن المصدر أشار إلى أنّ الاتفاق يحمي قانون خفض التضخّم وخطّة تخفيف ديون الطلاب، التي وقّعها بايدن.

ولولا رفع هذا السقف، لواجه أكبر اقتصاد عالمي احتمال التخلف عن السداد في الخامس من حزيران/يونيو، ما يجعله عاجزاً عن دفع مستحقاته من من أجور ومعاشات تقاعد، وصولاً إلى تسديد ديونه.

وعلى غرار الاقتصادات الكبرى في العالم، تعتمد الولايات المتحدة على الاقتراض. لكن خلافاً للدول النامية الأخرى، تواجه الولايات المتحدة بانتظام عائقاً قانونياً يتمثل بسقف الدين، أي المستوى الأقصى لاستدانة السلطات الأميركية الذي ينبغي على الكونغرس رفعه.

ويجعل الجمهوريون الذين لديهم الغالبية في مجلس النواب منذ كانون الثاني/يناير، من هذا الإجراء التشريعي الروتيني أداة ضغط سياسي.

ورفض الجمهوريون ما أسموه منح "شيك على بياض" للرئيس الديمقراطي، واشترطوا لرفع السقف المحدد حاليا ب31400 مليار دولار، حصول اقتطاعات في الميزانية.

ورفض بايدن المرشح لولاية ثانية في 2024، لفترة طويلة إجراء مفاوضات معهم، متهماً المعارضة بأخذ الاقتصاد الأميركي "رهينة" بمطالبتها بهذه الاقتطاعات.

تحت المراقبة
بعد اجتماعات عدة في البيت الأبيض بين الرجلين، عقدت فرق بايدن ومكارثي جلسات مفاوضات طويلة جداً. ويشكل الاتفاق المبدئي الذي أبرم السبت انفراجاً للأسواق المالية التي لم تشهد حركة ذعر جراء هذه القضية لكن صبرها كان بدأ ينفد. وغالباً ما يتم التوصل إلى تسوية في اللحظة الأخيرة في ملفات كهذه.

وكانت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" وضعت تصنيف الولايات المتحدة وهو "إيه إيه إيه" تحت المراقبة، معتبرةً أنّ الفشل في التوصل إلى اتفاق "سيوجه إشارة سلبية على صعيد الحوكمة".

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستينا غورغييفا إنّ الاقتصاد العالمي الذي يعاني أساساً من "عدم يقين كبير"، "بغنى" عن هذه المداولات المتوترة. وينبغي أن يوافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ومجلس النواب حيث للمحافظين غالبية ضيقة، على الاتفاق.

وهدد بعض التقدميين في الحزب الديمقراطي فضلاً عن برلمانيين في الحزب الجمهوري بعدم المصادقة على الاتفاق أو تأخير ذلك قدر المستطاع في حال انطوى على تنازلات كثيرة لصالح المعسكر الخصم.

وقال النائب الجمهوري بوب غود السبت إنّ "أي برلماني ينتمي إلى المعسكر المحافظ لا يمكنه تبرير تصويت إيجابي" استناداً إلى ما أطلع عليه في الاتفاق المبرم.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,