في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرحاض.
هذا اليوم هو مناسبة تهدف إلى إلقاء الضوء على أهمية المراحيض بشكل خاص ودورها الحيوي في حياة البشر، مع التركيز على تحديات التوفر والوصول إليها في مختلف أنحاء العالم.
أزمة مراحيض النساء تعتبر أزمة نقص المراحيض المؤهلة للنساء أزمة تاريخية، وفي العصر الفيكتوري في بريطانيا، كان عدم وجود مراحيض عامة للمرأة يعتبر استراتيجية للابتعاد عن الأماكن العامة، وكان هناك توجه سلبي نحو بناء مراحيض عامة للنساء بسبب اعتبار استخدامهن لها أمرًا غير لائق.
وفي الولايات المتحدة، كانت المنشآت العامة، بما في ذلك المدارس وأماكن العمل، كانت تصمم بشكل رئيسي لاستخدام الرجال، واضطرت النساء إلى التكيف مع نقص المراحيض من خلال تقليل شرب المياه وتأخير الذهاب إلى الحمام.
لكن الحركة النسوية عملت على تحسين هذا الوضع، حيث بدأت المراكز التجارية والمقاهي في قبول فكرة وجود مراحيض عامة للنساء.
وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن عدد المراحيض العامة المتاحة للرجال يظل أكبر من تلك المتاحة للنساء، حيث تصمم المباني عادةً بواسطة مهندسين رجال.
وفي ظل هذا السياق، يشير البروفيسور هارفي مولوتش، أستاذ الاجتماع في جامعة نيويورك، إلى أن النساء هن أكثر احتياجًا للمراحيض العامة من الرجال.
ويشمل هذا الاحتياج النساء كبيرات السن اللواتي يعانين من سلس البول، والنساء خلال فترة الدورة الشهرية، والحوامل، واللاتي يحملن رضعًا.
الدول النامية
وتظهر التحديات بشكل خاص في الدول النامية، حيث يعتبر التوفر الناقص للمراحيض ونظم الصرف الصحي مشكلةً جسيمة.
تقرير لليونسكو أشار إلى أن فتاة واحدة من كل 10 فتيات في أفريقيا لا تذهب إلى المدرسة خلال فترة الدورة الشهرية.
ويوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف أن تقدم نظم الصرف الصحي ما زال بطيئًا في 90 دولة حول العالم، حيث يتشارك 600 مليون شخص المراحيض، ويقضي 892 مليون شخص حاجتهم في العراء.
وتقول الأمم المتحدة عبر موقعها، إنه يتم الاحتفال باليوم العالمي لدورات المياه أو المرحاض، للفت الانتباه إلى من يفتقدون إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية المدارة بشكل آمن، وتزيد أعداد هؤلاء على 4 مليارات نسمة.
كما تهدف هذه المناسبة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة الصرف الصحي العالمية وتحقيق الهدف 6 من أهداف خطة التنمية المستدامة التي تروجها الأمم المتحدة، والذي يراد منه إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.
وتقول الأمم المتحدة إن مياه الصرف الصحي تحتوي على مياه وموارد ذات قيمة في مجال الطاقة، وتستخدم نظم الصرف الصحي المستدامة النفايات استخداما منتجا لتعزيز الزراعة بشكل مأمون، ولخفض الانبعاثات واحتجازها لأغراض الطاقة الخضراء.
والعنصر الأول في نظام الصرف الصحي المستدام هو وجود دورات مياه تحجز النفايات البشرية بفاعلية في بيئة آمنة وميسرة وكريمة، ثم تُخزن تلك النفايات في خزان، يمكن لخدمة جمع النفايات إفراغه لاحقا، أو تنقل بعيدا عن طريق الأنابيب.